الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى «المنوفية».. تعذيب الأطفال فى دار الأيتام

فى «المنوفية».. تعذيب الأطفال فى دار الأيتام
فى «المنوفية».. تعذيب الأطفال فى دار الأيتام




المنوفية - منال حسين

 

من المفترض أن تكون معاملة الأيتام غير مسبوقة على الإطلاق، خاصة بعد أن أوصت الديانات السماوية على حسن تعاملهم، وعدم قهرهم وظلمهم، إلا أن الوضع مختلف تماما فى محافظة المنوفية، خاصة فى مؤسسة تربية البنين بـ»بشاير الخير» فى مدينة شبين الكوم، بعد أن انتهكت براءة الأيتام واغتالت أحلامهم داخل جدران صرح خيري، خارجه رحمة وباطنه الذل والإهانة والضرب والتعذيب.
«نضال حسين كمال»، أحد أيتام مؤسسة البنين ببشاير الخير، مفجر ثورة الأيتام بالدار، بعد أن كادت تبتر ساقه بسبب ضرب المشرفين له، بالرغم من علمهم بأنه مصاب بسيولة حادة فى الدم، إلا أن مرضه لم يشفع له أمام غلظة قلوبهم، ما جعله يرقد الآن بمستشفى الجامعة بشبين الكوم.
بدأت واقعة التعد بالضرب على «نضال»، منذ أن قامت مشرفة مؤسسة البنين بضربة بـ«مولة السرير» سببت له كدمات بارزة بساقة اليسري، فضلا عن قيام مشرف آخر بضربه على نفس الساق المصابة بالكدمات لتزداد تورم، عندما طلب منة المصروف اليومي، ناهيك عن قيام مشرف آخر بضربه بـ«خرطوم» على نفس الساق حينما رفض الطفل اليتيم الغطاء لحرارة الجو.
والمأساة أنه رغم كل ذلك الألم، لم يرق قلب أحدا منهم بأن يمنحه ولو مسكن، لكن من حسن حظ «نضال» حضور اثنين من متكفلى الطفل ليتفاجأ بالحالة الصحية السيئة له وارتفاع فى درجات حرارته، وعلى الفور اصطحباه إلى طبيب خاص للكشف عليه، فقرر إحالته واحتجازه بمستشفى الجامعة بشبين الكوم.
«روزاليوسف»، انتقلت والتقت الضحية «نضال حسين كمال»، للكشف عن كواليس الواقعة، فقال: إن عددا من مشرفى الدار يتعمدون ضربه وإخوته الموجودين وإهانتهم بشكل غير آدمي، علاوة على أنه قال إن بداية التعدى عليه حينما نشبت مشاجرة بين الأطفال بالمؤسسة ولم يكن طرفا فيها، إلا أن عند حضور المشرفة قام جميع الأطفال بالهروب ولأنه لم يفعل شيئا لم يهرب.
وأضاف: حينها قامت المشرفة بضربى بـ«مولة السرير» على ساقى اليسري، وهى تعلم جيدا أننى أعانى من سيولة فى الدم، لافتا إلى أن الضربة تسببت فى تورم الساق، وبعدها بأيام طلبت من أحد مشرفى المؤسسة مصروفى اليومي، فرفض وقام بضربى بالخرطوم على نفس الساق المصابة، وبعدها طلب منى مشرف آخر أن أغطى نفسى بالبطانية أثناء نومي، وبسبب حرارة الجور رفضت فقام بضربى أيضا ما أدى لزيادة التورم وارتفاع درجة حرارتي.
وتابع نضال: أخوا أحد المشرفين جانى المستشفى ومعاه واحد تاني، وهددنى بأنى أنكر كل اللى حصل لما النيابة العامة تستجوبني، عشان هو ضابط شرطة وأنا مش قده، ومش بس كدا وقول فى التحقيق إنك وقعت من نفسك، وإحنا هنعملك حفلة كبيرة وهنقدملكفيها هدايا قيمة».
أما إيمان أحمد حسان، كفيلة نضال من خارج الدار، تقول: إن الضحية تعرض للضرب أكثر من مرة من مشرفى الدار بالرغم من علمهم بأنه مصاب بسيولة حادة فى الدم قد تودى بحياته، منوهة إلى أنها تقدمت بشكوى إلى مجلس إدارة الهلال الأحمر عندما تعرض للضرب أول مرة، لكنه اكتف بتوقيع جزاء خصم 3 أيام فقط من المشرف، ناهيك أن «نضال» يحتاج حقنة شهرية بـ1000 جنيه، استطاعوا توفيرها من فاعل خير، لكنها فسدت داخل ثلاجة المؤسسة بسبب إهمال المشرفين.
وتؤكد أنها أخذت «نضال» بعد ضربه، برفقة شيماء محمد خضر، أحد متكفلى الطفل اليتيم، إلى طبيب خاص بعد اكتشافنا إصابته الخطيرة، الذى نصح بضرورة نقلة لمستشفى الجامعة لخطورة الحالة التى قد تودى إلى بتر فى ساقه المصابة، وبالفعل أخذنا الطفل وتم حجزه بالمستشفي، وقامت إدارة المستشفى باستدعاء الطب الشرعى وعمل تقرير بالحالة لأنها تمثل الشروع فى الإصابة بعاهة مستديمة.
«إيمان أحمد» ممرضة الضحية بمستشفى الجامعة، لم يختلف رأيها كثيرا، حيث قالت إنه يعانى من سيولة فى الدم عالية جدا «هيموفيلا» ومع أى خبطة بسيطة لابد من تركيب بلازمة له، بالإضافة إلى ضرورة تناوله حقنة شهرية ضرورية جدا.
أحد الأطفال، رفض ذكر أسمة خوفا من عقاب مشرفى الدار له، قال: «الحياة بالدار تكاد تكون جحيم بسبب معاملة المشرفين، ومش بس كدا، كمان اللحوم عبارة عن دهون تحت مسمى لحوم، والفراخ بناكلها بريشها عشان مش بينضفوها وكأننا حيوانات، منوها إلى أن أقل عقاب للأطفال هو الضرب، خاصة بعد قيام أحد مشرفى الدار بإطفاء سيجارة بجسم أحد الأطفال الأيتام ويدعى «عمر»، مطالبا مجلس إدارة الهلال الأحمر باستبعاد المشرفين الموجودين بالدار واحترام آدمية النزلاء.
يشار إلى أن الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، قرر إعفاء مدير دار أيتام البنين بشاير الخير بشبين الكوم من منصبه، وإحالته للتحقيق لتقصيره فى العمل وضعف الإشراف وعدم تواجده بالدار وسوء الحالة العامة للنظافة وعدم تنظيم الراحات بالنسبة للعاملين بالدار فى أيام العطلات الرسمية وضعف الرقابة.. جاء ذلك على خلفية تقرير الإدارة العامة للتفتيش والمتابعة بشأن ما أثير حول تعرض الطفل «نضال حسين كمال» أحد نزلاء دار أيتام البنين «بشاير الخير» لسوء المعاملة من قبل المشرفين والعاملين، الأمر الذى أدى إلى كسر رجله ونقله إلى مستشفى الجامعة بشبين الكوم.