الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الناخبون الفرنسيون يحددون مستقبل الوحدة الأوروبية

الناخبون الفرنسيون يحددون مستقبل الوحدة الأوروبية
الناخبون الفرنسيون يحددون مستقبل الوحدة الأوروبية





إعداد - وسام النحراوى

 

توجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع صباح أمس فى الجولة الاولى من انتخابات رئاسية من الممكن أن تغير وجه أوروبا بالكامل.
ويتنافس فى هذه الجولة 11 مرشحاً، ويحق لنحو 45.7 مليون ناخب التصويت داخل فرنسا، بينما سجل نحو 1.3 مليون فرنسى يعيشون فى الخارج للتصويت فى السفارات الفرنسية.
ويأمل أربعة من المرشحين البارزين، يمثلون الطيف السياسى ابتداء من اليمين المتطرف إلى اليسار المتطرف، أن يقودهم التصويت إلى الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات والتى ستعقد فى السابع من مايو المقبل.
ووضعت استطلاعات الرأى الأخيرة المرشحين الأربعة فى نطاق قريب من بعضهم البعض، ما يجعل التنبؤ بنتائج التصويت مهمة فى غاية الصعوبة.
ومن بين المرشحين الأربعة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التى تعهدت، حال فوزها، بانسحاب فرنسا من منطقة اليورو واجراء استفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبى ووقف جميع أشكال الهجرة.
كما تعهد اليسارى الراديكالى جان لوك ميلينشون بإعادة التفاوض على معاهدات الاتحاد الأوروبى التى ترسخ سياسات السوق الحرة، أو التوقف عن تطبيقها من جانب واحد، فى حال فشله فى إعادة التفاوض.
وعلى النقيض، يريد المرشح الوسطى إيمانويل ماكرون، الليبرالى الاجتماعى والاقتصادى الأوفر حظاً فى استطلاعات الرأي، تعزيز الروابط مع منطقة اليورو.
ويؤيد المرشح المحافظ فرانسوا فيون الاتحاد الأوروبي، متعهدا بخفض عدد العاملين فى القطاع العام بمقدار نصف مليون وظيفة وخفض ضرائب أصحاب العمل.
ومن المتوقع أن تنشر نتائج استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم فى أعقاب انتهاء عمليات التصويت فى الساعة الثامنة مساء. ثم تنشر النتائج الأولية من قبل وزارة الداخلية بعد فرز الأصوات وتجميعها.
وعلى ضوء ذلك، سيختار الناخبون فى ظل إجراءات أمنية مشددة بين مرشح وسطى جديد على الساحة السياسية وموال لأوروبا وآخر محافظ مخضرم تلاحقه الفضائح ويريد خفض الإنفاق العام ومرشح ثالث ينتمى لأقصى اليسار ويشكك فى اليورو ومن معجبى الزعيم الكوبى الراحل فيدل كاسترو أو أن ينتخبوا مرشحة تعهدت بغلق الحدود والتخلى عن اليورو لتصبح أول رئيسة لفرنسا.
أمنيا، كانت السلطات الفرنسية قد أعلنت عن الاستعانة بخمسين ألف إضافى لتأمين أكثر من 67000 مكتب اقتراع فى جميع أنحاء البلاد.
كما أعلنت البلديات المختلفة عن تدابير أمنية حول مكاتب الاقتراع تشمل إقامة حواجز على بوابات ومداخل مراكز التصويت.
وتتجه أنظار العالم بقلق إلى النتيجة بوصفها مؤشرا على انحسار أو استمرار تصاعد المد الشعبوى الذى أدى لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وفى سياق متصل، يتوقع أن يتفوق إيمانويل ماكرون، المرشح الأوفر حظا فى الجولة الأولى وفقا لاستطلاعات الرأى وهو مصرفى سابق ينتمى لتيار الوسط وأسس حزبه قبل عام واحد فقط على مرشحة أقصى اليمين وزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان فى جولة إعادة بين مرشحين اثنين فى السابع من مايو.
وإذا حصد هذان المرشحان أكبر نسبتين من التصويت فإن ذلك سيمثل تغييرا جذريا فى المشهد السياسى لأن الجولة الثانية لن تشمل أى مرشح من الحزبين الرئيسيين اللذين يحكمان فرنسا منذ عقود، فالانقسام لن يكون تقليديا بين اليسار واليمين بل صداما بين رؤيتين للعالم.
لكن فرص المرشح المحافظ فرانسوا فيون تتحسن بعض الشيء بعد أن لاحقته لشهور فضيحة وظائف وهمية كما ارتفعت نسب تأييد المرشح اليسارى جان لوك ميلينشون فى الأسابيع القليلة الماضية. وينظر إلى المرشحين الأربعة على أنهم مؤهلون لخوض جولة الإعادة.
وقد لا يصوت فى هذه الانتخابات ما يتراوح بين 20 و30% من الناخبين ولم يحسم نحو 30% ممن قرروا التصويت رأيهم بعد.
ولزيادة الغموض فى أكثر انتخابات يصعب التكهن بنتائجها فى فرنسا منذ عقود يقول القائمون على استطلاعات الرأى إنهم قد لا يستطيعون إعلان تقديرات محددة لنتيجة الجولة الأولى كالمعتاد لأن مراكز الاقتراع الصغيرة والمتوسطة ستظل مفتوحة لمدة ساعة أخرى بعد الوقت الذى أتيح للتصويت فى الانتخابات السابقة.
على الصعيد نفسه، أبدى ترامب والرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما اهتماما بالانتخابات الفرنسية، كون نتائجها ستؤثر على المشهد السياسى والاقتصادى العالمي.

أبرز المرشحين

المرشح الأصغر سنا
إيمانويل ماكرون هو أصغر المرشحين سنا فى الانتخابات، ويعد من المنافسين الأربعة الكبار الأوفر حظا للوصول إلى قصر الإليزيه.
حملته الانتخابية تحمل شعار «إلى الأمام»، وكان يشغل منصب وزير الاقتصاد والصناعة قبل استقالته.


ذات الأصول المصرية
مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية وهى ابنة مؤسسه ورئيسه السابق جان مارى لوبان.انتخبت عضواً فى البرلمان الأوروبى فى سنة 2004. كشفت لوبان أن جدتها الكبرى بولين كانت قبطية وولدت فى مصر، وعاشت فيها معظم حياتها.


مرشح اليسار الراديكالى
ولد جان لوك ميلانشون بمدينة طنجة المغربية، حيث كانت تقطن عائلته وحيث قضى جزءا من طفولته قبل أن يعودوا إلى فرنسا.. اختار ميلانشون اسما لحملته الانتخابية وهو «فرنسا التى لا تخضع».

المرشح المحافظ
أبرز الشخصيات الفرنسية التى تقلدت مناصب سياسية هامة ومتعددة، وكان أصغر نائب فى البرلمان الفرنسى فى عام 1981. وكان فيون من المقربين جدا من وزير الداخلية ورئيس البرلمان السابق فيليب سوجان، أحد أبرز المدافعين عن أفكار الزعيم الفرنسى التاريخى شارل ديجول.