الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بطولات أولاد الحلال فى جبل الحلال

بطولات أولاد الحلال فى جبل الحلال
بطولات أولاد الحلال فى جبل الحلال




عيسى جاد الكريم يكتب:

خاضت قواتنا المصرية المسلحة  منذ فجر التاريخ حروبًا كثيرة دافعت خلالها عن الأرض والوطن بل عن الأمة كلها ضد جيوش نظامية عتيدة وانتصرت بفضل الله.
وتخوض الآن قواتنا المصرية المسلحة حربًا ضد سرطان الإرهاب، الذى نمى فى غفلة من الزمن فى أرض سيناء بسبب ظروف معقدة ومشكلات تأخر حلها، فتراكم عليها التراب، فتعفنت فنبتت فى أسفلها شجرة شيطانية، أنبتت لنا ديدان الإرهاب والتكفير والتى يجرى محاربتها لاجتثاثها من أرضنا الطيبة.
ومعركة جبل الحلال التى خاض فيها الجيش المصرى معركة تكتيكية، يجب أن تدرس ويتم تعريف الناس بالنصر الذى تحقق فيها، والبطولات التى سطرها الجنود البواسل بالنار والدم. جاءت بعد أيام من تصفية الجيش لأخطر عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابى والقائد العسكرى له المدعو سالم سلمى الحمادين الملقب بأبو أنس الأنصارى ومعه أيضا عضو خطير يدعى سلامة أبو أذان الأنصارى فى عملية نوعية للجيش بإحدى البؤر الإرهابية بإحدى المزارع جنوب قرى العريش.
ولتأتى عملية جبل الحلال استكمالا للنجاح فى الانتصار على الإرهاب فبعد أن استغل التكفيريون، على مدى السنوات الماضية، عدم التواجد الكثيف للقوات المسلحة بالمعدات الثقيلة فى منطقة جبل الحلال، الذى يقع جزء كبير منه ضمن نطاق المنطقة (ج) طبقا لاتفاقية السلام الموقعة مع الإسرائيليين.
بنا الإرهابيون حصونهم وملاجئهم الآمنة واتخذوا من الجبل  ومغاراته مكانًا للاختباء وتخزين أسلحتهم، ومسرحا للتدريب لعناصر الشر التى جندوها فى تنظيمهم، قبل أن يأتى جنود الجيش المصرى وصقوره ليمذقوهم ويشتتون شملهم وسيطروا على الجبل، وعلى عدة وعتاد الإرهابيين، ومنها أجهزة اتصالات متقدمة وأجهزة رصد وأسلحة متطورة، وأطنان من المتفجرات كان يتم تجهيزها لتفخيخ السيارات وتجهيز العبوات الناسفة.
ولكى يعرف الجميع حجم العملية وخطورتها، علينا أن نعرف ما هو جبل الحلال، فهو جبل وعر التضاريس به الكثير من الكهوف والمدقات الجبلية، وشقوق يصل عمقها أحيانا إلى 300 متر ويرتفع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، يتكون الجبل من صخور نارية وجيرية ورخام، وهى منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ففى وديان تلك الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخرى مفيدة.
ويمتلئ الجبل الذى يشكل امتدادا لكهوف ومدقات أخرى فوق قمم جبل الحسنة وجبل القسيمة وصدر الحيطان والجفجافة وجبل الجديد وإلى شماله بنحو 8 كيلومترات سد الروافعة يحتجز الأمطار التى تسقط وتتجمع فى فصل الشتاء.
ولكى نعرف ما قامت به قواتنا المسلحة والتى عجزت عنه القيام بمثيلاته قوات أقوى جيوش العالم أمريكا التى لم تستطع اقتحام جبال «تورا بورا» التى تتشابه فى تضاريسها واضطرت لقصفه منذ أيام بـ«أم القنابل» ـ وهى أكبر قنبلة تفجيرية يبلغ وزنها حوالى 11 طنًا وتصل تكلفتها 16 مليون دولار ـ وذلك لاختراق حصون داعش فى جبال أفغانستان.
واقتحام جبل الحلال من قبل قوات الصاعقة والمظلات المصرية القوات الخاصة من الشرطة التى شاركت فى الحصار المفروض على الجبل لم يكن وليد الأيام ولكن سبق الهجوم تحضير ضخم وعمليات استخباراتية وتقنية معقدة، بعدما يُكشف عنها سنفاجئ بحجم الجهد والتعب الذى تم بسواعد الأبطال فبعد عام من عمليات التصوير والاستطلاع للجبل، حسب ما وصل إلينا من معلومات ـ فليس كل ما يعرف يقال، أو كل ما يعرف يكتب ـ واستطاعت قوات الصاعقة التسلل بعد عملية انزال جوى واستطاعت إقامة مركز عمليات داخل الجبل والكمون لما يقرب لأسبوعين فى انتظار ساعة الصفر للهجوم من داخل الجبل مرابطين فى سبيل الله رافعين شعار النصر أو الشهادة.
ومن الناحية الأخرى كانت هناك عملية حصار مُحكمة للجبل من الخارج لاصطياد فئران التكفيريين الذين يخرجون من الجبل لشن عمليات إرهابية ضد أهداف فى العريش وبدأت القوات تتجمع للقيام بعملية الهجوم من الداخل للخارج وليس العكس، فى تكتيك عسكرى كان مفاجأة  من رجال قواتنا الخاصة والصاعقة الذين باغتوا الإرهابيين ومركز العمليات الرئيسى لهم الذى ستكشف الأيام القادمة عن حجم ما وجده به من كنز معلوماتى، كشف علاقة التنظيم الإرهابى بأجهزة استخبارات ودول تعمل على زعزعة استقرار مصر، وتقويض التنمية بها.
إننا ننتظر من جهاز الشئون المعنوية بالقوات المسلحة إنتاج أفلام وثائقية ومواد فيلمية مصورة تظهر لنا البطولات التى سطرها لنا جنودنا البواسل وقادتنا العظماء فى القضاء على بؤرة جبل الحلال فى زمن يستغل فيه أعداإنا سلاح الصورة لبث اليأس فى نفوس الناس، ولذلك فنحن فى حاجة لنستخدم سلاح الصورة بجوار المدافع والرصاص لمواجهة أعدائنا، وهزيمتهم، رافعين رايات الانتصار متسلحين بحب شعبنا لقواتنا المسلحة، والتفافها حول جيشنا، الذى يخوض جنوده حرب نيابة عن الأمة ضد خفافيش التكفير، التى تريد أن تعشش فى كهوف ومغارات جبال سيناء، ولكن بعزيمة الرجال الشجعان الذين لا يهابون الموت فى سبيل الله وحماية للوطن، فإن جنودنا قادرون على سحقهم وسحق كل من يعاونهم أو يشجعهم.
فتحية للأبطال الذين يسطرون المجد فى سيناء، وتحية للشهداء الذين بدمائهم رسموا لنا طريق الحق وأنقذوا أمه وحصونها من الضياع.