الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د. هشام قنديل 2.5 مليار دولار من «التنمية الأفريقى» لمصر.. ولجنة وزارية للمشروعات الصغيرة




أكد الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء فى الجلسة الافتتاحية لمنتدى الحوارالحكومى بعنوان «توظيف الشباب ـ وبناء مستقبل مصر» والذى استضافه البنك الأفريقى للتنمية والصندوق الاجتماعى للتنمية، أن الحكومة المصرية تخطط للتعاون مع البنك الأفريقى لتنفيذ الخطة الاستراتيجية قصيرة الأجل والتى تتيح 2.5 مليار دولار لمصر خلال العامين المقبلين لتمويل مشروعات هامة مثل توسعة مطار شرم الشيخ الدولى، ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ودعم قطاع الكهرباء، ومحطة كوم أمبو للطاقة الشمسية، ومشروعات المياه والصرف الصحى.
 
وأشار رئيس الوزراء المصرى إلى أن الحكومة تولى اهتماما منها بعلاج مشكلة البطالة شكلت مجموعة وزارية للتشغيل والتدريب تهدف إلى إطلاق برامج محددة فى المدى القصير مع التركيز على المحافظات التى ترتفع فيها نسبة الفقر والتركيز على القطاعات كثيفة التشغيل كما تقر هذه اللجنة السياسات المطلوبة لتفعيل سوق العمل وتتابع التقدم فى تنفيذ البرامج وإتاحة التمويل بشكل دورى لنحقق حوالى 750 ألف فرصة عمل فى العام الجارى بالإضافة إلى فرص العمل التى يتيحها الصندوق الاجتماعى للتنمية من خلال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
 
كما أكد التزام الحكومة بالتصدى لمشكلة البطالة وأعلن عن تشكيل لجنة وزارية برئاسته لدعم المشروعات الصغيرة وتضم مختلف الوزارات المعنية ويقدم لها الصندوق الاجتماعى للتنمية الدعم الفنى وينسق عملها بحيث يتم صياغة استراتيجية طموحة للمشروعات الصغيرة فى مختلف القطاعات تتضمن السياسات والتشريعات اللازمة لدفعها تعبيرا عن إيمان الحكومة بدور هذه المشروعات فى إتاحة فرص عمل ومواجهة البطالة.
 
وقال رئيس الوزراء إن هذا المؤتمر يأتى وسط احداث مهمة تشهدها مصر اذ تم الانتهاء من صياغة مقترح دستور جديد سيتم الاستفتاء عليه فى أقل من أسبوعين بما يؤسس لمرحلة جديدة فى استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية وبذلك تنتهى الفترة الانتقالية، وتبدأ مرحلة بناء مجتمع مدنى ديمقراطى حديث والتنمية وإعادة بناء الاقتصاد، واكد ان المؤتمر يبحث أحد أهم مشاكلنا وهو تشغيل الشباب، إذ وصلت معدلات البطالة إلى أرقام غير مقبولة فى مصر وفى أفريقيا وخاصة بين الشباب والذى يمثل مصدر القوة الحقيقية للوطن، والقارة، وهو الجزء الأكبر من سكانها.
 
وأوضح الدكتور أشرف العربى ، وزير التخطيط والتعاون الدولى،على هامش المؤتمر، أن الحكومة تستهدف توفير من 20 إلى 25 مليار جنيه من خلال آليات تستخدمها فى الوقت الحالى لمواجهة الفساد ، لافتاً إلى أنه تم بالفعل توفير 5 مليارات جنيه من هذا الرقم خلال الربع الأول من العام المالى 2012 -2013، ولفت العربى إلى أن الحكومة تستهدف تخفيض نسبة عجز الموازنة العامة إلى اجمالى الناتج المحلى ليصل إلى 10.4% بنهاية العام المالى الجارى بالمقارنة بنحو 10.8% فى نهاية العام المالى السابق.
 
ولفت العربى إلى ان الأحداث التى تمر بها مصر فى الوقت الحالى لن تؤثر على قرض صندوق النقد الدولى، لافتاً إلى أن التوقيع النهائى سيكون فى موعده بنهاية الشهر الجارى، قائلاً:»الصندوق ربط حصول مصر على القرض بموجب اطمئنانه للخطة الاصلاحية للبلاد ، والتوقعات الاقتصادية لها فى الفترة المقبلة ، وهذه ما زالت تسير بشكل مطمئن أيضاً.
 
ولفت الدكتور سيبرى تابسوبا – الممثل المقيم لبنك التنمية الأفريقى بمصر – إلى أن «مشكلة البطالة خاصةً بين الشباب كانت أحد الأسباب التى عبر عنها المتظاهرون خلال الثورة، لافتاً إلى أن معدل البطالة فى مصر فى ارتفاع متزايد حيث تؤكد الارقام ذلك؛ ففى عام 2008 كان معدّل البطالة 8,7%، وعلى الأرجح سيتخطى حاجز الـ13% بنهاية عام 2012، كما أوضح دكتور «تابسوبا» أن 90٪ من مجموع العاطلين عن العمل فى مصر تتراوح أعمارهم بين 15 و 29.
 
وأضاف د. تابسوبا قائلاً: «إن البطالة تتركز بشكل ومتزايد فى أوساط الشباب المتعلمين، وبالنسبة للرجال الأكبر سناً، فإن خريجى الجامعات يشكلون أكبر شريحة من العاطلين عن العمل،فى حين نجد أن خريجات المدارس الثانوية يشكلن أعلى معدلات للبطالة بين النساء».
 
وقالت غادة والى-الأمين العام للصندوق الاجتماعى للتنمية «إن هناك حاجة حقيقية لاتخاذ إجراءات عاجلة لإعطاء الشباب فرصة لإثبات جدارتهم فى مكان العمل وأولويتنا واضحة وهى الوظائف اللائقة والدخل الكريم للشباب»، وأكدت خلال المؤتمر ان إنشاء الصندوق الاجتماعى للتنمية قد تم بهدف دعم نمو وتنمية المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، ولتعزيز فرص العمل. ولتحقيق هذا، نتعاون مع العديد من شركاء العمل ونتعلم من أفضل الممارسات الدولية ونعمل على تنمية التعاون بين دول الجنوب بعضها البعض.
 
وقد أطلق المؤتمر بهذه المناسبة التقرير الاقتصادى للقارة الأفريقية لعام 2012 الذى أكد قدرة مصر على التعافى والنهوض فى ظل حصول الحكومةعلى دعم المصريين ، ووفقاً لما جاء فى التقرير، فإن دول شمال أفريقيا تعانى أكثر من جيرانها من الدول المتقدمة عندما يتعلق الأمر بإيجاد فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية، خاصة فى أوساط الشباب. وعلى الرغم من أن الحكومات الجديدة فى بعض الدول قد اتخذت بعض التدابير لتحسين ظروف العمل والمعيشة، إلا أن العديد من دول المنطقة ما زالت تكافح لتلبية الاحتياجات المعيشية الاساسية.
 
وخلال الربع الثانى من عام 2012، عانى حوالى 3.4 مليون مصرى من البطالة، وكان قطاع السياحة فى مصر والذى يوظف 12٪ من قوة العمل، واحداً من بين القطاعات الأكثر تضرراً فى العام الماضى من الثورة وأثارها، وهو ما حدا بالعديد من الشركات إلى تقليص الوظائف نظراً لانخفاض أعداد الزائرين، وبالرغم من ذلك، فإن البنك الأفريقى للتنمية تحذوه الثقة فى أن مصر بوسعها أن تبدأ فى الانتعاش.
 
ويحظى البنك الأفريقى للتنمية بسجل طويل وحافل من المشاركة والتعاون مع مصر، وعلاوة على كونها واحدة من الدول المؤسسة للبنك عند تأسيسه فى عام 1964 ، ظلت مصر ثانى أكبر دولة مساهمة فيه على مستوى القارة. ومنذ عام 1974، موّل البنك 61 عملية من عملياته و 29 عملية ضمن عمليات الصندوق الأفريقى للتنمية بما تقدر قيمته بنحو 5.64 مليار دولار أمريكى. وقد شملت المشروعات التى يمولها البنك مشروعات فى مجالات البنية التحتية والطاقة والقطاع الاجتماعى وبالأخص منح القروض للشركات الصغيرة والمتوسطة.