الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سينما ومسرح و«أوبرا».. تاريخ الفن 3 فى 1 بدمنهور

سينما ومسرح و«أوبرا».. تاريخ الفن 3 فى 1 بدمنهور
سينما ومسرح و«أوبرا».. تاريخ الفن 3 فى 1 بدمنهور




كتب - علاء الدين ظاهر

 كشف عادل حمدى المصرى الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية ومفتش آثار بمنطقة البحيرة تاريخ مبنى الأوبرا بدمنهور،مؤكدا أنه مسجل بالآثار وتستغله وزارة الثقافة حاليا كأوبرا بالأقاليم بهدف تنويرى،مشيرا إلى أن المبنى من حيث الطراز له قيمة فنية ومعمارية مميزة،ويقع فى ميدان الساعة بمدينة دمنهور،وكان قديما مقرًا لدار سينما و مسرح (تياترو) فاروق الأول وعرفت بعد ذلك بمسرح وسينما النصر الشتوى.
 وقال المصرى لـ«روز اليوسف»: أمر بإنشاء هذا المبنى الملك فؤاد الأول الذى قام بوضع حجر الأساس له ولمكتبة البلدية ومجلس المدينة المجاورين للمبنى، وتم افتتاحه فى 8 نوفمبر 1930 كما جاء بالنص التأسيسى بجوار المدخل الرئيسى بالجهة الشمالية لمجلس مدينة دمنهور،حيث كان المعروف عن فؤاد حبه للفنون والثقافة والعلم، وكان يحلم أن تكون مصر منارة حضارية، وكان يرى أن السينما أهم وسائل الثقافة والفنون، وليس غريبا أن نجد قاعة للسينما ملحقة بغالبية القصور الملكية فى عهده.
وعن الوصف المعمارى لدار الأوبرا،قال:من الخارج عبارة عن مساحة مستطيلة تتكون من طابقين،ويقع المدخل الرئيسى على شارع محمود فهمى النقراشى وكتلة المدخل تنقسم لثلاثة أقسام أفقية، السفلى منها يمثل بائكة من ثلاثة عقود منكسرة ترتكز على ستة أعمدة مثمنة ويتخلل هذه البائكة باب حديدى، والجزء الأوسط من كتلة المدخل عبارة عن بائكة من ستة عقود من الحجر المشهر تركز على تسعة أعمدة مثمنة الشكل أيضا وبداخل كل عقد فتحة شباك.
 وتابع: أما الجزء العلوى به مجموعة من فتحات الشبابيك الصغيرة، وجانبى كتلة المدخل متماثلان يتوسط كل منهما شباكان،ويؤدى المدخل الرئيسى للأوبرا إلى دركاة مستطيلة مسقوفة بسقف مسطح يحتوى على ثلاث دوائر جصية ذات زخارف نباتية محورة، وتشتمل هذه المساحة أيضا على حجرة مستطيلة كان بها منفذ بيع التذاكر، ويلى دركاة المدخل المدخل بائكة بها ستة عقود نصف دائرية محمولة على ستة أعمدة اسطوانية تتخللها فتحة باب مستطيلة ذات مصراع خشبى جزء منه غشى بالزجاج، ويزين دركاة المدخل بعض الزخارف النباتية والهندسية.
 وقال: الدخول للمسرح يتم عن طريق الباب الخشبى السابق، حيث نجد المسرح عبارة عن مساحة غير كاملة الاستدارة تتصدرها خشبة المسرح، وعلى الجانبين غرف الفنانين والفنيين والإدارة، والمسرح من الداخل يتكون من ثلاثة طوابق، الأول عبارة عن(لوج) والثانى متماثل معه وكانا مخصصان لجلوس أفراد العائلة المالكة والشخصيات المهمة كونهما يطلان على المسرح مباشرة، والطابق الثالث عبارة عن مساحة مفتوحة بها كراسى متراصة ويمكن الوصول لهذه الطوابق عن طريق سلم داخلى يفتح على صالة المسرح.
واستطرد: أرضية صالة المسرح من الخشب تعلوها قبة ضحلة ذات زخارف نباتية وهندسية رائعة ومتشابكة، ويتوسط سقفهاشخشيخة (خشخيشة)خشبية للإنارة، ومن الناحية الشرقية للمسرح باب للفنانين والاداريين، وقد أحسن المجلس الأعلى للآثار عندما وافق على ضم مبنى سينما وتياترو فاروق (دار اوبرا دمنهور حاليا) والمبانى الملاصقة كآثار تابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية عام 1988م،وذلك لما لهم من طراز معمارى فريد، استخدم فيه المهندس الإيطالى فيروتشى الذى صمم قصر الحرملك بالإسكندرية العديد من الزخارف.
 وأضاف:  اسلوب الزخارف النباتية والهندسية الذى استخدمه فيروتشى شاع فى العصور  الإسلامية المختلفة ،مثل زخارف الجفت اللاعب ذو الميمات والشرفات المسننة والثلاثية والورقات والزخارف الهندسية بكافة أشكالها، والمقرنصات والعقود المنكسرة والمشهرة والأعمدة الاسطوانية والمثمنة والجص والزجاج أيضا، ونظرا للأهمية التاريخية للمبنى والطراز الفنى الفريد له وافقت وزارة الآثار على استغلال وزارة الثقافة المبنى كدار أوبرا مصرية داخل دلتا مصر، كى تكون مركزا للإشعاع والإبداع الفنى والثقافى داخل المجتمع على أن يكون للآثار الإشراف على المبنى وحالته المعمارية.