الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يوم الشعانين.. يوم الشهداء

يوم الشعانين.. يوم الشهداء
يوم الشعانين.. يوم الشهداء




ميشيل حنا الحاج يكتب:


الأربعون شهيدا، أو أكثر، الذين سقطوا فى كنيسة مار جرجس فى طنطا، وقرب الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، هم الشهداء الحقيقيون وليسوا مفجرى القنبلتين، فهؤلاء هم مجرمون.
وأنا منذ أسبوعين أو أكثر  وقبل وقوع هذين التفجيرين، بدأت أعمل على كتاب جديد لى، هو السادس منذ تقاعدت، وعنوانه: «الانتحاريون.. شهداء أم مجرمون؟» وأحاول الآن الحصول على قائمة تضم العدد الأكبر من التفجيرات الانتحارية التى نفذتها داعش أو النصرة، وأكون شاكرا لمن كان لديه معلومات دقيقة وتاريخ مؤكد مما نشر عن عمليات كهذه، أن يتكرم ويزودنى بها، علما اننى توجهت بطلب مماثل لمركز حقوق الانسان المعارض المتواجد فى بريطانيا لتزويدى بقائمة كهذه، ولكنى لا أتوقع منه أن يفعل لكونه بمعارضته، يتعاطف مع الأعمال المسلحة فى سوريا التى تقتل الأبرياء.
وأنا أعجب لمبررات داعش الإرهابية بالعمليات الانتحارية هذه. فقد قتلت الكثير من الأبرياء لا لشىء إلا لكونهم يخالفونهم فى الدين أو فى الطائفة. فقد قتلوا آلاف من المسيحيين العراقيين فى الأعوام الثلاثة الماضية، كما قتلوا الآلاف من الشيعة. ويكفى أن نذكر مذبحة قاعدة «سبايكر» عندما تم تنفيذ حكم الإعدام قتلا فى أكثر من 1700 جندى عراقى لا لشىء إلا لكونهم شيعة أو مسيحيين  أو أزيديين، ولكن أكثريتهم كانوا من الشيعة. لقد  قتلوا أيضا العشرات من الأزيديين والأزيديات، وأحلوا لأنفسهم اغتصاب الأزيديات وبيعهن رقيقا فى سوق العبيد.  
والآن، بل منذ عامين أو ثلاثة، وضعوا نصب أعينهم تفجير كنائس المسيحيين فى مصر الحبيبة للعرب وللعروبيين، علما بأنه بات يحلو لهم التفجير فى كل مواقع العبادة، فالمعروف عنهم أنهم قد فجروا الكثير من الحسينيات الشيعية فى العراق، ومرة فى الكويت، ومرات فى شرق السعودية، حيث الكثافة الشيعية والكثير من الحسينيات. كما فعلوا الشىء المماثل فى الكنائس المسيحية فى العراق، وفى مواقع العبادة الأزيدية، متناسين  قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) المحذر من التعرض للقسيسين أو لأناس يصلون ويتعبدون فى صوامعهم. فهذا الجزء من أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد تناساه الدواعش الارهابيون، مما يجعلنى أتساءل إن كان العلم الأسود هو رمز للسنة أم لقلوبهم السوداء ضد جميع من يخالفهم فى الرأى والعقيدة.
أمر آخر  يتضح تدريجيا للمراقبين، وهو اعتقادهم بأن الله هو إله المسلمين، ليس كل المسلمين، بل السنة منهم فحسب، وبهذا يبررون تفجيرهم للكنائس والحسينيات ومعابد الآخرين، متناسين بأن أولئك المتعبدين فى الحسينيات المفجرة، أو الكنائس أو معابد الأزيديين المفجرة، انما فيها أناس يتعبدون إلى الله تعالى، الإله الواحد الأحد الذى تؤمن به كل الديانات الموحدة، ولا يقتصر الايمان به على طائفة السنة. فهو بالتالى إله العالمين وليس إله المسلمين وحدهم، علما بأننى لا أقصد كل الأخوة السنة، فالكثيرون منهم يؤمنون بالإسلام العادل والمعتدل، الذى يعترف بالآخر ويتقبله، بل ويقدر بأن الله هو إله العالمين وليس إله المسلمين وحدهم.
أن الانتحاريين مفجرى الكنائس والحسينيات ومواقع العبادة الأخرى، أعتقد أن طريقهم هى الى النار الملتهبة، إلى الجحيم حيث لا حوريات ولا يحزنون.
أما الشهداء الحقيقيون فهم أولئك الذين قضوا فى تلك التفجيرات، سواء كانت تفحيرات فى كنائس، أو فى حسينيات، أو فى أى مواقع عبادة أخرى هى مواقع عبادة للإله الواحد الأحد الذى هو إله كل العالمين وليس إله المسلمين وحدهم.
نصيحة أخرى أود توجيهها للجماعات التكفيرية التى تعد نفسها لتنفيذ عمليات انتحارية قادمة: لا تتوقعوا الذهاب إلى الجنة، وأود أن أخبركم بأن الجنة لا تحتوى على حوريات بانتظاركم لتحقيق رغباتكم الجنسية الأرضية والدنيئة، فتلك من ظواهر الحياة البشرية على الأرض. أما الجنة فهى الجنة، أى مكان للعبادة والتعبد الى الله، الاله الواحد الأحد والذى لا شريك له، وليس موقعا لتحقيق رغباتكم تلك مع سبعين حورية أو أكثر، لا وجود لهن فى الجنة، وإن وجدن، فهن لسن متعطشات للجنس كما يوهمونكم، بل جل همهن التعبد إلى الله تعالى، فهن ملائكة ولسن حوريات ذوات رغبات شبيهة بالأرضية بالمعنى الذى يصفونه لكم عنهن.