الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كاتب أيرلندى: إخوان مصر ساعدوا إيران على نشر التشيع فى البلدان العربية

كاتب أيرلندى: إخوان مصر ساعدوا إيران على نشر التشيع فى البلدان العربية
كاتب أيرلندى: إخوان مصر ساعدوا إيران على نشر التشيع فى البلدان العربية




كتب - محمد شعبان

تلوح فى الذهن صورة ضبابية  وغامضة عند محاولة  التعرف على طبيعة العلاقة التى تربط بين إيران وجماعة الإخوان الإرهابية.. فأول ما يرد إلى الذهن مسارعة إيران إلى تهنئة محمد  مرسى فور إعلان فوزه بالرئاسة وقبل ذلك خطبة الجمعة  التى ألقاها مرشد الثورة على خامنئى فى 4 فبراير 2011 فى أعقاب إعلان مبارك تنحيه عن السلطة.
وفى فترة أسبق زمنياً وتحديداً بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 ذهب وفد إخوانى بقيادة يوسف ندا لتهنئة الخمينى قائد الثورة وقتها وقيل من بين ما قيل إن الإخوان عرضوا مبايعة الخمينى كولى أمر للمسلمين.. إلا أن هذه الأحداث تبدو مجرد مواقف متفرقة لا يربطها رابط فضلاً عن ضبابيتها الناجمة عن تباينها مع طبيعة الصراع فى المنطقة..  فمن المعروف أننا نعيش صراعا سنيا-شيعيا وطبيعى أن تكون جماعة الإخوان بحكم طبيعتها السنية-السلفية رأس حربة فى هذا الصراع بدلا من أن تكون حليفا لنظام ملالى طهران!!!

ما بدأ ضبابياً غامضاً  وغير مترابط للجميع استطاع «فريدريك هاليداى» المفكر البولندى اليسارى المتخصص فى العلاقات الدولية والشرق الأوسط  كشف خفاياه فى كتابة «إيران والإخوان:علاقة ملتبسة».
الكتاب صدر مؤخراً عن دار مدارك للنشر بترجمة رائعة للمترجم السعودى حمد العيسى...على امتداد الكتب لن تقابلك جملة غامضة أو مفردة نابية أو فقرة مبهمة مبتورة السياق عما قبلها وما بعدها.
علاقة مباشرة
يذكر الكتاب عددا من الأسباب الفكرية والعقدية والتاريخية  التى تجعل العلاقة بين الإخوان وإيران مفهومة بل ومنطقية إلا أنه يذكر سببا سياسيا مباشرا عمل على تقوية وتوطيد العلاقة بين إخوان مصر وإيران وذراعها العسكرية حزب الله هذه السبب مفاده أن إيران: اهتمت باضعاف الدول العربية من أجل تعزيز هيمنتها الإقليمية بينما سعت جماعة الإخوان دائما إلى إضعاف الدول العربية لزيادة فرصها فى الحصول على النفوذ وإقامة دولة الشريعة».. فنحن أمام تلاقى مصالح بين الطرفين إيران تهدف إلى إضعاف الأنظمة العربية حتى تصبح هى المهيمنة والإخوان يسعون لنفس الهدف- إضعاف الأنظمة العربية للوصول إلى السلطة. يرصد المؤلف كيف دعمت إيران الإخوان فى مصر فى فترة مبارك وتحديدا منذ صعود الإخوان فى 2006 وحصولهم على 88 مقعدا فى البرلمان.
لم يقف هذا التعاون عند إخوان القاهرة فقط بل امتد بقوة وكثافة مع حماس الجناح الإخوانى فى غزة من خلال الدعم المادى واللوجيستى.
لكن يتوقف المؤلف عند نقطة بالغة الخطورة حول طبيعة حماس بإيران فيقول: تجاوزت حماس دورها كحليف مع إيران فقد صدرت عن زعيم حماس خالد مشعل إيماءات قد تدل على أن حماس هى بالفعل تحت قيادة إيران. مشعل على سبيل المثال قال للبرلمان الإيرانى: إنه قدم تقريرا حول حرب غزة إلى «ولى أمر المسلمين» المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى.. فى هذا التصريح وغيره اضفى مشعل صدقية على ادعاء إيران أن حماس ليست حليفا لإيران فحسب وإنما صنيعة إيرانية بعدما زعم محمد اخترى الذى كان لسنوات رجل إيران فى سوريا ولبنان وأن حماسا وكذلك الجهاد الإسلامى تشكلتا بالمهام من الإمام الخمينى وحركة المقاومة الإسلامية الإقليمية التى أسسها.. وبناء على هذا المنطق فإن المقاومة الإسلامية الفلسطينية تماما مثل حزب الله هى ابن شرعى للجمهورية الإسلامية كما يؤكد اخترى». جدير بالذكر أن وصف مشعل لخامنئى بولى أمر المسلمين جاء نقلا عن جريدة كيان الإيرانية.
الدفاع عن إيران.. والتشيع
العلاقة بين إخوان مصر وإيران لم تكن من طرف واحد يستفيد منها فقط إخوان مصر بل استفادت إيران منها –كما يرصد المؤلف- فإذا كانت إيران تواجه هجوماً كاسحا فى العالم العربى من شيوخ وأئمة الوهابية ممن يكفرون الشيعة الأمر الذى أدى إلى تشويه صورة إيران وحزب الله فى العالم العربى - إذا كان الوضع كذلك- فإن قيادة الإخوان عملت على صد هذا الهجوم الوهابى بالدفاع عن الشيعة وإيران وحزب الله ويورد المؤلف فى هذا السياق تصريح مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان قائلا: اتخذ المرشد العام للإخوان محمد مهدى عاكف موقفا مناصرا لإيران وحزب الله خلال حرب غزة حيث قال فى حوار مع مجلة «الوطن العربى»: الإخوان يقاتلون تحت راية حزب الله ورفض كذلك التهمة التى يروجها البعض فى العالم العربى بأن إيران تستعمل القضية الفلسطينية وحماس لتحقيق أهداف إقليمية فحسب بل تشمل هدفها الخفى لخلق تعاطف ودعم لطموحاتها النووية الاقليمية لدى الشعوب العربية وهاجم عاكف القرضاوى الذى هاجم إيران لأنها تعمل على نشر المذهب الشيعى قائلاً: إن كل من يتحدث عن أجندة إيرانية لاختراق والسيطرة على المنطقة يتحدث بلغة أعداء الأمة الإسلامية وأعلن أنه ليس لديه اعتراض على النوايا التوسعية الشيعية لأن هناك 56 دولة سنية مقابل دولة شيعية واحدة فقط هى إيران وليس هناك شىء يدعو إلى الخوف منها».
الأمر لم يتوقف عند عاكف وحده بل كرر نفس الكلام محمد حبيب نائب المرشد وقتها موجها حديثه للقرضاوى: أيهما أولى بالتحذير: الخطر الإيرانى أم الخطر الصهيونى؟ هناك اولويات يا دكتور قرضاوى؟.. ويعلق المؤلف على كلام عاكف وحبيب فيقول: ربما لا شىء يمكن أن يخدم إيران بصورة أفضل من حقيقة أن الدفاع عن الشيعة والنداء لوقف الجدل بين السنة والشيعة وإلى رص الصفوف المسلمة.
ومن ثم يصل المؤلف إلى أن جماعة الإخوان المصرية وفرت موازنة أيديولوجية مضادة وفعالة ضد الحملة الوهابية السلفية للطعن فى الشيعة وذم إيران. ومع مرور الزمن ساعدت هذه المبادرة الوحدوية الإخوانية أن تجعل من المقبول لأهل السنة ليس التوافق سياسيا مع إيران فحسب ولكن أيضاً أن يتسامحوا ويتهاونوا مع التبشير الشيعى –أى نشر التشيع- بصفته مذهبا إسلاميا خامسا  ويمضى المؤلف: فى السجال بين أهل السنة بشأن إيران وظاهرة تحول بعض أهل السنة من المذهب السنى إلى المذهب الشيعى لم ينكر مناصرو إيران ولا خصومها بجدية أن التشيع أو التحول إلى المذهب الشيعى بين السكان السنة يحدث بالفعل كما لم ينكروا أيضاً الخلافات العقائدية بين السنة والشيعة. وحذر خصوم إيران فى العالم السنى أن جهود إيران لنشر التشيع تشكل خطرا واضحا وقائما على المجتمعات العربية السنية وسعوا إلى تأكيد أسس الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة. لكن مناصرى إيران من أهل السنة كالإخوان قللوا من أهمية وجدية إيران لنشر التشيع ووصفوا الخلافات العقدية بين السنة والشيعة بـ«التافهة».  
ويرصد الكتاب موقفا غاية فى الشذوذ من الجماعة الإرهابية لمساندة طهران فى عام 2009 عندما وقع انقلاب الحوثى الأول- المدعوم من طهران- على السلطة فى اليمن وتدخلت السعودية لصد تحركات الحوثيين تجاه المملكة حيث طالب مهدى عاكف مرشد الإخوان وقتها السعودية بوقف هجماتها ضد الحوثيين فورا وناشد كل العلماء والفقهاء فى شتى ربوع العالم الإسلامى التدخل لدى العاهل السعودى إلى وقف القتال وحقن الدماء، والسعى فى الصلح بين المتحاربين.
دعم الإخوان السياسى والأيديولوجى للدولة الشيعية أثبت أنه يمثل درعا مفيدة ومميزة لإيران-برأى المؤلف- وخدم طهران بشكل هائل لمواجهة حملتين عنيفتين:
أولاً: الحملة التى تقودها السلفية الوهابية ضد الشيعة والتشيع.
ثانيا: حملة أنصار القومية العربية لمقاومة النفوذ السياسى المتنامى لإيران الفارسية...وبهذه الطريقة ساهم النهج الدينى الشمولى للإخوان  فى تسهيل تقبل بعض العرب السنة للتنسيق السياسى مع إيران ويبدو أنه فتح أيضاً المجتمعات السنية بشكل متزايد للتبشير الدينى الشيعى».
القرضاوى والتشيع
يتوقف المؤلف عند موقف الداعية الإخوانى القطرى الجنسية يوسف القرضاوى بوصفه أبرز معارض لنشر المذهب الشيعى معللاً ذلك بأن القرضاوى انقلب على موقفه المؤيد لحزب الله بعد أن لاحظ أن إيران والشيعة استغلا مقاومة حزب الله لإسرائيل فى نشر التشيع فى المجتمعات السنية.. لكن المؤلف لم يلحظ أن تغير موقف القرضاوى راجع إلى تغير موقف دول الخليج من إيران خاصة بعد بات واضحا أن إيران تتحرك بقوة لابتلاع دول الخليج ومن ثم اصبح العدو الأول للخليج هو إيران وطبيعى أن يغير القرضاوى قبلته ويهاجم إيران.
وفى رصد لموقف القرضاوى يقول الكتاب: التزم القرضاوى تقليديا بنهج إسلامى وحدوى تجاه المسألة الشيعية. وكان طوال سنين مضت قد دعا إلى التقارب بين حركات الاحياء السنية الشيعية وجادل أنه فى حين أن الخلافات بين السنة والشيعة موجودة حقا إلا أنها تتعلق بالمسائل الفقهية التى تعتبر ذات أهمية ثانوية مقارنة بالعقيدة وخلال حرب لبنان عام 2006 كان القرضاوى مدافعا قويا عن حزب الله –وهو الموقف الذى عارض فيه فتاوى أصدرها علماء الوهابية السعودية التى نهت عن دعم تلك الميليشيا الشيعية.
وقد دافع القرضاوى أيضاً عن حق إيران فى امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية وزعم أن قدرة إيران النووية لن تشكل تهديدا لأمن ومصالح دول الخليج العربية».
إلا أن هذا الموقف تغير كما يرصد المؤلف: فى صيف 2006 فى أعقاب الحرب بين إسرائيل وحزب الله ففى ذلك الوقت شن القرضاوى هجوما شرسا على الشيعة واتهمهم بمحاولة اختراق مصر والمجتمعات الأخرى ذات الأغلبية السنية وتحويل شعوبها إلى التشيع.. ويمضى المؤلف: لاحقا أصبحت الدوافع وراء انقلاب موقف القرضاوى أكثر وضوحا عندما الشيعة لمحاولة استغلال ما اعتبر فى المنطقة انتصارا لحزب الله على إسرائيل لخدمة مصالح إيران السياسية. إضافة إلى ذلك وللمرة الأولى شجب القرضاوى الشيعة بسبب معتقداتهم وممارساتهم الدينية مدعيا أن معظم الشيعة يعتقدون أن القرآن ناقص «أو محرف» ويتقربون إلى الله بسب أصحاب الرسول «صلى الله عليه وسلم».
خلفيات تاريخية وفكرية
قدم الكتاب مادة ثرية حول تاريخ العلاقة بين الإخوان وإيران-الثورة فضلا عن الروابط الفكرية والأيديولوجية التى تجمع بين الجانبين.
يوضح المؤلف أن الخلاف المذهبى بين السنة والشيعة لم يقع أبدا فى دائرة اهتمام جماعة الإخوان منذ نشأتها ويعلل ذلك بقوله: جوهر الأيديولوجية الأساسية للجماعة- أى الإخوان-استيعابى دينيا فمنذ تأسيس الجماعة عام 1928 أكد قادة الإخوان الاهمية السياسية للوحدة الإسلامية وسعوا إلى التقليل من أهمية الاختلافات الدينية بين مختلف المذاهب الفقهية الإسلامية بما فى ذلك ما بين السنة والشيعة واعتبر حسن البنا أن كل الطوائف الإسلامية المتعددة - باستثناء البهائيين والقاديانيين- تنتمى إلى الأمة الإسلامية. ومن هذا المنطلق ادى البنا دورا فى عام 1948م فى تأسيس «جمعية التقارب بين المذاهب الإسلامية» وقد تم تصميم هذه الجمعية لتقليل الخلافات الدينية بين السنة والشيعة.
أى أن الإخوان بحكم توجهها لتأسيس خلافة تحكم العالم الإسلامى ليس من مصلحتها الحديث عن الخلافات العقدية بين السنة والشيعة فمثل هذا الحديث سيفقدها جزءاً كبيرًا من مشروعها السياسى الرامى إلى حكم العالم الإسلامى كله.
العامل الثانى الذى كان من أسباب تقارب الإخوان وإيران-الثورة هو قيام الثورة الإيرانية عام 1979 حيث تحمس لها الإخوان  ويعلل المؤلف هذا الحماس الإخوانى: كانت الثورة ملهمة لجماعة الإخوان كنموذج لحركة إسلامية شعبية بزغت لإسقاط نظام علمانى موال للغرب ونجحت فى تأسيس دولة إسلامية. اضافة إلى ذلك اعتبر الإخوان النظام السياسى الإيرانى كبديل مثير للإعجاب للأنظمة العربية العلمانية لأنه بخلاف تلك الأنظمة تمتعت إيران بشرعيتين: شرعية الإسلامية وشرعية شعبية سياسية على حد سواء وأيضا بعكس الانظمة العربية كانت إيران قادرة على الدفاع عن نفسها من دون الحاجة إلى الاعتماد على الدعم الأجنبى».
يذكر المؤلف أيضاً سببا فكريا جوهريا أدى إلى تقارب الإخوان وإيران-الثورة وهو التوافق الجوهرى بين الطرفين فالفكرة أو الأرضية المشتركة التى يقف عليها الإخوان وملالى طهران هى أن الحكومة هى المعبر عن الشريعة أو الله وليس الشعب. وبنص المؤلف: ففى الفكر السياسى الإسلامى التقليدى يحتضن المجتمع الشريعة ولذلك من خلال اجماع أفراده يكون المجتمع هو أساس الشرعية ومصدر السلطات وبالتالى يمكنه تمكين أحد أعضائه من خلال الشورى والبيعة ليصبح الحاكم وعلى النقيض من ذلك فإن كلا من مفهوم الإخوان لسيادة الله-الحاكمية- ومبدأ الخمينى- ولاية الفقيه- متجذران فى الرأى القائل إن الشريعة وليس المجتمع هى المصدر الحقيقى للشرعية والسلطة».
ويمضى المؤلف: وعلى سبيل المثال فإن مفهوم الحاكمية فى أيديولوجية الإخوان يدل على حكم الله من خلال تنفيذ الشريعة وما يضفى الشرعية على الحاكم هو تنفيذ الشريعة وليس إرادة الشعب المعبر عنها حين ينتخبون الحاكم. وبالمثل فان شرعية الفقيه الحاكم فى مبدأ الخمينى تنبع من تنفيذه للشريعة عن الإمام الغائب.
يشير الكتاب أيضاً إلى اتصالات تمت بين الإخوان وأطراف شيعية فيقول: كانا يتبادلان الافكار منذ بداية الخمسينيات إن لم يكن قبلها من خلال الاتصالات القائمة بين جماعة الإخوان المصرية والسيد نواب صفوى زعيم منظمة فدائيى الإسلام، التى نفذت سلسلة من الاغتيالات فى إيران فى بداية الخمسينيات فى محاولة منها لتنقية الإسلام كما تزعم ونقل عن صفوى قوله ذات مرة من أراد أن يكون جعفريا شيعيا حقيقيا يجب أن ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين.
ويواصل المؤلف نقل تفاصيل هذه الاتصالات: فى السبعينيات كان ممثلو جماعة الإخوان فى اتصال وثيق مع الناشطين الإيرانيين فى المنفى فى أوروبا والولايات المتحدة الذين كانوا يحرضون على الإطاحة بنظم الشاه إضافة إلى ذلك كانت شخصيات إخوانية عليا هى المجموعة الأجنبية الثانية التى وصلت إلى طهران مباشرة بعد عودة الخمينى المظفر-سبقهم فقط زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات- وبعد الثورة ساعد الإخوان الدولة الإيرانية على تخطى العقوبات الامريكية التى فرضت عليها بعد الاستيلاء على السفارة الامريكية فى طهران من خلال توفير منتجات أساسية كانت طهران فى أمس الحاجة اليها».
إلا أن هذا التوافق لم يدم وتوترت العلاقة بين الطرفين كما يقول المؤلف: بحلول منتصف الثمانينيات توترت علاقات الإخوان مع إيران بشكل ملحوظ بعدما أصبح واضحا للعيان أن طبيعة الثورة ليست ذات توجه أممى مسكونى -وحدوى- إسلامى شامل ولكنها ذات نزعة قومية فارسية محددة وبروح ثورية شيعية خالصة وانتشرت هذه التصورات على نطاق واسع فى المجتمعات العربية السنية خصوصا عندما حاولت إيران تصدير ثورتها لدول الخليج العربية وكذلك عندما شكلت إيران تحالفا مع النظام السورى الذى كان يخوض مواجهة عنيفة مع فرع الإخوان السورى وأدت الحرب بين العراق وإيران إلى زيادة عداء الاسلامويين السنة لإيران الثورة. كان الإخوان فى البداية ينتقدون العراق لشن الحرب ضد إيران ولكن بعد ذلك تحولوا ضد طهران عندما وسعت الحرب على أمل إسقاط النظام العراقى واحتلال الأراضى العراقية.
فى هذه الفترة فتح آيات الله-كما ينقل المؤلف- النار على الإخوان ونقل عن آية الله خلخالى رئيس المحاكم الثورية الإيرانية بأنه أشار إلى جماعة الإخوان باسم «إخوان الشيطان».
مواقف متباينة
موقف إخوان مصر وحماس الداعم والمساند لإيران لم ينطبق على موقف بقية أفرع الجماعة فى الدول العربية  باستثناء حماس التى تتحالف مع ملالى طهران تشكل مع إخوان مصر مثلث الشر المعادى للأنظمة العربية.
فمثلا فى سوريا قبل انقلاب الأوضاع كان إخوان سوريا ينظرون إلى إيران كأقرب حليف لنظام الاسد وبالتالى يعتبرونها متواطئة فى إذلالهم ولذلك فقد انتقدوا بشدة الانشطة التبشيرية الشيعية الإيرانية فى سوريا واتهموا النظام السورى بالسماح بتحويل البلد إلى محافظة إيرانية وانتقدوا أيضاً المشروع النووى الإيرانى ونددوا بأطماع طهران فى البحرين.. كما شجب تنظيم الإخوان فى سوريا التمرد الحوثى فى اليمن.
وبالمثل ينسق إخوان لبنان المعروفة باسم «الجماعة الإسلامية» مع السنة هناك ضد حزب الله وشن فيصل مولوى الزعيم الإخوان هناك  هجوما ضد المخطط الإيرانى الذى نفذه حزب الله للإطاحة بحكومة 14 آذار.
أما موقف فرع الإخوان فى الأردن فمختلف فهم من ناحية يعلنون مساندتهم لإيران كقوة إسلامية حليفة لهم داعمين طهران فى ملفها النووى وفى عام 2006 نظموا تظاهرات حاشدة دعما لحزب الله فى حربه ضد إسرائيل.
لكنهم من ناحية أخرى هاجموا إيران واتهموها بالتحالف مع أمريكا لإسقاط نظام صدام حسين واحتلال العراق واحتلال افغانستان كذلك وعارضوا تماما الحكومة العراقية التى يقودها الشيعة ودعموا التمرد السنى ضد الأغلبية الشيعية الصاعدة فى العراق.
ونددوا بمطالبات إيران فى البحرين ووجهوا انتقادات حادة لطهران لسوء معاملة مواطنيها السنة.