الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

البابا فرنسيس للمصريين: «السلام عليكم»

البابا فرنسيس للمصريين: «السلام عليكم»
البابا فرنسيس للمصريين: «السلام عليكم»




كتب - أحمد إمبابى

ميرا ممدوح وعمر علم الدين

ترأس البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس قداسًا باستاد الدفاع الجوى فى التجمع الخامس، بحضور 25 ألف شخص، قد وصلوا إلى الاستاد من الساعة الرابعة فجرا حتى الثامنة صباحا ووصل البابا فى التاسعة والنصف صباحا وسط ترحيب وإطلاق البالونات فى الهواء وسط حضور آلاف الأقباط ومشاركة عدد من الوزراء والشخصيات العامة والنواب والنقباء والحزبيون وغيرهم.

وشارك فى صلاة القداس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، فضلاً عن مشاركة شباب الكورال والشمامسة، فيما تم وضع مذبح مقدس فى وسط الخيمة الكبيرة بأرضية استاد الدفاع الجوي، وانتشرت صفوف الشمامسة على جانبيه.
وقامت 5 فرق كورال بتقديم أعمال مختلفة بحيث يكون لكل منهم 10 دقائق، كما تم توزيع 25 ألف علم «يشمل أحد أوجهه علم مصر والوجه الثانى للفاتيكان»، و25 ألف «كاب» على الحضور وكتاب دينى يحتوى على بعض كلمات القداس.
وتم عرض بعض الأفلام التسجيلية المصورة عن بابا الفاتيكان وفيلم عن نشأة دولة الفاتيكان، وسط حضور عشرات القنوات المصرية والعربية والعالمية وبث الحدث على الهواء مباشرة على جميع، حيث تم تحديد أماكن للكاميرات الفضائية داخل الاستاد.
وقد تحرك البابا داخل الاستاد بعربة «جولف» لتحية الحضور لمدة 15 دقيقة وسط تصفيق واستقبال أسطورى من جانب الحضور ومع بداية القداس حيا البابا الحضور.. بقوله «السلام عليكم».
وقال: «إن الإيمان الحقيقى هو ذلك الذى يجعلنا أكثر محبة وصدقا وإنسانية وهو ذلك الذى ينعش القلوب ويدفعها إلى محبة الجميع دون تمييز.. الإيمان الحقيقى، هو الذى يجعلنا ننشر ثقافة الحوار والأخوة وشجاعة المغفرة لمن يسىء إلينا ومساعدة من يسقط وإكساء العريان وإطعام الجائع».
وقد أتم القداس الذى استمر 90 دقيقة تقريبا وتم الدعاء لمصر ومسئوليها وعقب الانتهاء من القدس تم شكر الرئيس السيسى ومصر وشعبها.
وقد أشاد الحضور والآباء القساوسة بدقة التنظيم والقوات المسلحة على دورها فى خروج القداس فى أبهى صوره، وذلك تحت إشراف إدارة الشئون المعنوية، التى استلمت الاستاد وتعمل على تنظيمه أمس منذ 4 أيام تقريبا وذلك لما للحدث بعد عالمى للزيارة وكانت حريصة على خروج اليوم بالمستوى المطلوب تأكيداً لمكانة مصر وأيضا تقديراً لضيف مصر الكبير وتم تخصيص أماكن لإقامة الصلاة للمدعوين إلى جانب مكان لـ2000 قبطى من شخصيات VIB فى المسرح الرئيسى الذى تم تجهيزه لاستقبال البابا، فضلا عن مسرحين آخرين أحدهما للمذبح فى المنتصف.
وكان البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وصل القاهرة الجمعة، حيث استقبله المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وتوجه بعدها للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بقصر الاتحادية، واستعرضا حرس الشرف داخل قصر الاتحادية والنشيد الوطنى لكلا البلدين وذلك قبل عقد جلسة المباحثات بين الجانبين.
وتوجه بعدها بابا الفاتيكان لمقر مشيخة الأزهر، والتقى الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وألقى بعده كلمة مطولة عن السلام، ثم توجه إلى فندق الماسة لحضور حفل غداء على شرفه بحضور الرئيس السيسي، وألقى خلالها هو والرئيس السيسى كلمتين. تحدث فيها عن السلام واختتم كلمته بتحيا مصر.
وعقب ذلك، وصل البابا فرنسيس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث استقبله البابا تواضروس الثاني، ولفيف من المطارنة والأساقفة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعقد لقاءً مشتركًا مع البابا تواضروس الثاني، ووقعا على بيان تاريخى مشترك لإعادة الاعتراف بالمعمودية بين كلتا الكنيستين، فى إطار تعزيز خطوات الوحدة بينهما.
وشارك البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى إقامة صلاة مشتركة بالكنيسة البطرسية بالعباسية، التى شهدت فى ديسمبر من العام الماضى تفجيرًا انتحاريًا، أودى بحياة 24 قبطياً من المصلين، وذلك من أجل السلام.
وقد رحب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بنظيره البابا فرنسيس خلال استقباله بالمقر البابوى بالكاتدرائية؛ قائلا» أخونا صاحب القداسة فرنسيس باسم المجمع المقدس وكل الهيئات نرحب بكم فى بلادنا مصر التاريخ والحضارة يلتقى الغرب بالشرق منذ فجر التاريخ ونهر النيل يجرى وسط البلد ليتجرع منه الجميع الوسطية».
مضيفاً:» مرحبا بك فى أرض زارتها العائلة المقدسة وطافتها شرقا وغربا مبارك الأرض والشعب ومهد الحياة الرهبانية وأم الشهداء وملهمه مدرسة الإسكندرية منارة اللاهوت فى التاريخ وزيارتكم خطوة للمحبة والتآخى بين الشعوب فأنتم رمز للسلام فى عالم صاخب بالحروب».
وتابع خلال اللقاء بالمقر البابوى: «أهلا بكم فى أرض مصرنا الحبيبة التى تدفع ضريبة الدم من زكية دماء والشباب لتبقى أرض السلام ومرحبا بكم بابا السلام فى أرض السلام، نستقبلكم بالدار البطريركية».
وأضاف أننا نتذكر كرم استقبالكم حال زيارتنا للفاتيكان وجدنا رجلا مملوءاً بروح الله ولمسنا جهدكم الحثيث لتضفير العلاقات بين كرسى بطرس الرسول ومارمرقس الرسول وهو ما يستحق الاعتزاز والإجلال».
وتابع أن حوار الكنائس الشرقية والكاثوليكية دخل العام الخامس عشر ويجتمع معا، وبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى وفق ما قال المسيح لتلاميذه إن كان لكم حب بعضكم بعض، ونقدمها للعالم حينما نصبو لنشترك سويا لكسر الخبز سويا ولندق الكنائس سويا لنحتفل بالاعياد معا».
وكان السيد الرئيس قد ألقى كلمة خلال لقاء قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان  اكد فيها ترحيبه بقداسة البابا فرنسيس فى أرضِ مصر.. ضيفاً عزيزاً.. وشخصيةً فريدة.. وقيادة دينية وروحية ذات مكانةِ رفيعة.. يُجلُّها الملايينُ من البشر فى كافةِ أنحاءِ العالم.. من كافة الأديان على حدٍّ سواء..وقال السيد الرئيس انه  يطيب لى أن أوكد كل الاعتزازِ والتقديرِ لشخصِ قداسةِ البابا.. ومواقفِه الإنسانيةِ النبيلة.. التى تفتحُ طاقةَ الأملِ فى نفوسِ البشر.. تَجمع ولا تُفرِّق.. تُوحد ولا تُشتت.. تزرعُ الخيرَ والأملَ فى قلوبِ الناس.. وتنزعُ الشرَّ واليأسَ من حياتِهم..
إننى أؤكد لكم قداسة البابا.. أن مواقفَكم التى تقوم على تشجيعِ التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم.. هى موضع إعجابٍ واحترام
أرحبُ بكم قداسة البابا فى أرضِ مصر الطيبة.. التى سطرت على مدار الزمن فصولاً مضيئة فى تاريخ الإنسانية....
قداسة البابا فرانسيس،
إننا نعتبر زيارتَكم التاريخيةِ إلى مصر اليوم.. والتى تتواكب مع الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان.. بمثابة رسالة.. تؤكد ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات تقديرٍ واحترام.. تتأسس على إيمانٍ مشترك بالقيم الأخلاقيةِ الرفيعةِ التى رسختها الأديانُ السماوية..
فالعالم يشهد أياماً يعلو فيها صوتُ العنف والكراهية.. تنطلقُ هجماتُ الإرهابِ الأسود.. عمياءٌ هوجاء.. تضربُ فى كل مكانٍ بدون تمييز.. تُفجعُ قلوبَنا إذ تَحرِمُنا من الأهلِ والأحباءِ والأصدقاء.. وما يَزيدُ من أَلَمِنا.. أن قوى الشرِّ هذه.. تزعم ارتباطها بالدين الإسلامى العظيم.. هو مِنهم براء.. وهُم مِنهُ نُكَرَاء.. إن الإسلام الحق لم يأمر أبداً بقتل الأبرياء.. ولم يأمر أبداً بترويع الآمنين وإرهابهم.. وإنما أَمَرَ بالتسامح.. والرحمة.. والعمل الصالح الذى ينفعُ الناسَ.. كما أمر باحترام الآخر وحقه فى اختيار دينه وعقيدته.
السيدات والسادة،
إنَّ مصرَ تقفُ فى الصفوفِ الأولى فى مواجهة هذا الشر الإرهابي.. يتحمل شعبُها.. فى صمودٍ وإباءٍ وتضحية.. ثمناً باهظاً للتصدى لهذا الخطرِ الجسيم.. عاقدين العزم على هزيمتِه والقضاءِ عليه.. وعلى التمسك بوحدتنا وعدم السماح له بتفريقِنا..
وفى هذا السياق.. أؤكد من جديد.. أن القضاءَ نهائياً على الإرهاب.. يستلزمُ مزيداً من التنسيقِ والتكاتف بين كافة القوى المحبة للسلام فى المجتمعِ الدولي.. يتطلب جهداً موحداً لتجفيفِ منابِعِه.. وقطعِ مصادرِ تمويلِه.. سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح.. يحتاج القضاء على الإرهاب إلى استراتيجيةٍ شاملة.. تأخذ فى اعتبارها ليس فقط العمل العسكرى والأمني.. وإنما الجوانب التنموية والفكرية والسياسية كذلك.. التى من شأنها هدم البنيةِ التحتية للإرهاب.. ومنع تجنيدِ عناصر جديدة للجماعات الإرهابية..
ولا يفوتنى فى هذا الإطار.. أن أثمنَ وأقدرَ مواقف قداسة البابا فرنسيس الداعمةِ لتفعيل الحوار مع المؤسسات الدينية المصرية بعد سنواتٍ من التوقف.. لقد كانت إعادة إطلاق حوار الأديان بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة الأزهر الشريف خطوة تاريخية.. سيكون لها فى تقديرنا أبلغ الأثر فى تعضيد جهودنا من أجل تجديد الخطاب الديني.. وتقديم فكر دينى مستنير.. يعيننا على مواجهةِ التحديات الجسام التى تشهدها منطقتنا والعالم بأسره من حولنا.. إن الأزهرَ الشريف.. بما يمثله من قيمةٍ حضاريةٍ كبرى.. وما يبذله من جهودٍ مقدرةٍ للتعريفِ بصحيحِ الدينِ الإسلامي.. وتقديم النموذج الحقيقى للإسلام.. إنما يقومُ بدورٍ لا غِنَى عنه فى التصدى لدعواتِ التطرف والتشدد.. ومواجهة الأسس الفكرية الفاسدة للجماعات الإرهابية.. وأود هنا الإعراب عن التقدير لمشاركتكم البناءة فى «المؤتمر العالمى للسلام» الذى نظمه الأزهر الشريف بالقاهرة.. والتى تؤكد حرصكم على ترسيخ ثقافة الحوار بين كافة الأديان.. لتدعيم قيم المحبة والسلام والتعايش المشترك..