الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبداع




 
يا جارة الوادى
 
ما زادنى شوقا إلى مرآك
 
ما يشبه الأحلام من ذكراك
 
لما سموت به وصنت هواكِ
 
والذكريات صدى السنين الحاكى
 
كم راقصت فيها رؤاى رؤاكِ
 
غنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ
 
والروض أسكره الصبا بشذاكِ
 
حتى ترفق ساعدى فطواك
 
واحمر من خديهما خداكِ
 
وأحمرّ من خفريهما خدّاك
 
والسكر أغرانى بما أغراك
 
ولثمتُ كالصبح المنور فاكِ
 
وخاطبت قلبى بأحلى قبلة شفتاكِ
 
عينى فى لغة الهوى عيناكِ
 
بنواك.. آه من النوى رحماكِ
 
جمع الزمان فكان يوم لقاكِ
 
يا جارة الوادى طربت وعادنى
 
فقطّعت ليلى غارقا نشوان فى
 
مثلتُ فى الذكرى هواك وفى الكرى
 
ولكم على الذكرى بقلبى عبرة
 
ولقد مررت على الرياض بربوة
 
خضراء قد سبت الربيع بدلها
 
لم أدر ما طيب العناق على الهوى
 
لم أدر والأشواق تصرخ فى دمى
 
وتأودت أعطاف بانكِ فى يدى
 
أين الشقائق منك حين تمايلا
 
ودخلت فى ليلين: فرعك والدجى
 
فطغى الهوى وتناهبتك عواطفى
 
وتعطلت لغة الكلام
 
وبلغت بعض مآربى إذ حدّثت
 
 
 
لا أمس من عمر الزمان ولا غد
 
سمراء يا سؤلى وفرحة خاطرى
 
 
 

 
 
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسى
 
 
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي
 
وَصِفا لى مُلاوَةً مِن شَبابٍ
 
عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت
 
وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها
 
كلما مرّت الليالى عليه
 
مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ
 
راهبٌ فى الضلوع للسفنِ فَطْن
 
يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ
 
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو
 
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا
 
نَفسى مِرجَلٌ وَقَلبى شِراعٌ
 
وَاِجعَلى وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا
 
وَطَنى لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ
 
وَهَفا بِالفُؤادِ فى سَلسَبيلٍ
 
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني
 
يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي
 
وَكَأَنّى أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً
 
هِيَ بَلقيسُ فى الخَمائِلِ صَرحٌ
 
حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً
 
لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ
 
قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت
 
وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي
 
اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ
 
لا تَرى فى رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ
 
وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى
 
أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقى عَلَيهِ
 
وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً
 
وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو
 
أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها
 
رَوعَةٌ فى الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ
 
وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا
 
تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ
 
لَعِبَ الدَهرُ فى ثَراهُ صَبِيّاً
 
رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ
 
فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى
 
اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسى
 
صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
 
سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس
 
أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
 
رقَّ ، والعهدُ فى الليالى تقسِّى
 
أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
 
كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ
 
ما له مولع بمنع وحبس
 
حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
 
فى خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
 
بِهِما فى الدُموعِ سيرى وَأَرسى
 
كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
 
نازَعَتنى إِلَيهِ فى الخُلدِ نَفسى
 
ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
 
شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّى
 
هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسى
 
نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
 
مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
 
قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
 
بَينَ صَنعاءَ فى الثِيابِ وَقَسِّ
 
مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
 
هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّى
 
الَّذى يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسى
 
بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
 
لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسى
 
وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
 
وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
 
نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
 
أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
 
حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسى
 
أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
 
سَبُعُ الخَلقِ فى أَساريرِ إِنسى
 
وَاللَيالى كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
 
لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
 
وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسى
 
 

 
إن تسألى عن مصرَ حواءِ القرى
إن تسألى عن مصرَ حواءِ القرى
 
فالصُّبحُ فى منفٍ وثيبة واضحٌ
 
بالهَيْلِ مِن مَنْفٍ ومن أَرباضِها
 
خَلَتِ الدُّهُورُ وما التَقَتْ أَجفانُه
 
ما فَلَّ ساعِدَه الزمانُ، ولم يَنَلْ
 
كالدَّهرِ لو ملكَ القيامَ لفتكة ٍ
 
وثلاثة ٍ شبَّ الزمانُ حيالها
 
قامت على النيلِ العَهِيدِ عَهِيدة ً
 
من كلِّ مركوزٍ كرَضْوَى فى الثَّرَى
 
ببدائع البنَّاءِ والحفَّار
 
والأَرضُ أضْيَعُ حِيلة ً فى نَزْعِها
 
تلكَ القبورُ أضنَّ من غيب بما
 
نام الملوك بها الدُّهورَ طويلة ً   
 
كلُّ كأهلِ الكهف فوقَ سريره
 
أملاكُ مصرَ القاهرون على الورى
 
هَتَكَ الزمان حِجابَهم، وأَزالهم
 
هيهاتَ! لم يلمسْ جلالهمو البلى
 
كانوا وطرفُ الدهر لا يسمو لهم
 
لو أُمهلوا حتى النُّشُورِ بِدُورِهم
وقرارة ِ التاريخِ والآثارِ
 
مَنْ ذا يُلاقى الصُّبحَ بالإنكار؟
 
مَجْدُوعُ أَنفٍ فى الرّمالِ كُفارِي
 
وأتتْ عليه كليلة ٍ ونهار
 
منه اختلافُ جَوارِفٍ وذَوار
 
أَو كان غيرَ مُقَلَّمِ الأَظفار
 
شُمٍّ على مَرّ الزَّمانِ، كِبار
 
تكسوه ثوبَ الفخرِ وهيَ عوار
 
متطاولٍ فى الجوَّ كالإعصار
 
الجنُّ فى جنباتها مطروة ٌ
 
من حيلة ِ المصلوبِ فى المسمار
 
أَخفَتْ منَ الأَعلاق والأَذخار
 
يجِدون أَروحَ ضَجْعَة ٍ وقرار
 
والدهرُ دونَ سَريرِه بهِجَار
 
المنزَلون منازلَ الأَقمار
 
بعدَ الصِّيانِ إزالة َ الأسرار
 
إلا بأَيدٍ فى الرَّغام قِصار
 
ما بالهمْ عرضول على النُّظَّار؟
 
قاموا لخالقهم بعير غبار!
 
لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا
لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا
 
كفَّ أو لا تكفَّ ؛ إن يجبني
 
تصِلُ الضربَ ما أَرى لك حداً
 
أو فضع لي من الحجارة قلبا
 
واكفِ جَفْنَيَّ دافقاً ليس يرْقا
 
فمن الغَبْنِ أَن يصير وعيداً
 
كم إلى كم تكيد للروح كيْدا؟
 
لَسِهاماً أَرْسَلْتَها لن تُرَدّا
 
فاتّقِ الله، والتزِمْ لك حدَّا
 
ثم صُغ لي من الحدائدِ كِبْدا
 
واكفِ جَنْبَيَّ خافقاً ليس يَهْدا
 
ما قطعت الزمانَ أرجوه وعْدا
 
تلك الطبيعة قف بنا يا سارى
تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا سارى
 
الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا
 
من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنها
 
حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ البارى
 
لروائع الآياتِ والآثار
 
أُمُّ الكتاب على لسان القارئ