الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكاتبة الأردنية «ريما حمود»: أطالب دور النشر بتقديم إبداع حقيقى بعيدًا عن قوانين السوق

الكاتبة الأردنية «ريما حمود»: أطالب دور النشر بتقديم إبداع حقيقى بعيدًا عن قوانين السوق
الكاتبة الأردنية «ريما حمود»: أطالب دور النشر بتقديم إبداع حقيقى بعيدًا عن قوانين السوق




حوار – خالد بيومى

ريما حمود كاتبة أردنية ولدت وتقيم بالكويت التى تعتبر وطنها الثانى، تخرجت فى قسم اللغة العربية وآدابها من الجامعة الهاشمية، بدأت مشوارها بكتابة القصة القصيرة ولكنها اكتشفت أن فضاء القصة أضيق من أن يحتوى مشكلات الواقع والإحاطة بها فاتجهت إلى كتابة الرواية، ولا تعترف بثنائية تقسيم الأدب إلى ذكورى ونسوي، وتؤمن بالأدب الإنساني. من أعمالها القصصية: «جريمة عطر، بالونات». وفى حقل الرواية صدر لها: «أيام جميلة» وسيصدر لها قريبا رواية بعنوان «الهوية 2000».. فإلى نص الحوار:

■ كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
- الكتابة اكتشاف لذيذ، بدأت رغبتى بها بعد أن قرأت أول رواية «ذهب مع الريح» وأنا فى الصف الخامس، كانت الروايات عالما جديدا يتكشّف عن حيوات متنوعة ومدهشة، أدمنتها بعد أن استعرت من مكتبة والد صديقتى ثلاث روايات لا تفارق مخيلتى ولا أظن أننى سأنساها أبدا، دفعتنى تلك الروايات الثلاث إلى البحث عن أى رواية على أى رف ألقاه فى مدرستى أو بيوت أقاربى وصديقاتي، منذ تلك الروايات وأنا أحلم بكتابة القصة والرواية، وقمت فى الصف السابع بتقليد رواية تعلقت بها ورسمت لها غلافا وزينتها، وظلت الكتابة حلما خجلا أخبئه فى دفاتر كثيرة، حتى تفتحت شبكة الإنترنت عن المنتديات الأدبية وبدأت أنشر فيها الخاطرة أولا، ثم وبتشجيع الأصدقاء القصة القصيرة التى كنت أتهيب كتابتها جدا وأراها عالما مخيفا معجزا.
■ لماذا تكتبين؟
- هذا سؤال ملح على ذهن المبدع، ولا أظنه يجد له إجابة تقنع من يطرحه عليه.
أظن أن كل المبدعين لديهم قصور فى التعبير اللفظى المباشر عن أنفسهم، فتصير الكتابة على اختلاف أشكالها الوسيلة الأمثل والأجمل فى إيصال الفكرة للمجتمع، وتصير منبرًا مميزًا ساحرًا يجعل الآخرين يستمعون لما يقوله النص ويفكرون به.
لذلك أكتب، لأننى أعجز كثيرا عن التعبير عن موقفى من قضية ما بلغة سطحية باردة، ولأن هناك الكثير من الأشياء والمشاعر التى تحتاج إلى أن تحكى باللغة التى تناسب أهميتها، لتجذب القارئ... أكتب غاضبة، محبة، حزينة، فرحة، محتارة، تائهة.. أكتب لأننى يجب أن أفرغ مخيلتى لبعض الوقت من ثقل التفكير فى شيء ما.
■  بدأت مشوارك بكتابة القصة القصيرة ثم تحولت إلى كتابة الرواية، لماذا؟
- لم تكف القصة القصيرة للتعبير عن القضايا التى كتبت عنها الروايتين، حاولت أن أفرغ أفكارى فى قصص قصيرة ولم ارتح للنتيجة، شعرت أن هذه القضايا تحتاج منى إلى الكثير من البحث والجهد قبل أن أكتب عنها، وإلى الكثير من المعالجة، ولذلك قبل كتابة الروايتين بحثت كثيرا وقرأت كثيرا لأبدأ الكتابة.
■ هل كتابة القصة كانت عتبة لدخولك عالم الرواية؟
- لا أظن، لأن القضية التى شغلتنى فى رواية «أيام جميلة» هى ما دفعنى لكتابة رواية عنها، فلم أجد أن قصة قصيرة تستطيع أن تحكى عن معاناة مرضى التصلب اللويحى المتعدد فى المجتمع العربي، وحاولت أن أعبر عن معاناة مجهولى النسب فى قصة قصيرة فى مجموعة «بالونات»، ولكنها لم تكن كافية أبدا لتسرد حقيقة ما يجرى لهذه الفئة المهمشة المنبوذة فى مجتمعاتنا، لذلك كتبت روايتى «الهوية 2000»، ومستمرة فى كتابة القصة القصيرة حتى تؤرقنى قضية أخرى لا يتسع التكثيف فى القصة القصيرة للتعبير عنها.
■  مجموعتك الأولى جاءت بعنوان «جريمة عطر» هل العطر جريمة؟
فى عرف المرأة، وقدرتها على صيد أدق التفاصيل، وحياكة الكثير من الافتراضات حول أبسط الأشياء وأدقها، قد يكون العطر جريمة خطرة، قادرة على خلق قلق يؤرق أى امرأة.
■ فى روايتك الأولى «أيام جميلة» استخدمت تقنية الحلم هل الحلم هروب من الواقع أم وسيلة لمدارة الواقع والرغبة فى تغييره؟
- الرغبة فى التغيير هروب من الواقع، أو بالأصح مقاومة منا لما يفرضه علينا، لذلك لا يتوقف أى إنسان عن محاولة خلق عالم يناسب مقاسه حتى لو كان مقيدا بحلم عابر، أو قصة ما.. ولذلك تكرر الحلم فى الروايتين كملجأ، هروب، أو هاجس.
■ الذاكرة لها حضور قوى فى الرواية.. ما علاقتك بالذاكرة؟
- ذاكرة الرواى متخمة بالكثير من التفاصيل، وكثيرا ما تربط ذاكرتى الحدث بالعطر الذى لازمه، أو بلون ما، الذاكرة تصنع اللغة والمشهد فى القصة والرواية، ولا أظن أن كاتبا يستطيع التخلص من مفردات ذاكرته وما شكلّها والكتابة متجردا منها، لذلك كلما تعددت تجارب الكاتب وكثرت استطاع أن يخلق عالما موازيا لما رآه وسمعه وداعب حواسه فى نص ما.
■ كيف يحضر الرجل فى نصوصك؟
- للرجل فى نصوصى كل أشكال الحضور، أب، ابن، صديق، حبيب، الظالم الذى يقمع ويبطش، والحانى الذى يلملم ما تناثر، والملجأ الأمن، والسبب الأكبر فى رغبة امرأة ما للهروب، لا أضع الرجل فى مكان واحد، ولست صاحبة موقف متعنت منه، الذكاء السردى يفرض على القاص أن يكون أكثر وعيا وإدراكا لتنوع النفس البشرية.
■ هل هناك أدب ذكورى وأدب نسوى؟
- فى مرحلة ما كان هناك أدب ذكورى وآخر نسوى، حين كانت المرأة تختبئ وراء لقب ما أو اسم آخر خوفا من نظرة المجتمع إلى امرأة تعبر عن نفسها بكل جرأة.
أما حاليا فلا أظن بوجود أدب ذكورى وآخر نسوى، الإبداع يفرض نفسه لا جنس الكاتب، والنساء صرن قادرات على الكتابة متجردات من التصنيف القديم لإبداعهن.
■ كيف تقيمين الحركة الأدبية فى الأردن؟
الحركة الأدبية فى الأردن نشيطة، وهناك اهتمام كبير من الشباب بالقراءة والكتابة، ما يقلق حقا فى أى بلد عربى هو قدرة دور النشر ودورها فى تقديم إبداع حقيقى للقراء بعيدا عما يطلبه السوق وتفرضه الرغبة الربح، فعليها أن تشكل وعى القرّاء بتقديم ودعم المبدعين والتسويق لهم بما يثير حماسهم ويهذب ذائقتهم.
■ لماذا اخترت الهجرة إلى الكويت؟
- أنا من مواليد الكويت، ظلت رغبتى فى العودة إليها تلازمنى طوال سنين بقائى فى الأردن حتى عدت للعمل، ولم أندم يوما على ذلك، فالكويت تشكل مساحة واسعة من وعيى، وشخصيتى.
■ لمن تقرئين؟
- حاليا أقرأ رواية «قدمى اليسرى» لكريستى بروان، وقراءاتى لا يحددها معيار إلا المتعة والدهشة، وقدرة الكاتب على منحى كقارئة السعادة فى اكتشاف عالمه وتفاصيله، لذلك فى قراءاتى الأولى جذبتنى روايات «إيزابيل الليندي»، ومتعلقة بشدة بروايات «إبراهيم نصر الله» وأقرأ الكثير للمبدعين العرب والأدب المترجم، وكل رواية أو كتاب قادر على أن يقنعنى بتميزه منذ الصفحات الأولى.
■ ما علاقتك بالكتاب الإلكترونى؟
- جيدة، قرأت وسأقرأ الكثير من الكتب إلكترونيا، لكن ملمس الكتاب الورقى بين يدى ورائحته، وقدرته على الإلحاح على للاستمرار فى قراءته والعودة إليه بسرعة، وتقليب صفحاته دون الخوف من انتهاء شحن الهاتف وانطفاء الحدث فجأة، تجعل الكتاب الورقى الأثير لدى.
■ طموحك إلى أين يقف؟
- لا يسمى طموحا أن توقف عند حد ما، الإنسان كائن جشع يرغب فى المزيد دائما، لذلك أرجو أن تصل نصوصى إلى كل قارئ عبر العالم، وأن أكون قادرة على الكتابة عن المزيد من القضايا المتروكة وإيصالها للقراء.