واحة الإبداع.. معمل الأشباح

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات للفنان كريم عبد الملاك


معمل الأشباح

بقلم - غادة محضى - تونس

بقدر ما تحمل من الحزن ترى الجمال!
يقول شاعر تاه عن الكلمات
 نصف السماء خضراء بتعويذة ما للقدماء
 والأرض ترمق نصفها الثانى باكيا
وتقول كلاما عن  باب الصراط عبثيا وغامضا
ربما الأرض لم تقبل اسمها المعلق على حبال العرش
وأرادت تمردا على كتب  الايكولوجيا
ربما لم يكن طفل السادسة ليموت فى حرب
كتب عنها أهل بابل قبل ألف جبلة
ربما لم يكن عسكرى لينجو من الموت
مرارا حتى يلتحق بتاريخ أحمر اللون
 لا زمن فى هذا الزمن!
الخيول ثملى والصهيل لحن جائع
السماء تبكى وأنا مسندة الظهر إلى ظلي
أقلّم قلبى!
الرماد يحيى الرماد
وعيونى تنام فى معمل الأشباح مفتوحة
تقول الغريبة:
الصحراء هناك.. وهناك
قحط يذرى حطامه على ريشنا المبتل
أمام مقبرة التاريخ لا أزال أقطف الجبال كطفلة تلهو
دون الالتفات إلى صفرة السماء
الريح تهب من ثقب فى القلب
الليل لا يزال ليلا
وسادتى مستودع حطب
أودع قلبى تحتها
وأنام على كتفى