الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

باحث يكشف جمال الفنون الإسلامية بالتصوير والخط العربى

باحث يكشف جمال الفنون الإسلامية بالتصوير والخط العربى
باحث يكشف جمال الفنون الإسلامية بالتصوير والخط العربى




كتب - علاء الدين ظاهر


قال عادل حمدى المصرى الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية ومفتش آثار بمنطقة البحيرة إن الفن التشكيلى لغة تعبيرية تخاطب الإدراك البصرى، والفنون الإسلامية اهتمت بالفن التشكيلى ولم تحصره فى خدمة الدين فقط وإنما اتسعت مجالات الفن التشكيلى لتجميل وتزيين المنشآت والعمائر سواء دينية أو مدنية.
المصرى بجانب عمله كأثرى،  فهو فنان تشكيلى ومصور وخطاط،  وكان كما قال يهوى منذ الصغر فن التصوير، وبتشجيع من الأسرة والوالد الذى كان يحترف هذا المجال نمت موهبتى الفنية،  وبدأت أتطلع لاستكشاف القواعد الفنية وبدأت أهتم بالفن التشكيلى وأعلامه ومدارسه وقواعده الفنية من دراسة منظور وتكوين وتشريح وظلال وإضاءة وتكوين، إضافة لدراسة الخط العربى وأنواعه المختلفة، وعند التحاقى بكلية الآثار جامعة القاهرة أصقلت موهبتى أكثر وأكثر بدراسة التاريخ والتصوير والفنون والعمارة على مر العصور الفرعونية والإسلامية، إلى جانب تاريخ الفن وعصر النهضة والكتابات الأثرية.
وتابع: قمت بالمشاركة فى تصميم ديكور بعض المسرحيات فى فترة الجامعة،  وأفادتنى دراستى للآثار فى معرفة الخواص الفنية لكل عصر من خواص معمارية وأنواع زخارف وطرز ملابس إضافة لمشاركتى الدائمة فى المعارض الفنية بصور فوتوغرافية للآثار أو لوحات تشكيلية أو خطية.
وقال إن التصوير الإسلامى من أهم فروع الفنون الإسلامية التى تمدنا بمقتطفات من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل قطر إسلامى فى عصوره المختلفة،  لأن ما نجده من جداريات أو صور مخطوطات ما إلا تجسيد للحياة العربية اليومية وحوادثها التاريخية وفنونها وحرفها وعلومها المختلفة، ونجح فن التصوير الإسلامى فى تسجيل كل هذا، ومن أبرز مدارسه مدرسة التصوير العربى (فى مصر والعراق وسوريا والأندلس)،  ومدرسة التصوير الفارسى(التيمورى والصفوى)، ومدرسة التصوير التركى (العثمانى)، وومدرسة التصوير المغولى (الهندية).
وتابع: سوريا ومصر سادت بهما الأساليب الفنية المسيحية والبيزنطية والهلينستية، واختصت مصر دون غيرها بالفن القبطى كفن مصرى محلى تميز أيضا بالرمزية والبعد عن الواقعية وتأثر به الفن الإسلامى بمصر، أما العراق وإيران فتأثرا بالفن الساساني، ورغم بعد الفنان المسلم عن قصد عن استخدام قواعد المنظور والنسب التشريحية بوازع دينى ولكراهية المضاهاة بخلق الله، إلا أنه أخرج لنا العديد من المخطوطات المصورة مثل مخطوطات من كتاب كليلة ودمنة ومخطوطات لمقامات الحريرى ومنافع الحيوان وأيضا جداريات سواء جصية بالفريسكو (الإفرسك) الألوان المائية كالجداريات التى تزين (قصير عمره) أشهر القصور الأموية الباقية ويرجع لعهد الوليد بن عبد الملك، وصور الفريسكو لحمام فاطمى بمصر القديمة محفوظة بمتحف الفن الإسلامى، أو صور جدارية منفذة بالفسيفساء (الموزايك) وقد عرف المسلمون هذا النوع فى العصر الأموى وشاع واستخدم فى تزيين المنشآت الدينية مثل قبة الصخرة والجامع الأموى بدمشق، أو مدنية كتلك التى تزين حمام قصر (خربة المفجر) قرب أريحا من عهد هشام بن عبد الملك
وأضاف: اهتمام الفنان المسلم بالخط العربى جاء ترجمة لتعاليم القرآن الذى نزلت أول آية به تدعو إلى القراءة والعلم،  فكان واجب كل مسلم تعلم الخط بأنواعه وتطويره وإتقانه ووجد الفنان المسلم فى الخط العربى الذى تكتب به أكثر من لغة كالفارسية وغيرها متسعا يعوضهم عن تصوير الكائنات الحية لما فيها من مضاهاة بخلق الله ، وكان لمعرفة المسلمين صناعة الورق فى أواخر القرن الأول الهجرى دافعا لتجويد الخط وابتكار أنواع جديدة منه وزخارف متعددة، وامتد عمل الخطاط للكتابة على المعادن والخزف والخشب والرخام والجص والزجاج والنسيج والورق بأنواعه إضافة للعمائر والمنشآت وهناك أمثلة عديدة ومتنوعة للخطوط العربية على الآثار الإسلامية بالخط الكوفى بأنواعه وخط النسخ والثلث والديوانى والفارسى وغيرها.