الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السينما المصرية تتناول حرب العراق بـ«حيادية»

السينما المصرية تتناول حرب العراق بـ«حيادية»
السينما المصرية تتناول حرب العراق بـ«حيادية»




كتبت_ آية رفعت

تمر هذه الايام الذكرى الـ14 للحرب الأمريكية على دولة العراق واقتحام قواتها للعاصمة العراقية بغداد. وقد كانت لحظة سقوط نظام صدام حسين الرئيس العراقى السابق تشكل صدمة لدى دول الوطن العربى، ورغم ذلك فان الأفلام المصرية لم تتناول القضية بشكل متعمق، وإن كان البعض منها تناوله من مبدأ الكوميديا الساخرة على حال الوطن العربى أو مدى تأثر المصريين به. وظلت هناك أعمال تستعرض الحدث كموضوع هامشى بأنه أثر على الدخل الخاص بإحدى الأسر أو أن أحد المصريين مفقود هناك. دون تدخل منهم فى تفاصيل الأحداث إلا قلة قليلة منها.

كانت البداية مع فيلم الكوميديا السوداء «ليلة سقوط بغداد» ويعتبر أول وبأشهر الأفلام التى تم تقديمها عن الحرب العراقية حيث قام المخرج والكاتب محمد أمين بتقديم رؤية ساخرة عن تأثير الحرب فى نفوس العرب وليس اهل العراق وحدهم، وذلك عن طريق تناوله لشخصية قدمها الفنان حسن حسنى عن مدرس يحاول البحث عن أسلحته الخاصة لكى يواجه القوات الأمريكية فى أى لحظة لأنه لا يعلم من ستكون الدولة التالية للعراق فى خريطة الاحتلال. وشارك ببطولة الفيلم أحمد عيد وبسمة.
بينما جاء دور الفيلم العالمى الذى شارك به اكبر عدد من نجوم الوطن العربى «ليلةالبيبى دول» والذى استعرض المشاكل التى واجهت المسلمين بشكل عام بعد احداث 11 سبتمبر وتطرق أيضاً للحرب الأمريكية على العراق والمشاكل التى واجهت الناس بسجن جوانتنمو الشهير. وشارك بالفيلم عدد ضخم من نجوم الوطن العربى ومنهم الراحلان محمود عبد العزيز ونور الشريف بجانب ليلى علوى وسلاف فواخرجى ومحمود حميدة وجمال سليمان وغيرهم.
بينما كان آخرها فيلم «بصرة» للمخرج أحمد رشوان والذى قدم تأثير الحرب على طبقة المثقفين الذين يشعرون بحرية فيما يفعلونه، حيث شعر المواطن المصرى بأن نفسيته تتهدم وانه مهدد أيضاً بما يشاهده على شاشات التلفاز من قذف من القوات الأمريكية واستشهاد المواطنين العراقيين. ولكن الفيلم لم يجد تأثيرا جماهيريا كبيرا حيث تم استخدامه فى المهرجانات العالمية بشكل كبير، والعمل من بطولة باسم سمرة.
وعن تناول الأفلام المصرية للأحداث العراقية بشكل سطحى قال الناقد كمال رمزى إن العراق كانت من أكبر الدول تأثيرا فى اقتصاد الوطن العربى، ومرتبطة بشكل كبير بحياة المصريين، مضيفاً أن فكرة وجودها فى الأعمال واهتمامنا بها ليست بالجديدة خاصة أن الأحداث السياسية بنا تؤثر على الشعب نفسه بشكل مباشر.
وأضاف قائلا: «من أفضل الأعمال التى تناولت تأثير الشعب المصرى بما يحدث بالعراق كان فيلم «العاصفة» للمخرج خالد يوسف فمصر يكون لها موقف واضح لدى الأحداث التى يتم تناولها عالميا وعربيا. ولعل هذا هو المبرر وراء سطحية التناول أو محاولة من السينمائيين لعدم التعمق فى الأحداث الأخيرة، وذلك وفقا لموقف الحكومة المصرية وقتها فهى كانت تقف على الحياد وتحاول معالجة الموقف بمنتهى الحكمة ولكن دون تدخل مباشر. مما انعكس على الأعمال المقدمة فنجدها قليلة وغير متعمقة والبعض منها يكون ساخرا أيضاً.
مما أعطى المساحة التعبيرية للسينما الأمريكية والتى استطاعت تقديم الحرب من وجهة نظرها سواءً دفاعا عنها أو نبذها ولكن بدور القائد الأمريكى الشجاع الذى يحاول مساعدة الاسرى العراقيين والعسكرى العراقى الجاحد والخائن. فغياب السينما العربية جعل أمامهم مجالاً لتزييف الحقائق لتناسبهم».