السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يطالب الدعاة بالابتعاد عن الخلافات السياسية والتوحد فى أداء رسالتهم الدعوية





فى الوقت الذى تشهد فيه مصر خلافا سياسيا حادا ظهر أيضا نوع من النزاع على مستوى الدعاة وانقسموا ما بين فصيل ينتمى للتيار الاسلامى  ويكرس الدعوة فى سياق تأييد قرارات سياسية، وفصيل آخر يعلن من خلال الدعوة رفضه لما  يصدر من قرارات، بينما تقف الدعوة الحقيقية بعيدة عن تلك الخلافات.


ومع تزايد الخلافات فى المساجد بسبب انقسامات الدعاة السياسية طالب علماء الأزهر الشريف  الدعاة بمراجعة أمرهم والانتباه لرسالتهم فى توحيد المجتمع وعدم الانسياق وراء خلافات او توجهات سياسية.

وعن موقف وزارة الأوقاف فيقول الشيخ سلامة عبد القوى المتحدث الرسمى باسم الوزارة ان الأوقاف منعت الحديث حتى عن الاستفتاء على الدستور بنعم اولا، وقررت عدم الحديث نهائيا فى الامور السياسية وإبقاء المساجد عن الصراع والخلاف السياسى الدائر بين القوى السياسية المصرية.

وقال لقد أصدر د. طلعت عفيفى قرارا بالبعد عن الحديث فى السياسة على المنابر خلال خطبة الجمعة والدروس اليومية بين صلاتى المغرب والعشاء.، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ اجراءات صارمة فى حال مخالفة ذلك القرار.


وعن موقف الأزهر يؤكد د. سعد الدين الهلالى الاستاذ بجامعة الازهر  يقول د. صابر عبد العزيز استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر ان الوحدة  بين أبناء الوطن الواحد هدف نبيل وغاية يتطلع إليها المخلصون وهذا يقع  عبأه فى المقام الاول على الدعاة والعلماء، وهذا يتطلب وحدة القيادات العلمية والفكرية والدعوية على هذا الهدف بعيدا عن الخلاف والصدام.

وأضاف ان تحقيق الوحدة والاستقرار هو وصية الله لنا فى كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله الأمين، فقد تواترت النصوص قرآناً وسنة تدعو المسلمين إلى الوحدة والائتلاف، وتحذرهم مغبة الفرقة والاختلاف، ولاشك أن الدعاة عليهم دور كبير فى هذا وهو ما يوجب ان يكون هناك توحد حول مهمة الدعوة بعيدا عن الخلاف، ولفت إلى أن الظرف التاريخى الذى تمر به الأمة الإسلامية  الآن قد نبه فريق من العلماء إلى ضرورة التفكير العميق والعمل الجاد من أجل الوصول إلى صيغة تجمع الصف وتخرجنا من دائرة الخلاف.

بينما ترى د. آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الازهر ان هناك وسائل علمية وعملية لوحدة الدعاة والعلماء فيجب فى هذا الخضم الهائل من تمزق الأمة وتشتتها أفراداً وجماعات وأحزاباً ودولاً، أن ينظر الدعاة والعلماء لمصلحة الوطن والبحث عن  الوسائل والأسباب لجمع الكلمة ووحدة الموقف، ولم الشمل، وليس الحديث عن الخلاف وتبنى رؤى سياسية من فوق المنابر.
واكدت د. نصير ان هناك طرقًا كثيرة ينبغى على الدعاة القيام بها فى دعوته لتحقيق دور الوسيط الحقيقى فى تحقيق استقرار الدولة  أهمها القناعة بمبدأ وحدة الجماعات الإسلامية والاخذ برأى الاقلية.

ولفتت إلى انه من الواجب على الدعاة التأكيد على فتح كل أبواب الحوار واللقاءات، وتوسيع دائرة الحب والإخاء، وفتح آفاق التعاون والتآزر بين فصائل الدعاة إلى الله تعالى، مقترحة ً لهذا "إنشاء منتدى للعلماء والدعاة" من مختلف فصائل التيارات الإسلامية وغير الاسلامية للقاء والحوار على شرط عدم الانحياز لطرف دون الآخر.

من جانبه اعترض د. مبروك عطية الاستاذ بجامعة الازهر على الكثير من الامور التى تحدث حالياً على الساحة لاسيما الخلاف الذى ظهر على السطح بين الدعاة بسبب السياسة، وقال: "إن أول من انقسموا فى مضمار الخلاف السياسى كانوا الدعاة حيث انقسموا الى فريقين مؤيد ومعارض، وهو ما ادى بالفعل إلى استغلال المساجد واشراكها واشراك الدعاة فى امور السياسة.
وانتقد مبروك وجود حركات لعلماء الازهر تخلط العمل الدعوى بالسياسة وقال: "هذا غير جائز، حيث تم  استغلال مسجد الفتح فى التحريض على القضاة ومهاجمتهم والدعوة لتأييد القرارات السياسية الاخيرة وهو امر يزيد تشتت الامة لذلك لابد أولاً من إيقاف كل أنواع وأشكال المهاترات بين صفوف الدعاة، ونشر ثقافة الحوار، والصبر على المسلمين، وتعليم جاهلهم واحترام وتوقير عالمهم.

ولفت إلى أن السباب والمهاترات فى الدعوة  ليست من الإسلام فى شىء وأنها ليست هى الحل  ولايجوز ان تكون المؤسسات الدعوية أوالتعليمية حكراً على جهة أو اتجاه معين حيث تضم بين جنباتها كل أبناء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم الدعوية  فلا تغلق أبوابها أمام أحد، وأن يظل المسجد للدعوة إلى الله تعالى فقط وعدم استغلاله فى اعمال سياسية.

كذلك انتقد أحمد محمود أستاذ علوم الشريعة لجامعة الأزهر موقف الدعاة والازهريين مؤخراً قائلا ان علماء الامة والدعاة تفرقوا وانشأوا احزابا وجماعات وهو ما ساهم فى تشتيت الامة لتضارب المصالح.

واكد أنه على الدعاة والمشايخ المنتمين لتيارات الاسلام السياسى ترك السياسة والعودة الى الدعوة بالموعظة الحسنة، مطالبا بإنشاء مجلس أعلى للتنسيق والمتابعة بين الدعاة.