الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اليوم.. قمة الأشقاء بالرياض

اليوم.. قمة الأشقاء بالرياض
اليوم.. قمة الأشقاء بالرياض




كتب _ أحمد إمبابى

الرياض _ صبحى شبانة

يتوجه  الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم الأحد  إلى المملكة العربية السعودية، فى زيارة رسمية يعقد خلالها قمة مصرية - سعودية مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الزيارة ستتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذى بات يمثل تهديداً لأمن واستقرار الأمة العربية والمجتمع الدولى بأكمله.
وأضاف أن زيارة  الرئيس تأتى استجابة لدعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك فى إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك بما يساهم فى تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين فى مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التى تواجه الأمة العربية.
٨ زيارات للرئيس
وستكون زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للرياض الْيَوْمَ هى الثامنة منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو ٢٠١٤، وسيكون لقاء القمة مع العاهل السعودى الملك سلمان هو التاسع لهما منذ تولى الملك سلمان المسئولية فى يناير ٢٠١٥، لتكون السعودية أكثر الدول زيارة للرئيس السيسى خلال الثلاث سنوات الماضية.
عقب تولى الرئيس السيسى المسئولية رئيسا لمصر، شهدت العلاقات المصرية - السعودية انطلاقة جديدة، بدأت بزيارة العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقاهرة فى يونيو ٢٠١٤ فى زيارة قصيرة قادما من المغرب التقى فيها الرئيس السيسى لتوجيه التهنئة له.
لكن بدأت أولى زيارات الرئيس السيسى للسعودية فى 10 أغسطس عام 2014، حيث التقى العاهل السعودى وقتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكانت الزيارة الثانية للرئيس السيسى  فى 19 يناير ٢٠١٥، فى طريق عودته من الإمارات، وذلك للاطمئنان على صحة العاهل السعودى الملك عبدالله الذى وافته المنية بعد أيام من الزيارة، ليعود الرئيس السيسى مرة أخرى إلى السعودية فى 24 يناير من نفس العام لتقديم واجب العزاء للملك سلمان بن عبدالعزيز فى وفاة شقيقه، وكانت هذه أول زيارة فى عهد الملك سلمان والثالثة للسعودية.
وفى 1 مارس 2015 توجه الرئيس السيسى للسعودية للمرة الرابعة، وكانت الزيارة الخامسة فى مايو ٢٠١٥، لتهنئة سلمان على التغييرات التى أقرها فى الحكومة، وتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وليا للعهد، ونائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية، واصطحب الملك سلمان الرئيس السيسى فى جولة بقصر العوجا بالدرعية.
وفى نوفمبر ٢٠١٥ زار الرئيس السيسى السعودية للمرة السادسة للمشاركة فى فعاليات القمة العربية اللاتينية وكان فى استقباله الملك سلمان بن عبدالعزيز.
الزيارة السابعة كانت فى ١٠ مارس ٢٠١٦ للمشاركة فى البيان الختامى لمناورات رعد الشمال التى أقيمت  بالسعودية بمشاركة ١٨ دولة عربية واسلامية، وستكون الزيارة المقررة الْيَوْمَ هى الثامنة.  
علاقات استراتيجية
حديث الأرقام الذى يصنف السعودية أكثر الدول زيارة من الرئيس عبدالفتاح السيسى يعكس عمق وثقل العلاقات المشتركة بين البلدين ويبرهن على أهميتها الاستراتيجية فى ظل التحديات التى تمر بها المنطقة وخاصة الدول العربية.
كما ترسم زيارة الرئيس السيسى الْيَوْمَ صفحة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتعاون المشترك والإقليمى فى ضوء السياسة الخارجية المصرية ودورها القومى لتعزيز أمن واستقرار المن طقة العربية إقليمياً ودولياً.
ودائما ما يؤكد الرئيس السيسى دعم وتعزيز الأمن القومى العربى وأمن دول منطقة الخليج العربى الذى تعتبره مصر جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومى.
اهتمام دولى بالزيارة
وتحظى زيارة الرئيس السيسى إلى المملكة باهتمام واسع خصوصا انها تأتى فى أعقاب  الزيارة التى قام بها وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس الأسبوع الماضى إلى الرياض والقاهرة، ضمن زيارته إلى المنطقة التى  شملت الدوحة وتل أبيب، والتى وصفت بأنها لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، حيث تستعيد فيها مصر دورها الحيوى فى قيادة المنطقة،  وأيضا فى أعقاب القصف الصاروخى الأمريكى على قاعدة الشعيرات الجوية وسط سوريا، ردا على قيام النظام السورى بهجوم كيميائى فى خان شيخون قتل وجرح مئات من المواطنين الأبرياء.
ومن المقرر ان يتناول الزعيمان الكبيران  الملفات التى يوجد بها اختلاف، ومحاولة تقريب وجهات نظر بين البلدين وهى الأوضاع فى سورية، حيث تصر السعودية على رحيل بشار الأسد، فيما ترى مصر أهمية الحفاظ على وحدة الدولة السورية مع بقاء الأسد لفترة تستقر فيها الأوضاع، وفيما يتعلق بالحرب فى اليمن التى تشارك فيه مصر ضمن التحالف العربى، رغم تباين المواقف بين الدولتين، إلا  أن الموقف المصرى كان جليا منذ البداية،  كما أن الأزمة الليبية التى تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومى المصرى، تشهد هى الأخرى اختلافا فى المواقف يأتى  كصدى للخلاف بين البلدين حول سوريا،  وملف  سد النهضة والتى تطمع مصر فى المزيد من الدعم والمساندة من المملكة، خصوصا أن للسعودية علاقات اقتصادية قوية وموثرة مع إثيوبيا تتيح لها أوراق ضغط يمكن استخدامها لصالح الأمن المائى العربى الذى يشكل أهم مقومات الأمن القومى العربى فى المرحلة الراهنة، والمستقبل.
كما تشكل قضية  مكافحة الإرهاب الذى يهدد أمن المنطقة العربية، ويضرب استقرارها الهاجس الأكبر والأهم على طاولة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والملك سلمان، خصوصا فى ظل توحد وتكتل  دولى غير مسبوق فى مواجهة الإرهاب.
كما ستتطرق القمة المصرية ـ السعودية إلى العلاقات بين مصر وإيران، والمخاوف السعودية من التهديدات الإيرانية المباشرة لها ولدول الخليج العربى، ودعمها للتنظيمات الشيعية، والجماعات الإرهابية المتطرفة فى دول الخليج.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين فمن المتوقع أن يطالب الرئيس السيسى أخاه الملك سلمان بالإسراع فى تفعيل الاتفاقيات التى تم توقيعها بين الدولتين العام الماضى، والتى شهدت تباطؤا نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الدولتين، وقد استبقت السعودية زيارة الرئيس السيسى إلى المملكة بإعلان موافقة مجلس الوزراء السعودى برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الاثنين الماضى على توقيع مذكرة تفاهم فى مجالات العمل بين السعودية ومصر والموقع عليها فى القاهرة العام الماضى،  كما قرر الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالسعودية وهيئة الرقابة الإدارية المصرية والموقعة كذلك بالقاهرة.
بينما صرح السفير ناصر حمدى سفير مصر لدى السعودية،  بأن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الملك سلمان سيتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتشاور والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على رأسها مكافحة الإرهاب .
وأضاف حمدى أن الجوار الجغرافى  المباشر بين البلدين ، فضلًا عن أواصر العلاقات التاريخية، أسهمت فى تنوع وتعدد مجالات التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الزيارة ستركز كذلك على بحث كيفية تنفيذ الاتفاقيات المتعددة الموقعة بين مختلف الجهات فى البلدين ، وبما يسهم فى نهاية المطاف فى تحقيق نقلة نوعية فى مسيرة التعاون المشترك،