الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تتسلم أول غواصة من ألمانيا

مصر تتسلم أول غواصة من ألمانيا
مصر تتسلم أول غواصة من ألمانيا




كتب _ عمرعلم الدين

فى إنجاز جديد يضاف للقوات المسلحة، وصلت إلى الإسكندرية أول غواصة مصرية حديثة من طراز  ((209/1400)) ألمانية الصنع، وذلك إيذانا بدخولها الخدمة بالقوات البحرية لتعزيز قدرتها على تحقيق الأمن البحرى وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية فى البحرين الأحمر والمتوسط، وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة ودعم أمن قناة السويس كشريان مهم للتجارة البحرية الدولية، ولتكون قوة ردع لتحقيق السلام فى ظل التهديدات والتحديات التى تشهدها المنطقة.
والغواصة الجديدة القادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحرى، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة، ويتراوح طولها من 73:60  مترًا، وبإزاحة تصل إلى 1400 طن، لها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، وتعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، وتدعم قدرتها على حماية الأمن القومى المصرى.
وقد تم التعاقد على الغواصة الألمانية طراز (209/1400) بتاريخ 12/12/2011، وبدأت أعمال البناء بترسانة شركة (TKMS) الألمانية بمدينة كيل بولاية «شلزفيج هولشتين» بألمانيا الاتحادية بتاريخ 7/3/2012واستغرق البناء (57) شهرًا، وتم تدشين الغواصة بتاريخ 10/12/2015، واستلام الغواصة ورفع العلم المصرى عليها بتاريخ 12/12/2016، والغواصة (41) الجديدة هى الأولى من أصل أربع غواصات حديثة تم التعاقد على استلامها مع الجانب الألمانى ليشكلوا تناغمًا وتكاملاً مع تنامى قدرات القوات البحرية السطحية مما يجعل القوات البحرية قادرة على تنفيذ الدور الفاعل للدولة المصرية بالمنطقة وتنفيذ جميع المهام الصادرة لها من القيادة العامة للقوات المسلحة فى كافة الأبعاد وبكل كفاءة واقتدار.
وقد تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة فى توقيت قياسى، وفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر والمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، حيث تم تدريب طاقم الغواصة من خلال مجموعة من التدريبات النظرية أعقبها تدريبات عملية للطاقم بالميناء وبالبحر، والتدريب على الإبحار الآمن بالمياه الضحلة والمياه العميقة على مدار (90) يومًا بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق فى العمل والتدريب، ليكونوا جديرين بالثقة التى أولاها الشعب المصرى لهم، وتنفيذ جميع المهام التى تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار.
وكانت الغواصة قد غادرت ميناء كيل بألمانيا فى صبيحة الثلاثاء الموافق 28/3/2017م بصحبة الفرقاطة المصرية (سجم إسكندرية)، والإبحار لمسافة (3644) ميلاً بحريًا لمدة (22) يوما، مرت خلالها عبر عدد من الممرات والقنوات الملاحية الدولية (قناة كيل ونهر إلبة ببحر الشمال – مضيق دوفر والقناة الإنجليزية بالمحيط الأطلنطى – مضيق جبل طارق ومضيق بنتلاريا بالبحر المتوسط) وصولاً إلى رأس التين بالإسكندرية، ونفذ طاقم الغواصة أول مهامه القتالية من خلال تدريب مشترك مع وحدات من القوات البحرية يوم 18/4/2017م قبالة السواحل المصرية.
إلى ذلك أكد اللواء أركان حرب بحرى أحمد خالد قائد القوات البحرية، أن القوات شهدت فى الآونة الأخيرة عملية إحلال وتحديث للأسطول البحرى فى إطار الخطة الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة والتى تولى اهتماماً كبيراً بتحديث وتطوير كافة أسلحة ومعدات القوات المسلحة لمواكبة التطور العلمى والتقدم التكنولوجى فى جميع المجالات.
وأضاف: إن الصفقات التى تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عاليه فى أقل وقت مما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حالياً.
من ناحية أخرى، أشار اللواء خالد إلى أن إمتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية، ولكن بالنظر إلى المهام التى تقوم بها، مؤكدا أن القوات البحرية تعتبر تلك التكلفة صغيرة، لأنها تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالى البحار مثل حقول الغاز والبترول، بالإضافة إلى أن القاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التى تسير بخطى ثابتة لابد  لها من قوة عسكرية قوية تحميها.
وأضاف: أن مصر من أوائل الدول فى الشرق الأوسط التى تمتلك هذا الطراز من الغواصات، والتى تساهم فى رفع تصنيف الجيش المصرى والقوات البحرية بقدراتها القتالية العاليه، مشيرا إلى أن طول مدة بقائها بالبحر والقدرة على تحمل البحر مع تنوع الأسلحة بها تمكنها من إدارة الأعمال القتالية  منفرداً  أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية وكونها سلاحًا استراتيجيًا قادرًا على تنفيذ المهام فى سرية تامة ولمسافات بعيدة جداً عن حدود الدولة المصرية.
 وأوضح أن القوات البحرية تستخدم الغواصات من منتصف القرن الماضى وهذا ليس تحولاً جديدًا على القوات البحرية المصرية وإنما هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة بنا، مكملا: «الغواصات الألمانية المنضمة حديثاً بإمكانياتها تمثل إضافة قوية  للقوات البحرية بصفة خاصة وللقوات المسلحة بصفة عامة».       
وأشار قائد القوات البحرية إلى أنه تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفنى من خلال عقود متكاملة بين الجهات المختصة بالقوات البحرية والشركة المصنعة للغواصة تلتزم الشركة المصنعة بالإمداد والتأمين الفنى لتلك الوحدات وتأتى أهمية ذلك لضمان جاهزية الغواصة للقيام بجميع المهام المطلوبة فى التوقيت المناسب.
أوضح اللواء أحمد خالد أنه تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة فى وقت قياسى، ووفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق فى التدريب ليكونوا جديرين للثقة التى أولاها الشعب المصرى لهم وتنفيذ جميع المهام التى تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار، وقد تم إعداد أطقم الغواصات الألمانية على مرحلتين:
الأولى: مرحلة الإعداد والتجهيز بالقوات البحرية من حيث الإعداد «اللغوى/ البدنى/ التأهيل الذهنى لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة / النواحى الأمنية».
والثانية: تتضمن مرحلة الإعداد والتجهيز بدولة ألمانيا بواسطة الخبراء المختصين بالتدريب ونقل الخبرة إلى الطاقم المصرى من خلال دورات تدريبية «نظرية/ عملية» والتدريب أثناء رباط الغواصة على الرصيف وبالبحر ولفترات طويلة لإتقان السيطرة على الغواصة فوق وتحت السطح. 
وأشار اللواء خالد إلى الطاقم المصرى أبحر بالغواصة من دولة ألمانيا إلى جمهورية مصر العربية بمفردهم بعد إتقان التدريب بأنواعه المختلفة على الغواصة الألمانية طراز(209) بمسافة إبحار أكثر من 3600 ميل فى ظروف جومائية صعبة.
وقال اللواء خالد: إن القيادة السياسية اهتمت بتطوير الصناعات البحرية الثقيلة متمثلة فى التطوير الذى تم بالفعل لترسانة الإسكندرية التابعة لجهاز الصناعات البحرية للقوات المسلحة، لكى تواكب فى معداتها وأجهزتها أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا العالمية، وقد افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد التطوير فى مايو 2015.
وأشار إلى أن القوات البحرية قامت بالفعل على العمل على بناء السفن بالسواعد المصرية من خلال مسارين أولهما  من خلال التصنيع المشترك فى الترسانات البحرية المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، وقد تم تصنيع لنشات مرور سريعة من مختلف الطرازات، وجار تصنيع عدد (3) قرويطة من طراز جويند بالتعاون مع الجانب الفرنسى.
وثانى هذه المسارات هو التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالسواعد المصرية ، وقد تم تصنيع سفن من طرازات عدة  منها (سفن الدحرجة - السفن المساعدةTug Boats - الكراكات).
وأشار إلى أن القوات البحرية تعمل على أن نصل فى المستقبل (بمشيئة الله تعالى) على التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالأيادى والتكنولوجيا المصرية.
وقال اللواء خالد: إنه فى ظل التهديدات المتناهية للدول المجاورة كان يجب تحديث وتطويرالسلاح المصرى وأن تلك الغواصات تعتبر من أحدث الغواصات التقليدية على المستوى  العالم،  مشيرًا إلى أن تحديث سلاح الغواصات هو أمر طبيعى يحدث فى كل بحريات العالم لمواكبة التطور التكنولوجى طبقاً للمتطلبات العملياتية للدول، مؤكدًا أن الغواصات  هى قلب القوة البحرية وتعتبر سلاحًا استراتيجيًا وقوة ردع حاسمة فى أى صراع مسلح فهو السلاح الوحيد القادر على مفاجئة العدو وفى سرية تامة.
وقال: قائد القوات البحرية إنه بالرغم من الفترة العصيبة التى مرت بها جمهورية مصر العربية أثناء ثورة 25 يناير 2011م حتى 30 يونيو 2013م إلا أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا أسهمت فى إنهاء التعاقد على صفقة الغواصات عام 2011م وإتمام استلام الغواصة الأولى وجار تجهيز الغواصة الثانية للاستلام والإبحار للعودة إلى أرض الوطن فى الربع الأخير من العام الجارى.
وأضاف اللواء خالد: إن القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة على تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث القوات البحرية ودعم قدراتها على مواجهة التحديات والمخاطر الحالية فى المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة ويقيناً بمدى أهمية الحفاظ على القدرات القتالية للقوات البحرية خاصة بعد تنوع المهام الحالية التى تنفذتها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية الرئيسية التخصصية بصفة دائمة وعلى مدار (24) ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أى اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى، وكذا القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ فى حالات الكوارث والأزمات.
وأشار اللواء خالد إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تبخل فى السعى  الدائم لتطوير وتحديت القوات البحرية حتى تواكب بحريات الدول العظمى من خلال الإعداد والتجهيز لاستقبال الغواصات وبناء أكبر هنجر مجهز برصيف لتراكى الغواصات (209/1400)  ومبنى محاكى التدريب على القيادة والتحكم بالغواصة لتدريب الأطقم.