الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كوماندوز المحترفين يجبر كوبر على تغيير «الخطة»

كوماندوز المحترفين يجبر كوبر على تغيير «الخطة»
كوماندوز المحترفين يجبر كوبر على تغيير «الخطة»




تحقيق ـ سلمى محروس

حقق الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى الأول نجاحا ملموسا مع الفراعنة بعد وصوله بالمصريين لنهائى بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بجانب حصده لـ6 نقاط فى أول جولتين بمجموعته بتصفيات المونديال.
لكن تبقى علامة الاستفهام الأبرز على كوبر وجهازه الفنى هى الأداء المتحفظ والتكتيك الدفاعى الغالب على فكر وفلسفة الخواجة الأرجنتينى.. وربما كان لدى كوبر بعض المبررات فى هذا التحفظ اهمها هى تفاوت مستوى المحترفين الذين يمثلون القوام الأساسى للمنتخب حيث إن بعضهم أحيانا يكون خارج «الفورمة» وآخرون لا يلعبون مع أنديتهم فى أوروبا بشكل منتظم.
الآن الوضع أصبح مختلفا بالكلية فلدينا كتيبة من المحترفين تتألق بشكل لافت فى عالم الاحتراف.. لكن ربما تبرز مشكلة جديدة وهى إن غالبية نجومنا المتألقين خارجيا يلعبون فى المراكز الهجومية فى حين إن المدرب الأرجنتينى يعتمد فلسفة دفاعية ومتحفظة ووفقا لأسلوب كوبر فمن المستحيل مثلا أن نلعب فى الشق الهجومى بمحمد صلاح لاعب روما ورمضان صبحى نجم ستوك سيتى الإنجليزى وأحمد حسن كوكا قلب هجوم براجا البرتغالى وعمرو وردة صانع العاب باوك اليونانى ومحمود تريزيجيه نجم موسكرن البلجيكى ومحمود كهربا لاعب الاتحاد السعودى وأمير عادل المحترف فى الدنمارك أضف إلى هؤلاء عبد الله السعيد صانع العاب الأهلى والذى يحظى بثقة الجهاز الفنى.
كوبر أصبح مطالبا بتغيير خطة وطريقة اللعب لتتناسب مع تألق كوماندوز المحترفين وتمنحنا أفضلية هجومية على أى منافس فوق أرضية الميدان..
والسؤال الملح الآن بات هو كيف نحقق الاستفادة القصوى من هؤلاء اللاعبين وأى طريقة لعب أو أسلوب سيناسبهم وكيف سيكون الحال إذا واصل كوبر تجاهل كل هذا واستمر فى اللعب بالطرق المتحفظة دفاعيا؟!
وللإجابة عن هذه التساؤلات ولمعرفة كيف يبدو مستقبل منتخبنا الوطنى لاسيما فى الفترة الحرجة والمهمة المقبلة قررنا طرق ابواب بعض خبراء الكرة المصرية.
نسير بشكل صحيح
يرى ربيع ياسين لاعب الأهلى ومنتخبنا الوطنى السابق أن أداء المنتخب فى تطور مستمر فقد اصبح لدينا فريق يمتلك شخصية جيدة ويحقق نتائج متميزة فإذا نظرنا إلى بطولة أمم إفريقيا المنقضية نجد أن الهدف الرئيسى فى ذلك الوقت كان التأهل للبطوله ثم الظهور بمستوى مشرف يليق باسم مصر ويحقق لنا العودة القويه للتربع على عرش القارة السمراء كسابق عهدنا وهذا ما تحقق بالفعل بل واننا اقتربنا بشدة من تحقيق البطوله ولكن صادفنا سوء توفيق مع عدة عوامل فنيه مثل الإصابات المتكررة وأرضية الملعب السيئه مع سوء حاله الطقس فى الجابون كما أن بطولة أمم أفريقيا الآن اصبحت أكثر صعوبة من الماضى لكن هذا لا يعنى اننا لم نعد قادرين على تحقيقها بل بالعكس تماما فالمنتخب منذ قديم الأزل يمتلك عناصر جيدة ومستويات فنية عالية وهذه العوامل هى ما جعلنا الأكثر تتويجا فى القارة السمراء.
وعن رأيه فى الخطة التى يتبعها كوبر أكد ياسين أن المدير الفنى هو الشخص الوحيد الذى يعلم أى الطرق يجب اتباعها فهو على دراية بمستويات اللاعبين أكثر من غيره كما أنه الوحيد الذى يعرف ما يحتاجه لتحقيق الهدف المطلوب لأن الأسلوب الذى يتبعه هو أسلوب دفاعى هجومى فهو يعلم متى يدافع جيدا ومتى يحتاج للهجوم ليخطف الثلاث نقاط فهذا هو فكره ويجب احترامه، فإذا نظرنا إلى نتائج المنتخب الآن نجد اننا نحقق أفضل النتائج فى التصفيات والتى لم تتحقق منذ وقت طويل فنحن على رأس مجموعتنا بفارق خمس نقاط عن غانا وهذه النتيجة تجعلنا مطمئنين نسبيا إلى المستقبل حيث انها سهلت لنا مهمتنا بعض الشىء وجعلتنا أكثر منتخب مرشح للتأهل فى منتخبات إفريقيا، وأن ما نحتاجه فى مشوارنا المقبل هو الفوز على أوغندا والكونغو فى مصر لتحقيق 6 نقاط مهمة ونحن نستطيع فعلها لأننا سنلعب مباراتين على أرضنا وبمساندة من جمهورنا كما حدث فى مباراتنا مع غانا إذا تحقق هذا الأمر فسوف نحتاج فقط إلى نقطة وحيدة من مباراة العودة مع أوغندا وحين نصل إلى مباراة غانا لن نحتاج منها أى نقاط لأننا سوف نكون قد تأهلنا بالفعل.
وأضاف أن للمحترفين دورًا كبيرًا فى الفترة القادمة لأننا نمتلك الآن عدد كبيرًا من منهم فى الدوريات المختلفة مثل محمد صلاح ومحمد الننى رمضان صبحى وأيضا تريزيجيه وهو لاعب مهم فى تشكيلة المنتخب وغيرهم ممن يجعلون لاسم منتخب مصر رهبة للمنافسين و ةهو أحد أهم العوامل التى تجعل لنا ثقل فى الملعب ثم يأتى بعد ذلك التوظيف السليم لكل هذه المهارات وهذا هو الأسلوب الذى يعمل كوبر على تطويره الآن.
أما عن السبب الذى لم يجعل منتخب مصر يصل لكأس العالم منذ المشاركه الأخيرة عام 90 أرجع ياسين هذا الأمر إلى عاملين أولهما سوء التوفيق الذى حلفنا لأن تحقيق الإنجازات فى كرة القدم يتوقف بنسبة كبيرة على التوفيق، ففى جيل 2006، 2008 ،2010 على سبيل المثال كان المنتخب يزخر بالكثير من الأسماء اللامعة وكان فريقاً قويا تهابه جميع الفرق الإفريقية ولكن كان يصادفه سوء توفيق أدى إلى عدم تمكنا من التأهل لكأس العالم. أما عن السبب الآخر فهو سوء التخطيط وسوء الإعداد.
خبرات كوبر
أكد طارق يحيى المدير الفنى لطلائع الجيش ونجم الزمالك الأسبق أنه لا داع للقلق لأن هكتور كوبر لديه من الخبرات ما يكفيه ليحقق حلم المصريين الذى طال انتظاره.
وعن رأيه فى الطريقه التى يتبعها كوبر أوضح إنها الطريقة الأمثل فى الوقت الحالى خصوصا أننا فى مرحلة بناء المنتخب لأنه على دراية بمستوايات وإمكانيات اللاعبين وهذا ما يجعله يحقق الأهداف المطلوبة، واستكمل مؤكدا على انه لا يستطيع ان يرشح أيًا من اللاعبين للانضمام الى المنتخب لأن هذا الأمر ملك للجهاز الفنى وحده.
كما أكد يحيى أن المنتخب قادر على الوصول لكأس العالم ولكن إذا استطعنا تنظيم مباريات ودية قوية لزيادة قوة المنتخب ورفع كفاءة اللاعبين.
التخوف من الأداء
أحمد الكأس الجوهرة السمراء ونجم الزمالك ومنتخبنا الوطنى الأسبق أكد على أن نتائج المنتخب فى الفتره السابقة تجعلنا نطمئن فكرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج ولكن الأداء لا يرتقى أن يكون أداء منتخب له تاريخ عريق مثل مصر، واستكمل كلامه موضحا أن المنتخب فى مرحلة البناء والتطور فقد كانت غايتنا الرئيسية فى البداية المشاركة فى كأس الأمم الإفريقية ولكن سرعان ما حققنا أكثر من ذلك بنتائج متميزة أوصلتنا إلى المباراة النهائية.
وأوضح أن طريقة كوبر من الجائز أن يكون بها بعض العوار وأن من حق الكثيرين أن ينتقدوا ولكن من حق المدير الفنى الا يستمع الى كل هذه الانتقادات أو أن يأخذ بآراء من حوله من جمهور أو نقاد أو خبراء فى التحليل الفنى بل إن اختياراته و طريقته حق مكتسب له كى نستطيع محاسبته فى النهاية على ما قدمه من نتائج، فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى الطريقة التى يتبعها نجد أنها لن تطول كثيرا بل إنه يعمل الآن على تطويرها لكى تناسب المرحلة المقبلة وتألق اللاعبين المحترفين.
أما عن رأيه فى مشاركة بعض العناصر الجديدة فى معسكرات المنتخب المقبلة فقد أوضح أنه يرى بعض الاسماء تستحق ان ينظر لها كوبر مثل حارس مرمى الإسماعيلى محمد عواد وحسام غالى وهو ورقة مهمة لأنه يجيد دور القائد وأحمد سامى ورجب نبيل من مصر المقاصة وأحمد جمعة من المصرى وأكمل أن لكل من المحليين و المحترفين دور مهم فى المرحلة المقبلة فالدورى المصرى يتسم بالشراسة هذا الموسم وبه لاعبون رائعون لكن المهم هو توظيفهم والاستفادة منهم.
واختتم كلامه مؤكدا أن المنتخب يستطيع الوصول لكأس العالم ولكن ما ينقصه هو الإعداد الجيد المتمثل فى تنظيم مباريات ودية مع منتخبات ذات مستوى قوى.