الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإفتاء: الفضائيات مطالبة بتفعيل دعوة الرئيس للتعامل بمصداقية مع الأحداث

الإفتاء: الفضائيات مطالبة بتفعيل دعوة الرئيس للتعامل بمصداقية مع الأحداث
الإفتاء: الفضائيات مطالبة بتفعيل دعوة الرئيس للتعامل بمصداقية مع الأحداث




 كتب - صبحى مجاهد

حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، من خطورة تضخيم وسائل الإعلام للأحداث الإرهابية والتهويل من أضرارها وتداعياتها على الوطن والمواطنين، مؤكدًا أنها تؤدى إلى نتائج عكسية؛ حيث تثير حالة من الرعب والفزع بين جموع المواطنين، فضلًا عن تضخيم قوة الجماعات الإرهابية وخطورتها على المجتمع، وهو ما يصب فى صالح الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ويحقق أهدافها بنشر الرعب والفزع بين المواطنين؛ ويرفع أسهم تلك الجماعات فيما يشبه عملية التسويق المجانى لها لاستعراض قوتها الوهمية.
كما أوضح مرصد الإفتاء، فى تقرير جديد حول دور وسائل الإعلام فى مواجهة الإرهاب، أن بعض التغطيات الإعلامية الخارجية المغرضة روَّجت لمشاهد الذبح والقتل البشع التى ارتكبتها تلك التنظيمات الإرهابية، فى إطار دعم الحرب النفسية التى تشنها تلك التنظيمات الإرهابية على المجتمع المصرى، بما يكشف عن تنسيق غير معلن بين تلك الفضائيات وهذه التيارات الإرهابية التى تسعى لأن تعطى نفسها حجمًا متضخمًا، وتترك انطباعًا لدى المحللين بأنهم قوة ذات تمركز؛ سعيًا لإضعاف الروح المعنوية لدى القوات الأمنية النظامية فى البلاد التى يستهدفونها.
ودلَّل المرصد على ذلك الاستنتاج التحليلى بما أوردته بعض الفضائيات الخارجية فى تغطياتها للتفجيرات الإرهابية من خلط واضح بين التغطية الإعلامية، والترويج الفج ، والدعاية لتنظيمات الكفر والتفجير والإرهاب، وخلط المعلومات بالآراء على حساب المعايير المهنية وميثاق الشرف الإعلامي.
وأكد المرصد، أن ما وقعت فيه هذه الوسائل الإعلامية من محاذير، هو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته للشعب المصري، عقب اجتماع مجلس الدفاع الوطني، ومطالبته وسائل الإعلام التعامل بمصداقية ووعى ومسئولية مع الحوادث الإرهابية، وتأكيده أن تكرار عرض آثار الجرائم الإرهابية يجرح مشاعر المصريين، ودعوة سيادته تلك الفضائيات عدم تكرار عرض تلك الصور المؤلمة  طوال اليوم.
وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تسعى إلى الاستفادة القصوى من العمليات الإرهابية التى تنفذها بالترويج لها وإظهار قوتها وقدرتها على الوصول للأماكن المفترض تأمينها بعناية، لبعث رسالة ضمنية مفادها أنها أقوى من الأجهزة الأمنية فى الدول المستهدفة، رغم أن تلك الحوادث تقع فى أكثر دول العالم تقدمًا أمنيًّا، لكن وسائل الإعلام فى تغطيتها الأخيرة لحادثتَى طنطا والإسكندرية وقعت فى هذا الفخ الشيطاني، ودون قصد أو بقصد أسهمت فى تحقيق الغرض الذى تهدف  إليه  الجماعات الإرهابية فى الترويج لعملياتها الإرهابية، وخطابها التكفيرى الدموى التخريبى على نحو يؤدى إلى تحفيز بعض الفئات الاجتماعية ومنحرفى السلوك إلى السير فى ذلك الطريق الإرهابى العنيف.
 قال المرصد فى تقريره التحليلي: إن بعض التغطيات الإعلامية لتلك العمليات، وتضارب المعلومات والأخبار والقصص حولها، أسهم فى بث نوع من البَلبلة والغموض؛ مما قد يؤدى إلى هروب مرتكبى تلك العمليات، والأكثر كارثية أن بعض التغطيات الإعلامية المحدودة المستوى والكفاءة المهنية قد تؤدى إلى خلق تعاطف بعض الجمهور مع العمل الإرهابى ومنفذيه.
كما تابع المرصد تحليله النقدى للتغطية الإعلامية الأخيرة لحادثتَى كنيستَى طنطا والإسكندرية، ذاكرًا أن من بين السلبيات التى قام برصدها نقل بعض الفضائيات معلومات عن نوعية الأسلحة المستخدمة، وقدراتها التدميرية وخصائصها الفنية، والتكتيكات الإرهابية، على نحو يثير الخيال أمام أبواب الجحيم الإرهابى والتدميرى؛ مما قد يؤثر على ضعاف النفوس للإفادة من هذه المعلومات والعمليات ومحاولة تكرار المشهد فى مناطق أخرى.
وشدَّد المرصد على ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام الوطنية بدورها بفعالية، بالرد على هذه الحملة الإعلامية الممنهجة من خلال استراتيجية إعلامية واضحة فى التعامل مع الأحداث الإرهابية يحدوها وعى حقيقى بخطورة الحرب الإرهابية الشرسة التى تواجهها مصر، وكونها حربًا تسعى فيها قوى الظلام إلى إضعاف مصر، وإثارة روح الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع المصرى، واستمرار حالة الفوضى واللا دولة.
كذلك، أكد المرصد أن المجتمع المصرى لا يواجه حوادث إرهابية منفردة، ولكنه فى الحقيقة يواجه حربًا شاملة بهدف إسقاط الدولة المصرية وتفكيك مؤسساتها؛ مما يتطلب أن تكون تلك المواجهة واعية بطبيعة الأحداث الراهنة وتداعياتها المستقبلية.