الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مآذن القاهرة.. أبراج وأنوار وزينة

مآذن القاهرة.. أبراج وأنوار وزينة
مآذن القاهرة.. أبراج وأنوار وزينة




كتبت - منى صلاح الدين

أطلق الرحالة فى القرنين 81 و91 الميلاديين على القاهرة مدينة الألف مئذنة «لكثرة عدد مساجدها»، فكان يضم المسجد الواحد أكثر من مئذنة، بلغت أربعة كما فى الجامع الأزهر.
لكن الواقع كان يؤكد أن تفرد القاهرة عن باقى المدن الإسلامية لم يكن بعدد مآذنها، ولا بما تميزت به هذه المآذن من حيث تطورها المعماري، وتفرد أشكالها، وهو ما يصعب تكراره فى أى مدينة أخرى. بل إن ما يميز مآذن مصر ربما عن أى بلد آخر، هو الحكايات والقصص والأساطير التى تحملها هذه المآذن عن أصحابها، عمن استخدموها فى الصلاة وفى الجهاد فى سبيل الله وحماية حدود الوطن، وفى الاحتفالات والموالد وشهر رمضان.
هذه الأسرار والحكايات وغيرها خلال السطور التالية.

يرجع تفرد القاهرة بمآذنها كما يوضح الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ العمارة الإسلامية بجامعة عين شمس، إلى تعدد واختلاف الأجناس والأعراق التى جاءت إلى مصركعاصمة للخلافة الإسلامية «بعد سقوط بغداد» وتأثرت بها العمارة المصرية، كالفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، الذين شيد حكامهم الكثير من المساجد والأضرحة والمدارس لتدعيم حكمهم وسلطانهم من جهة، وتقربا إلى الله عز وجل من جهة أخرى.
ورغم كثرة وضخامة هذه المساجد التى ضمت الكثير من المآذن، إلا أن علماء الآثار لم يعثروا على أسماء المعماريين الذين شيدوا هذه المآذن.
وتعليل ذلك برأى الدكتور حسام، أن المسجد أو مجموعة المدرسة والمسجد الواحدة، كان يشترك فى بنائها مجموعة من المهندسين وليس مهندسا واحدا، كما أن الاسم الذى وجد مكتوبا بالجص فى أحد إيوانات «الإيوان الحنفي» جامع السلطان حسن المبني «757-764 هجرية»، وهو «محمد بن بيلك المحسني» عام 1944 وكان يعتقد وقتها أنه اسم مهندس الجامع والمئذنة، كشفت الأبحاث العلمية فى عام 2007، أنه اسم للخطاط الذى خط الكتابات الموجودة على جدران الجامع وليس اسما لمهندس بنائه.
ويكمل دكتور محمد حسام: لكن علماء الآثار لم يجمعوا إلا على أسماء معدودة لمهندسى المآذن، من بينها «المهندس شهاب الدين أحمد الطولونى» الذى بنى مدرسة وخانقاة السلطان فرج بن برقوق نهاية القرن الثامن الهجري، الرابع عشر ميلادى ومئذنتها المميزة بزخارفها ذات العقود والأعمدة، كما ترك مهندس مئذنتى جامع المؤيد شيخ فى القرن التاسع الهجرى «اللتين شيدتا أعلى برجى باب زويلة، ويكونان شعارا لمدينة القاهرة» اسمه منقوشا على كل مئذنة منهما، فعلى المئذنة الشرقية كتب «عمل هذه المئذنة المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن القزاز، وكان الفراغ أول رجب سنة اثنين وعشرين وثمانمائة.
وعلى المئذنة الغربية كتب «أمر بانشاء هاتين المنارتين المباركتين سيدنا ومولانا السلطان المالك الملك المؤيد أبو النصر شيخ عز نصره وذلك فى نظر العبد الفقير إلى الله تعالى محمدبن القزاز، والفراغ فى شهر شعبان المعظم قدره سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة».
أقدم مئذنة
ويبين الدكتور حسام أن أقدم مئذنة إسلامية ترجع إلى عصر الدولة الأموية وهى تلك المشيدة فى الجامع الأموى بدمشق «705-715» ميلادي، والمتأثرة ببدنها المربع بأبراج الكنائس البيزنطية، وصفها الرحالة «ابن جبير» أنها كالبرج المشيد، وتليها فى القدم مئذنة جامع القيروان بتونس والمشيدة فى القرن الثالث الهجرى بعمارتها المتأثرة بمئذنة الجامع الأموي، وقد أخذ المسلمون فكرة المئذنة من أبراج الكنائس حيث يتقارب الاثنان فى وظيفة إعلام أصحاب الدين بوقت الصلاة.
أما فى مصر فتعد مئذنة مسجد «الجيوشى» بالمقطم هى أقدم مئذنة مصرية محتفظة بحالتها الأصلية منذ أن أنشئت فى العصر الفاطمى سنة «478 هجرية» من الحجر بقاعدة مربعة يعلوها مربع ثانى ثم مثمن يعلوه قبة.
لكن جامع عمرو بن العاص «21 هجرية» أقدم جامع فى مصر وافريقيا لم تكن به مآذن وقت إنشائه، وعندما تهدم وأعاد بناءه والى مصر «مسلمة بن مخلد» سنة 53 هجرية شيد به أربع مآذن ببدن مربع فى جهات المسجد الأربعة كما حكى المقريزى فى خططه، إلا أن هذه المآذن تهدمت واندثرت أكثر من مرة، ليكون «بن مخلد» أول من جعل بمصر بنيان «المنار» اى المئذنة كما ذكرابن تغربردي، أما جامع ابن طولون المبنى فى العصر العباسى فإن مئذنته الأصلية قد تهدمت منها أجزاء كثيرة، بسبب زلزال مدمر حدث فى مصر سنة 703 هجرية ، دمر الكثير من المآذن ولم يبق من البناء الأصلى لمئذنة ابن طولون إلا القاعدة.
الشيء نفسه حدث فى مآذن أخرى كمئذنتى جامع الحاكم بأمر الله اللتين جددهما السلطان المملوكى بيبرس الجاشنكير.
المئذنة والأصبع
وتعد مئذنة مدرسة وقبة الملك الصالح نجم الدين أيوب «642 هجرية» هى المئذنة الأصلية الوحيدة من العصرالأيوبى فى مصر، وتنتهى من أعلى بقبة مضلعة وعرف هذا الشكل فيما بعد بالمآذن ذات المباخر، كما توضح د. أمال العمرى أستاذ العمارة والآثار الاسلامية بجامعة القاهرة.
وتشير أمال إلى أن المئذنة فى العمارة الإسلامية تتكون من قاعدة يعلوها بدن، عبارة عن ثلاث طبقات ينتهى «بالجوسق» وهو نهاية المئذنة، وبه شرفة ذات أعمدة يؤذن منها المؤذن من كل الجهات.
كما أن نهاية اى مئذنة هو الذى يحدد طرازها المعماري، فإذا انتهت «بقبة» كان طرازها فاطميا، واذا انتهت بشكل المبخرة «قبة مضلعة» كانت أيوبية، والنهاية التى تعرف «بالقلة المقلوبة» فطرازها مملوكي، أما النهاية ذات الشكل المخروطى فهى عثمانية.
ويرى الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة شكل المئذنة، بأنها تشبة أصبع التوحيد الذى يشير إلى وحدانية الله عزوجل وترمز طبقات المئذنة الثلاث إلى عقل الأصبع الواحد.
قصص المؤذنين
وفى العصور القديمة كان يتم اختيار أغلب المؤذنين من المكفوفين أصحاب الأصوات الجميلة، حتى لايروا من بالمنازل عند اعتلائهم أعلى المئذنة، وكانت أعداد المؤذنين والجوقة التى تنشد التواشيح والأذكار تكثر بحسب أهمية كل مسجد وبخاصة فى العصر المملوكي، فضم جامع «السلطان حسن» 16 مؤذنا، وجامع السلطان برقوق 6 مؤذنين، أما جامع الأمير صرغتمش فعين له 3 مؤذنين، بحسب د. آمال العمري.
وكان يخصص لكل مئذنة أدوات للإضاة لتضيء بالليل وفى المناسبات الدينية، وكانت تضاء خلال شهر رمضان المبارك بالمشاعل والشماعد وقناديل الزيت والمسارج، وهو تقليد يتبعه المصريون إلى الآن، فعندما ترى المآذن مزينة بالأنوار والأضواء، تتأكد بقرب حلول شهر رمضان أو الاستعداد لإقامة أحد الموالد الدينية، لتكون رمزا للبهجة والسعادة لمن حولها ومن يراها من بعيد.
أسرار الدخان والمرايا فى مآذن القاهرة
وقد أطلق على المآذن فى بعض الأحيان اسم «المنارة» وكان ذلك فى الأربطة التى كان يرابط فيها المجاهدون فى سبيل الله على حدود الدول وكان بكل رباط جامع بمئذنة لأداء الصلاة، وكانت تستخدم للتحذير من خطر الأعداء، إما بإطلاق أعمدة الدخان نهارا أو باستخدام المرايا العاكسة ليلا فى شمال شرقى مصر وجنوبها.
كما يلفت الدكتور مختار الكسباني، إلى أن من نماذج المساجد ذات المآذن التى كانت تعد بمثابة الرباط أو المرقب الحربى فى مصر، جامع الجيوشى والجامع الكبير بإسنا، ومئذنة بلال فى أسوان.
ويصف المقريزى دورها فى الحماية من الأعداء قائلا: «عندما تغير مملكة النوبة على الحدود الجنوبية لمصر، كان الخبر يصل إلى القاهرة فى يوم وليلة» وظلت هذه المملكة تهدد جنوب مصر إلى نهاية عصر الناصر محمد بن قلاوون.
من جانبه يوضح دكتور محمد حسام، دور المأذن فى حماية مصر من الناحية الشرقية الشمالية وكيف أعطت إشارات التحذير، عندما هاجم جيش «تيمورلنك» دمشق فى نهاية القرن 14 الميلادي، فيعلم السلطان برقوق بمصر خبر الهجوم بين العصر والمغرب، حيث أرسلت الإشارات مآذن دمشق ثم القدس، ثم غزة ثم سيناء فالمنطقة الشرقية إلى أن وصلت القاهرة.
ويؤكد دكتور حسام أن المصريين تأثروا بكل الهجرات والأجناس التى جاءت إلى مصر والتى أثرت بدورها فى شكل عمارتها وخاصة المآذن، فلا يوجد طابع أو نموذج مصرى لعمارة المئذنة، لكنها تأثرت بالطابع الأموى والطابع المغربى كمئذنة جامع أبوالدهب، والأندلسى كمئذنة جامع ابن طولون ومجموعة السلطان قلاوون وطراز شرق العالم الإسلامى كما فى مئذنتى جامع الناصر محمد بالقلعة، المزخرفتين ببلاطات القاشانى الأخضر، واللتين تشبهان مئذنة «على شاه» بمدينة تبريز الإيرانية، والعثمانى كما هو الحال فى جامع محمد على.
ويرى الدكتور الكسبانى أن هناك نوعين من أشكال المآذن التى عرفتها مصر فى العصر العثمانى، فمنها ما أطلق عليه شكل قلم الرصاص كما فى جامع السيدة عائشة وجامع عمرو ومسجد مسيح باشا وبعض المساجد الفاطمية، وأخرى أطلق عليها شكل «السرو» تتميز برشاقتها وارتفاعها بثلاث طبقات تنتهى بقمة مخروطية كما فى جامع محمد على بالقلعة.
مآذن اللهب والبحر
وقد تأثرت مآذن السواحل الشمالية فى مصر بالموقع الجغرافى كما يوضح الكسباني، حيث كانت نهايات المئذنة تأخذ شكل الشمعة أو شعلة اللهب، كما فى رشيد ودمياط والإسكندرية وكانت تستخدم لإعلام السفن والإنارة ليلا كجامع عبدالباقى الشوربجى فى الإسكندرية وجامع زغلول ودمقصيص فى رشيد.
وفى عصر محمد على وتعميره لمنطقة الرمل إلى المنتزه لوجود المصيفين، بنيت الجوامع ومآذنها بالحجر على الطراز المملوكى، بعد أن كانت تبنى بالطوب.
كما تميزت مآذن الإسكندرية القديمة بأنها كانت تبنى خارج المسجد وتقام على أربعة أعمدة، حتى لا تأخذ مكانا من الأماكن المخصصة للصلاة، وكانت المساجد تبنى على ساحل البحر كجامع سيدى بشر وسيدى جابر والشاطبى والأنفوشى وأبوالعباس المرسى والقبارى.
موقع المئذنة
ويكمل الكسبانى: وكانت المآذن توضع إما أعلى أركان الجامع الأربعة كجامع عمرو، أو فوق مدخل الجامع كأغلب المساجد الفاطمية، أو فوق المدخل أو أحد الأركان كالمساجد المملوكية، أو تربط بالجامع عن طريق معبرة كجامع ابن طولون وقرقاش الحسني، أو فوق برجى بوابة المتولى وهما مئذنتا جامع المؤيد شيخ.
مآذن متفردة
وتتفرد مصر بأشكال من المآذن التى لا توجد فى بلد غيرها بل ولم تكرر مرة أخرى فى مصر، وهى نتاج لإبداع المهندس الذى شيدها، ومنها مئذنة السلطان الغورى بالجامع الأزهر التى يطلق عليها المئذنة ذات الرأس المزدوج وتتميز المئذنة بوجود سلمين منفصلين بها يصلان إلى شرفة المئذنة وهى حيلة معمارية جميلة استخدمها المعمارى حتى لا يرى الصاعد إليها الهابط منها.
كما توضح دكتورة آمال العمرى، وتكمل: أما مئذنة قانى باى الرماح فهى تشبه مئذنة الغوري، ولكنها تختلف فى أنها تحتوى على سلم واحد، ومئذنة جامع محمد أبوالدهب فتنتهى بخمسة رؤوس، ومئذنة جامع ومدرسة قنصوة الغورى ذات الطراز الاندلسى وتنتهى بملحمة فنية رائعة وهى شكل مربع يحمل خمسة رؤوس كمثرية الشكل تحمل كل منها هلالا نحاسيا، توصف بشكل الزهرية.
وعلى الرغم من تأثر مئذنة ابن طولون بمئذنة جامع سامراء بالعراق التى يلف سلمها من الخارج عكس عقارب الساعة، إلا أنها فى مصر مشيدة خارج الجامع وربطت به عن طريق معبرة على هيئة حدوة الحصان، وهو تأثر بالعمارة الأندلسية.
حكايات المآذن
من أهم القصص والحكايات التى نسجت حول بعض مآذن مصر ورددها من سكنوا حولها، كانت مئذنة جامع ابن طولون التى انهار معظمها اثر زلازل مدمر 703 هجرية - الذى أطاح برؤوس المآذن - وكان ان أختبأ بداخلها الامير «لاجين السيفى» وكان من أحد المماليك الذين تورطوا فى قتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون، لذلك تربص به اتباع الأشرف خليل ليثأروا منه، لكن لاجين احتمى بمئذنة ابن طولون التى هجرها الناس هى والمسجد، الذى تحول لمربط للخيل، وندر لاجين نزرا أنه لونجى من القتل، سوف يصلح ما تهدم من المئذنة وبالفعل نجى وأصبح سلطانا للبلاد ووفى بنزره.
وتظهر مئذنة ابن طولون فى كتاب وصف مصر، الذى يضم صور الرحالة فى القرن الثامن عشر، ويعلوها مركب من النحاس، يقال أنه كان مليئا بالحبوب، لتأتى إليها الطيور وتأكل منها، لكن علماء الآثار يؤكدون أن هذا المركب كان يستخدم للإضاءة، ويملأ بالزيت ليشتعل فيضىء.
أما مئذنة جامع محمد أبوالدهب الذى أخذ الولاية من سيده على بك الكبير وتعود أصولهما إلى «جورجيا»، فقد حكى عنه الجبرتي، أنه أى أبوالدهب عندما تقلد الحكم صار ينثر دنانير من الذهب على الفقراء فى طريقه من القلعة إلى منزله.
وبنى أبو الدهب بعد ذلك مسجدا كبيرا مقابلا للجامع الأزهر، رغبة فى تثبيت أركان حكمه، وكان لهذا المسجد مئذنة ضخمة ومميزة، ذات خمسة رؤوس، اعتقد الناس أنه يخبىء بها كنزا من الدنانير الذهبية، مما دفعهم ذات مرة إلى تكسير قمتها بحثا عن هذا الكنز.
أما مئذنة خاير بك (1502 م) فنسجت حولها روايات شعبية، كما يقول د. حسام، تدور حول المؤذن جميل الصوت الذى سمع ذات يوم صوتا يناديه قائلا: «إيش تريد ياعبدى، ليطير هذا المؤذن بقمة المئذنة وتختفى».
أجمل المآذن
يرى الدكتور حسام أن أجمل المآذن المصرية، مئذنة مجموعة السلطان قايتباى المصورة على الجنيه المصرى، ومئذنة الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة، بزخارفها الإيرانية المصنوعة من القيشانى، ومئذنة مجموعة السلطان قلاوون بشارع المعز، ومئذنة مدرسة برقوق بزخارفها النباتية والهندسية.
وقد رأى المعمارى الإيطالى ماريو روسي، أن الطراز المملوكى هو الأجمل فى العمارة الدينية، فبنى كل مساجد العصر الحديث على هذا الطراز بمآذنه المميزة، مثل مسجد الرفاعي، والمرسى أبوالعباس والقائد إبراهيم وعمر مكرم.
بينما تؤكد أستاذة العمارة فى هندسة القاهرة، سهير حواس أنه لا يوجد مايسمى بالطراز المصرى فى بناء المساجد أو المآذن، لكن المعمارى يقع دائما تحت مؤثرات عصره وإبداعه الشخصى، بالاضافة للوظيفة الثابتة للعناصر المعمارية.
أعلى مئذنة فى عاصمة المآذن
يؤكد د. حواس أن مئذنة مسجد النور بالعباسية، هى أكثر مآذن القاهرة ارتفاعا حيث تبلغ 90 مترا، بينما مئذنتا جامع محمد على يبلغ 84مترا.
أما البارون إمبان العاشق للطراز العربى، فقد استخدم شكل المآذن والأبراج فى عمارة البيوت التى بناها فى منطقة الكربة وشارع العروبة بمصر الجديدة.