السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بصى» مش مطلوب منك غير إنك تحكى

«بصى» مش مطلوب منك غير إنك تحكى
«بصى» مش مطلوب منك غير إنك تحكى




كتبت - علياء أبوشهبة

بداخل كل منا مساحة يحتفظ فيها بقصص وحكايات قد يمر عمره دون أن يحكيها لأحد، وكتمانها لا يعنى عدم وقوعها، ومن هذا المنطلق خرج للنور مشروع «بصي» الذى بدأ عام 2006 بوصفه مشروعا طلابيا وضعه طلاب فى الجامعة الأمريكية بهدف عرض وتوثيق تجارب وقصص السيدات، وتطورت الفكرة لتحقق انتشارا أوسع.
دينا محمد، مديرة مشروع «بصي»، تحدثت إلى «روزاليوسف» عن المشروع الذى تتفرغ بشكل كامل لإدارته منذ 4 شهور،وتعتبره تجربة ملهمة بالنسبة لها، وهى حاصلة على بكالوريوس الهندسة، وقالت: «تطورت فكرة المشروع ليعرض قصص السيدات والرجال عام 2012 وذلك فى مجال القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعى ومفاهيم الذكورية، ومع الوقت تطور إدراك وتقبل الجمهور للأمور التى تقدمها العروض مثل التحرش على سبيل المثال الذى كان يتم إنكاره من قبل عقب حوادث التحرش الجماعى فى وسط البلد».
تكمل دينا قائلة إن ورش الحكى التى تسبق العروض تتراوح مدتها بين أسبوعين و3 شهور وفقا لظروف الورشة لاسيما إذا كانت خارج القاهرة، وتنظمها مجموعة من القواعد أهمها الحفاظ على سرية ما يتم داخل الورشة، وتوفير متخصصين نفسيين لتقديم الدعم اللازم للمشاركين لأن سلامتهم هى الأولوية الأهم بالنسبة للقائمين على المشروع.
أضافت أن بعض المشاركين يفضلون الحكى بأنفسهم والبعض الآخر يحكى قصته فقط ويحكيها ممثل من خلال العروض التى قد تقتصر على المونولوج أو الحكى المنفرد وقد يتم تقديم عمل مسرحى ومن العروض التى قدمت عرض «آنسة ولا مدام» و«غصب» و«الاسم متجوزة».
وأضافت مديرة مشروع بصى أنه بعد الورش يتم توثيق القصص الناتجة عن الورشة، بعد حجب هوية صاحب القصة وكل التفاصيل التى يمكن أن تشير إلى هويته، ويتم وضعها على الموقع الالكترونى ومواقع التواصل الاجتماعي، وقالت دينا محمد: «الورش من أهدافها أن يكون الحكى مصدر قوة وليس مصدر ضعف وهو ما ينقلهم لنقطة ثانية فى تجربتهم وأيضا يؤثر على المتلقي، كما أنه يدفع بهم للتضامن مع أصحاب القصص».
وسائل التواصل الاجتماعى هى الوسيلة الأساسية للتواصل مع الحكائين وفقا لما ذكرته مدير مشروع بصي، وقالت: «نادرا ما نتدخل لحذف أى تعليق إلا إذا كان به إساءة لصاحب المشكلة»، وتقدم العروض بالتعاون مع المركز الثقافى الفرنسى ومعهد جوته وقدمنا من خلال مسارحهم أكثر من عرض لديهم تفهم لما نقدمه ويقدمه لنا اللوجستيات الخاصة بكل عرض.
نجح مشروع بصى فى تقديم عروض حكى فى عدة محافظات منها أسيوط وبورسعيد والأقصر والإسكندرية، ومضمون العرض يكون نابعا من الورشة التى تسبقه، وتذكر دينا محمد تفاوت ردود أفعال الجمهور تجاه العروض، وفى الإسكندرية غضب الجمهور بسبب قصة عن التحرش بينما كانت الاستجابة والتفاعل قوى فى الأقصر، لدرجة أنه بعد العرض يتم تخصيص مساحة للحكى يكتب الحضور قصصهم ويتم حكيها، وهو ما امتد طوال ساعة لكثرة المشاركات.
رشا سلطان... واحدة من الحكائين فى مشروع «بصي» وهى أيضا منسقة فى ورش الحكي، وقالت لـ«روزاليوسف» إنها تخرجت فى كلية التربية وعملت فى مجالات مختلفة لكن وجدت مساحة ممتعة فى المشاركة فى ورش الحكي، وذكرت أن أولى تجاربها مع الحكى كانت لقصة فتاة عمرها 14 سنة حكت تأثرها بتجربة الختان المؤلمة.
«الشخص اللى بيحكى هو اللى بيعمل كل حاجة لأنه بيخرج اللى جواه وده محتاج قرار وشجاعة ومجهود» هذا هو ما قالته رشا موضحة أن كل قصة حكتها تأثرت بها بنفس الدرجة، وأن الأصعب هو حكى قصة شخص يحضر العرض ويقدم تجربته لعرضها، أما عن أغرب ردود فعل من الجمهور بخلاف ترك العرض والانصراف تكون السؤال عن حل المشكلة ولتذمر من عدم تقديم حل فى حين أن دور العرض هو تقديم الحكايات وليس تقديم حل لها، وأيضا التعليق على تضمن الحكاية لشتائم ويكون الرد بأنه يتم نقل ما ذكره صاحب الحكاية كما قيل.
تقول رشا سلطان : «الحكى تجربة غيرت حياتى عموما لاسيما عرض «آنسة ولا مدام» والذى دفعنى لاتخاذ قرارات كثيرة مختلفة فى حياتي، وأكثر ما يسعدنى رد فعل صاحب الحكاية إذا كان حاضرا للعرض حيث لا يشترط حضورهم، وأسعد كثيرا عندما يخبرنى أننى عرضت حكايته بصدق، وكذلك رد فعل الجمهور الذى يشارك صاحب الحكاية نفس المشاعر».
وأضافت قائلة: «نعرض تجارب مسكوت عنها فى المجتمع، وهى تجارب حقيقية عدم التحدث عنها لا يلغى وجودها، وفى بعض الورش فى المحافظات تمنع الأسر بناتها من الحضور لكن بعضهن يجدن وسيلة للحضور، وأذكر فتاة أقنعت أسرتها بحضور العرض».
عن قواعد ورش الحكى قالت رشا إنه يتم وضع قواعد للحكى منها عدم اظهار رد فعل مبالغ فيه، وكذلك أن يتم تداول الحكاية خارج مكان الورشة، كما يتم التعرف على وسائل الدعم النفسى التى يفضلها المشاركون فى الورش، فضلا عن خلق جو من الثقة بين المشاركين وبعضهم.