الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العنف الزوجى.. قوانين عاجزة.. اقتراحات مجمدة

العنف الزوجى.. قوانين عاجزة.. اقتراحات مجمدة
العنف الزوجى.. قوانين عاجزة.. اقتراحات مجمدة




تقرير - أسماء قنديل


أعد سيد أبوالعلا المحامى مقترح مشروع قانون بعنوان «تجريم العنف ضد النساء وتوفير الحماية لهن» والذى صدر عن مركز القاهرة للتنمية من أجل تجريم جميع العنف التى تتعرض له المرأة.
وفى البداية، عرفت الدراسة العنف ضد المرأة بأنه «أى فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أذى أو معاناة نفسية أو بدنية أو جنسية للمرأة، بما فى ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفى من الحرية، وفى هذا الصدد تتعرض المرأة لأشكال متنوعة من العنف مثل: العنف الجسدى والجنسى والنفسى الذى يقع إما فى إطار الأسرة أو المجتمع أو العنف الذى تقترفه الدولة وتتغاضى عنه حيثما وقع.
وقد أظهرت إحصائيات المجلس القومى للمرأة عام 2015، أن 36% من السيدات المصريات ممن سبق لهن الزواج قد تعرضن للعنف الجسدي، وأشارت 64% من السيدات اللاتى تعرضن للعنف إلى أن الزوج هو المسئول الأول عن أشكال العنف الجسدى الذى تتعرض له. وأكدت مجموعة من التقارير الخاصة بالعنف المنزلى ضد النساء أنه من 42% إلى 46% من النساء المتزوجات الأميات أو الحاصلات على التعليم الابتدائى قد تعرضن للضرب، وأن 14% من الحاصلات على مستويات تعليمية أقل تعرضن للضرب فى حياتهن الزوجية.
أما «العنف المنزلى» فهو الذى يقع فى إطار العلاقة الأسرية أو داخل منزل المعيشة، وغالبًا ما يقع هذا العنف على النساء والفتيات، ويقوم به الذكور فى معظم الأحيان ضد الإناث، ويعتبر العنف المنزلى أكثر أنواع العنف شيوعًا فى العالم بأسره ويشمل سلسلة من أعمال الإكراه سواء البدنى أو الجنسى أو النفسي.
ويستغل الزوج قوته البدنية أو القوة المادية أو يستخدم أى أداة لإيذاء أو جرح المرأة لإيذائها بدنيًا، ومن أهم أشكال «العنف البدني»: الدفع باليد، اللكم والصفع على الوجه، الضرب بالعصا أو الحزام، تكميم الفم لوقف الصرخات أثناء الإعتداءات الجسدية، العض وشد الشعر، وضرب الرأس فى الحائط.
كما توجد أشكال متنوعة للعنف الجنسى وهي: الاغتصاب الزوجي، الاغتصاب أثناء الحمل، الإجبار على عمل ممارسات جنسية غير مرحب بها من قبل المرأة.
وقد أغفل الكثير من الباحثين التطرق لموضوع «العنف النفسى» الذى تتعرض له المرأة باستمرار ومن أشكاله: التقليل من الشأن، الانتقاد المستمر، التحكم والمراقبة المستمرة، تدمير الممتلكات الشخصية، والتضييق على المرأة بحبسها أو متابعتها أو مرافقتها، ووصف المرأة باستخدام لغة تحقيرية.
وفى كثير من الأحيان تتعرض المرأة للعنف الاقتصادى الذى ينجم عن الاستيلاء على أموالها الشخصية، وعدم السماحلها بامتلاك دخل مستقل.
وتوصلت الدراسة إلى أن العنف ينجم عنه العديد من الآثار النفسية المدمرة لنفسية المرأة مثل: تدمير آدمية المرأة وإنسانيتها، فقدان الثقة بالنفس، وعدم القدرة على تربية الأبناء وتنشئتهم بشكل تربوى سليم، فشل المؤسسة الزوجية من خلال تفشى حالات الطلاق والتفكك الأسرى وهو ما ينعكس سلبًا على الأطفال الذين ستتدهور حالتهم النفسية بالتبعية.
وهو ما استرعى انتباه مركز القاهرة للتنمية، فوضع إطار تشريعى مقترح لحماية الأسرة والمرأة والطفل من جميع أشكال العنف والتمييز فى المجتمع، ومن أهم بنود هذا المقترح، ما يلي: حق الفرد فى سلامة الجسد والذى لا تعطله أى سلطة لها طابع أدبى سواء أسرية أو أبوية أو ذكورية. وارتباط المعيشة بمكان معين والذى تتوفر فيه السكينة والطمأنينة والأمان والتشديد القانونى فى حالة وقوع العنف المنزلى من شخص يفترض فيه المسئولية عن المجنى عليه.