الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رسول الله فى الإسراء والمعراج

رسول الله فى الإسراء والمعراج
رسول الله فى الإسراء والمعراج




كمال عبد النبى يكتب:

لقد كان الصعود من بيت المقدس ولم يكن من مكة ذا دلالات، إحداها، الأمر بنشر الإسلام وتوسعة إطاره، وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع الذى ارتضاه الله للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم وشعوبهم ولغاتهم.
ولما كان الإسراء والمعراج خرقًا لأمور طبيعية ألفها الناس واختبارا للناس جميعا خاصة الذين آمنوا بالرسالة الجديدة فصدق أقوياء الإيمان وكذب ضعاف الإيمان وهكذا تكون صفوف المسلمين نظيفة ويكون المسلمون الذين يعدهم الله للهجرة أشخاصا أتقياء أقوياء لهم عزائم متينة وإرادة صلبة لأن الهجرة تحتاج لأناس تتوافر لديهم هذه الصفات.
لقد توالت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنت وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه فقد نصيراً وظهيرا له هو عمه أبوطالب وكذلك فقد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة التى كانت له السند والعون على تحمل الصعاب والمشتقات فى سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج ولذا سمى هذا العام «عام الحزن» ومن هنا كان إنعام الله على عبده رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذه المعجزة العظيمة تطييبا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد.
ويعتبر فرض الصلاة بهيئتها المعروفة وعددها وأوقاتها اليومية المعروفة على المسلمين فى رحلة المعراج دليلا على أن الصلاة صلة بين العبد وربه وهى معراجه الذى يعرج عليه إلى الله بروحه وأنها الوقت الذى يناجى العبد فيه ربه ويبث إليه ما يرنو إليه، فالصلاة إذن عماد الدين من تركها وأهملها فكأنه هدم دينه وأضاعه.
ونشير إلى أنه لا نستطيع إحصاء ما للإسراء والمعراج من حكم وفضائل وإنما سقنا ما أفاء الله به علينا وعرضناه بإيجاز.
فالإسراء والمعراج من المعجزات العظيمة التى جرت فى الإسلام، ولنا نحن المسلمين دروس وعبر نستنبطها من تلك المعجزة أهمها معجزة الإسراء والمعراج.
لقد أكرم الله نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - برحلة الإسراء المعراج التى لم يسبق لبشر أن قام بها، فقد شاهد الرسول من آيات ربه الكبرى ما لا يمكن لأى بشر أن يراه غير رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو عن طريق العون الإلهى.
ووصل إلى مستوى يسمع فيه كلام الله تعالى الأزلى الأبدى الذى لا يشبه كلام البشر، فقد منحه الله فى هذه الرحلة عطاء روحيا عظيما تثبيتا لفؤاده ليتمكن من إتمام مسيرته فى دعوة الناس إلى طريق الحق والهداية.
فى صباح الليلة المباركة أخبر الرسول أم هانئ بما حدث له فى هذه الليلة فتوجهت إليه بالرجاء ألا يحدث بذلك أحدا حرصا عليه أن تناله ألسنة أهل مكة بسوء، وهى تعلم عنادهم وأنهم لن يتركوا فرصة للتشهير به إلا انتهزوها، ولكن رسول الله أبى وقرر أن يصدع بالحق لأنه صاحب دعوة ومأمور بالتبليغ وليس من طبيعة دعوة الحق أن ترضى بالحصار أو تستكين للتعتيم عليها.
ولما أخبر رسول الله قومه بخبر الإسراء والمعراج كذبوه وشككوا فى قوله - صلى الله عليه وسلم - وتحدوه أن يثبت صدقه إن كان صادقا وراحوا يسألونه صف لنا بيت المقدس.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلت فيه ليلا وخرجت منه ليلا وحينئذ أتاه جبريل بصورته فجعل ينظر إليه ويخبرهم.. وعن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لما كذبتنى قريش قمت فى الحجر فجلا الله لى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه وهذا أبلغ فى المعجزة ولا استحالة فيه فقد أحضر عرش بلقيس فى طرفة عين لسليمان وهو يقتضى أنه أزيل من مكانه حتى أحضر إليه وما ذلك فى قدرة الله بعزيز، وذلك تكريماً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.
كذلك لقد فرض الله الصلاة على الرسول فى السماء السابعة وهى الركن الثانى من أركان الإسلام.
ومن كل ذلك نرى مكانة رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - عند الله، كذلك شجاعة الرسول حينما أخبر قريش بالإسراء والمعراج وكذلك تثبت روايات رسول الله بصلاته بجميع الأنبياء وهو إمام لهم فى بيت المقدس فى ليلة الإسراء والمعراج.