الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ولاء سمير: «9 صنايع» خفيف.. ويدعم «السياحة الداخلية»

ولاء سمير: «9 صنايع» خفيف.. ويدعم «السياحة الداخلية»
ولاء سمير: «9 صنايع» خفيف.. ويدعم «السياحة الداخلية»




حوار - محمـد خضير

استطاعت المذيعة الشابة ولاء سمير مقدمة برنامج «9 صنايع» على قناة «مصر الزراعية» أن تحتل لها مكانة وسط العمل الإعلامى، وأن تثبت تميزها وتفردها بفكرتها المختلفة عن الأفكار البرامجية بالقنوات الفضائية، حيث وضحت أن البرنامج ذو مضمون خفيف وهادف، ويناقش معظم الحرف التى تقوم بها غالبية الشعب المصرى.

كشفت فى حوارها مع «روزاليوسف» أنها تسعى لتطوير البرنامج من خلال خطة تطوير تناقشها مع إدارة القناة ومخرج البرنامج، بحيث يمكن أن تساعد معظم الحالات الإنسانية غير القادرة على سد احتياجاتها من أهل الحرف التى يقدمها البرنامج، لنحقق مبدأ التكافل الاجتماعى، وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:
 ■ كيف بدأت تجربتك الإعلامية؟
- بدأت فى مرحلة التعليم الأساسى ـ كما تحكى لى والدتى.. حيث كان الأطفال يتراصون من حولى، وأقوم بعمل لقاءات معهم ممسكة بيدى ميكروفونًا بلاستيكيًا كان قد اشتراه لى والدى، وأعطى لكل طفل منهم فرصة لتعريف نفسه وتقديم موهبته «تمثيل، غناء، تقليد مطربين وفنانين»، وأفضل موهبة تفوز بمصروفى اليومى.. تطور الأمر لمرحلة التعليم الأساسى والمرحلة الإعدادية والثانوية، حيث كنت أقوم بتحية العلم وتقديم الإذاعة المدرسية والغناء والتمثيل فى المناسبات السنوية التى طالما أقامت المدرسة احتفالا بها «عيد الأم، انتصارات أكتوبر، ذكرى الإسراء والمعراج».
 ■ ومن قدوتك فى العمل الإعلامى؟
- أبلة فضيلة.. وذلك لسببين، أولهما أننى شخصية إذاعية، أحب الاستماع أكثر من المشاهدة، لترقية حاسة الإبداع القائمة على التخيل وتكوين صورة ذهنية وتخيلية لكل جملة أسمعها تتناسب مع الموقف الذى يتكون أمام ناظرى فقد تربيت على حكاياتها التى كثيرا ما أمتعتنا، وتعلمت منها موهبة «الحكى»، اتخذت ثقتها فى نفسها وما تقدمه من محتوى تربوى للأطفال منهج حياة لأعوام عدة، حتى صرت ألقب باسمها حتى الآن من أصدقاء طفولتى.
 ■ ما طبيعة عملك فى قناة «مصر الزراعية»؟
- أقدم برنامجًا اجتماعيًا باسم «9 صنايع»  ذا مضمون خفيف وهادف،يناقش معظم الحرف التى تقوم بها غالبية الشعب المصرى ـ الطبقة المتوسطة.. لمناقشة الصعاب التى تواجههم أثناء تأدية عملهم، وتسليط الضوء على مميزات كل حرفة يقدمها البرنامج، لتشجيع الشباب على العمل بأى حرفة تحقق له الستر وتدر له الرزق الحلال، دون خجل أو تردد.. كما يدعم البرنامج فكرة «تشجيع السياحة الداخلية» وعلى وجه الخصوص «السياحة الريفية»، وذلك بتناول الحرف اليدوية أيضا التى أوشكت على الانقراض «صناعة البردى، الحصير، السجاد اليدوى، الفخار».
 ■ لماذا اخترت مصر الزراعية عن أى قناة أخرى؟
 - لا أخفيك سرا أننى بذلت جهدا مع العديد من القنوات الأخرى دون جدوى، لأن الهدف لديهم هو الربح وليس خدمة الناس أو الحديث بلسانهم، وعندما طرحت الفكرة على الأستاذ  محمد صلاح مدير البرامج آنذاك فى قناة مصر الزراعية وجدت حماسا لم يصادفنى طوال فترة بحثى عن قناة تدعم الفكرة، فوجدت إيمانا لديه بأنها فكرة تدعم على المدى البعيد الاقتصاد الوطنى، من خلال إظهار كل ما هو إيجابى فى مصرنا الحبيبة، فرشح لى المخرج  محمد أشرف الدلال، الذى وجدته متفاعلا ومؤمنا بموهبتى كمقدمة برنامج وممثلة فى نفس الوقت، حيث إن 50% تقريبا من وقت حلقة البرنامج هو تمثيلى للحرفة، هذا بالإضافة لتشجيع فريق العمل بالقناة.
 ■ ما الذى تطمحين له من خلال البرنامج؟
- أن يقوم البرنامج من خلال خطة التطوير الجارى مناقشتها مع إدارة القناة ومخرج البرنامج، على مساعدة معظم الحالات الإنسانية غير القادرة على سد احتياجاتها من أهل الحرف التى يقدمها البرنامج، لنحقق مبدأ التكافل الاجتماعى، وتمر مصر من تلك المرحلة بخير وسلام.
 ■ كيف توفقين بين الكتابة وتقديم البرنامج؟
- الكتابة هى إدمان يجرى فى دمى منذ الصغر، فكم كنت أنتظر حصة مادة اللغة العربية، لأكتب موضوع التعبير المطلوب منى، والذى كان يتجاوز الـ 20 صفحة على الأقل فى كل مرة، ومن خلال سردى للموضوع أحصل على الدرجة النهائية دوما، غير أنى أكتب الشعر وأنا فى السابعة من عمر»، وإذا كان أحد جيراننا لديه ابن خارج البلاد ويود مراسلته بخطاب، كان يستعين بى لأسطر للغائب مشاعر أهله وذويه فى أشطر وأبيات شعرية ذات إيقاع ووزن وقافية، وكنت أصالح أمى وأبى إذا صدر منى خطأ بأبيات شعرية من تأليفى وتلحينى وغنائى ليعطيانى المصروف مجددا فى حالة إذا حرمت منه، لأعطيه للسيدة الطيبة الفقيرة التى كانت تنتظرنى دوما أمام مدرستى لتشترى به فطورا لنفسها.
 ■ ما هو طموحك الإعلامى بوجه عام؟
- أحلم كل يوم، بعمل قناة أطفال «كرتون» ذات هوية مصرية 100%، تقدم لأطفالنا ـ  وبشكل مبسط جدا خال من التعقيد ـ  تراثنا وتاريخ حضاراتنا، وقواعد لغتنا العربية التى ما عدنا نتعامل بها، والتعرف على أصول الفنون الأدبية كالشعر والقصة والرواية، من خلال أغانى ومسلسلات كرتون يحبها الأطفال، ويتناول من خلالها جرعات وطنيته ومصريته وتاريخه الحافل بالإنجازات.
 ■ ما المكانة التى تتوقعينها لمصر الزراعية فى منافستها للقنوات الأخرى؟
- «مصر الزراعية» هى نبض لكل مواطن مصرى، اعتبرها بمثابة الجذور التى لا يمكن التخلى عنها، اسمها وحده يكفى أن يلتفت إليها الجميع لأننا بلد زراعى فى المقام الأول، والاهتمام بها أول طريق النهوض بالزراعة المصرية والفلاح المصرى على وجه الخصوص باعتبارها منارة الإرشاد الزراعى والتثقيفى والترفيهى أيضا بشكل أكثر احترافية واحتراما لمشاهديها، لذلك اتوقع أن تكون فى مصاف القنوات التى يبحث عنها المواطن بعد ما تحققه اليوم من انتشار فى مصر وبعض البلدان العربية.
 ■ ماذا عن رؤيتك لحالة القنوات الفضائية ورؤيتك لما تشاهده من حالة صخب؟
- أرى المشهد أكثر ضبابية مع انتشار الفضائيات دون رقيب عليها ولا اقصد هنا التحكم فيها وفيما تقدمه من محتوى معلوماتى ولكن أقصد ضرورة أن تلتزم تلك القنوات بميثاق أخلاقى ومهنى بحيث لا نترك لها المساحة لدرجة تجعلها تبث سموما فى قوالب إعلامية ينهل منها أطفالنا لنجعلهم عرضة لعادات وتقاليد غريبة علينا وعلى مجتمعاتنا.
 ■ رؤيتك لضبط الأداء الإعلامى؟
- ضبط الإعلام يحتاج أولا إلى ضمير واع لكل صاحب رأس مال، يدرك جيدا لمصريته ولتقاليد مجتمعه لا ينشغل بجمع المكاسب المادية على حساب شعب كامل أو النشء الجديد، وأن تكون المهنية والكفاءة هى معيار اختيار مقدمى البرامج وليست الوساطة والمحسوبية وكل ذلك يجب أن نحكمه بميثاق شرف إعلامى لا يحيد عنه العاملون فى الحقل الإعلامي.
 ■ كيف ترى وضع الإذاعة والتليفزيون المصرى؟ ومدى عودة ريادتهم الآن؟
- فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون كنوز بشرية وتراثية وإمكانات لو أحسنت الدولة إدارتها جميعا لأصبح التليفزيون المصرى رائدا كما كان، ولكن المحزن فى الأمر هو الشكوى دائما من تراجع المحتوى وتفريغ التليفزيون المصرى من طاقاته دون أن تمد الدولة يد التطوير والاهتمام بتدشين قنوات جديدة كان من الممكن أن نستفيد بأموالها فى خدمة تليفزيون وطنى له تاريخ مشرف.
 ■ رؤيتك لقوانين الإعلام ونقابة الإعلاميين؟ ومدى ضبط الأداء الإعلامى مع الهيئات الإعلامية الجديدة؟
- المهم فى الأمر ليست القوانين فكم لدينا من قوانين لا يتم تفعيلها بالشكل السليم، ولكن الأهم هو تطبيق تلك القوانين على الجميع بالسواء دون محاباة أو مجاملة للكبير على حساب الصغير، ومثلما جاء فى الحديث الشريف «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم القوى تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»، وأرى أن نقابة الإعلاميين لديها مهمة تنظيمية للحد من هذه السلبيات باعتبار أنها ستكون كيانا قانونيا يحاسب المقصرين أو المخالفين لأعراف وتقاليد المهنة، وأنا دائما متفائلة لذلك فإن الإعلام المصرى وهو الرائد عربيا سيجد طريقة الصحيح فى القريب العاجل.