الإفتاء: الاعتداء على المسيحيين اعتداء على شعب مصر بالكامل

كتب - صبحى مجاهد


أكد د.مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى أن ما نراه اليوم من دماء تسيل لتفريق الأوطان، فمن يقومون بتلك التفجيرات للكنائس يسيرون فى طريق الشيطان، وفى أذهانهم دين آخر ليس الإسلام، وقال فى  فتوى له: «لابد ان تظل الاماكن التى تقام فيها العبادة  بعيدة عن العداون».
 وشدد على أن ما يحدث محاولة  لجرنا لعصور مظلمة ومخالفة لوصية الرسول الذى أوصانا  بأقباط مصر، وقال إن  الروح الإنسانية يحرم قتلها بدون حق،  فما بالنا بأبرياء فى دور عبادتهم ويتم العدوان عليهم، مؤكدا أن الضغوط الداخلية من الجماعات الإرهابية كبيرة، فمن يقتل جنودنا فى سيناء  هم من يفجرون الكنائس.
وأوضح أن  من يفعل تلك الأعمال الإرهابية لا ننظر لديانته وإنما ننظر إلى ما يفعله من خيانة للوطن، فمن يفجرون الكنائس ويزهقون الأرواح خائن للوطن  وللدين الذى أمرنا بالحفاظ على أرواح الناس، مشددًا  أن التيارات المتطرفة فصلت الوطنية عن الديانة
فيما قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، إن التصدى للإرهاب ومحاولات التنظيمات المتطرفة إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين لا بد أن يشتمل على عدد من المحددات والضوابط المهمة والضرورية فى هذا المقام؛ أولها: ما يتعلَّق بالالتزام المجتمعى بوأد الفتنة فى مهدها والتمسك بوحدة النسيج المجتمعى المصرى وغلق جميع الطرق أمام المتربصين والعابثين بأمن هذا الوطن ومستقبل أهله، وتأكيد أن الاعتداء على أيٍّ من المصريين المسيحيين هو اعتداء على المصريين جميعًا، وقد وضح كَمُّ التضامن والتآخى بين المصريين جميعًا فى مختلف الأزمات التى مروا بها، والتى كان آخرها موقف المسلمين من تفجير الكنيسة البطرسية، واستقبال الأسر المسيحية الفارَّة من سيناء هربًا من عنف المتطرفين.
اما الضابط الثانى كما حدده المرصد فيوصى بأنه  يجب على جميع شرائح المجتمع أن تجدِّد الثقة والدعم والمساندة للجهود السياسية الأمنية التى تبذلها الدولة المصرية ممثَّلة فى القيادة السياسية والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وتقديمهم كل غال ونفيس للذَّود عن هذا الوطن والدفاع عن مستقبل أهله، وقد شهدنا جميعًا كيف تصدَّت قوات أمن الإسكندرية لمحاولة عنصر إرهابى اقتحام الكنيسة المرقسية، واستشهد كلٌّ من العميد نجوى الحجار، والرائد عماد الركايبى لمنع وقوع ضحايا من داخل الكنيسة.
وأوضح المرصد أن ثالث الضوابط التى ينبغى التمسك بها للتصدى لتلك المحاولات الخبيثة لِبَثِّ الفُرقة وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد: هو عدم التعامل مع أدعياء العِلم وأنصاف العلماء، والتمسك باستقاء العلم الشرعى والأحكام الدينية والفتاوى الصحيحة من المؤسسات الدينية الرسمية التى تعمل وفق منهج علمى ودينى قويم، وترك كافة المنابر التى تظهر هنا وهناك لتنشر سمومها بين المسلمين مدَّعية أنها تنفِّذ تعاليم دينية مستقاة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهم أبعد ما يكون عن هَدى النبى.