الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الخيامية والكليم والمشكاوات».. فنون برائحة التاريخ فى مهرجان التراث بالمعز

«الخيامية والكليم والمشكاوات».. فنون برائحة التاريخ فى مهرجان التراث بالمعز
«الخيامية والكليم والمشكاوات».. فنون برائحة التاريخ فى مهرجان التراث بالمعز




كتب ـ علاء الدين ظاهر

إذا كنت من عشاق التاريخ والحرف التراثية وترغب فى مشاهدة فنانيها مباشرة وهم يصنعون منتجاتهم، يمكنك الذهاب إلى شارع المعز لحضور مهرجان التراث المصرى الأول الذى ينظمه متحف النسيج بالتعاون مع الإدارة العامة للقاهرة التاريخية وهيئة قصور الثقافة المصرية ومركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية.
المهرجان يسلط الضوء على أهمية الحرف التراثية فى الحفاظ على الهوية المصرية والاقتصاد الوطنى المصرى، ويسعى لدعم الجهود التى يبذلها فنانو تلك الحرف لصون ثروتهم وإحيائها ونقلها إلى الأجيال القادمة والحفاظ عليها من الاندثار، وسيقوم هؤلاء الفنانون بممارسة حية لحرفهم أمام زوار المعز والمهرجان، وذلك للتعرف على فنون تلك الحرف بطريقة مباشرة وعملية.
وفى المهرجان حسن كمال أبرز فنانى «الخيامية»، ذلك الفن الذى يطوف شوارع مصر ويسكن فى بيوتها، ومازال حرفيون تلك المهنة يتحفون العالم كله بها، وهم الذى اتخذوا من قصبة رضوان أمام باب زويلة بيتا لها، والخيامية نوع من أنواع النسيج المزخرف برسومات ملونة وأشكال هندسية بارعة، ويتخذ الخيام فن التراث الشعبى ملهما للرسومات التى ينفذها ويستخدم القصص فى إدخالها على هذا الفن.
وهناك أيضا «الكليم» إحدى أشهر المهن التقليدية، فموادها بسيطة لا تزيد على قطعة من النول وخيوط من الصوف وصبغات طبيعية مستخلصة من النباتات أو كيماوية، ومن أمهر فنانى الكليم نجاح البدرى، وأشهر نوع من الكليم المصرى هو البلدى لأنه يتمتع بجودة نسيجه والنيوزيلاندى أقل سمكا من البلدى، وتستخرج الخيوط البلدية من صوف الخروف وكلما كانت الفتلة أقل سمكا كانت واضحة فى الرؤية، وكلما كانت الغرزة ضيقة كانت الرسمة أكثر جمالاً ووضوحاً للعين، والكليم له أنواع منها كليم الواحات وكليم الحرانية وكليم المفرش وكليم القباطى.
وقد حظى الزجاج فى العصر الإسلامى بتطور صناعى وزخرفى كبير، حيث كان الخلفاء والأمراء يقتنونه، وفى عصرنا فى شارع الصليبة أمام خانقاة شيخون يجلس «أيمن عبدالعال» أحد أمهر فنانى الرسم على الزجاج الملون وتصنيع الفسيفساء، والذى يستكمل تاريخ صناعة الزجاج تلك المهنة التى ازدهرت فى العصرين العباسى والفاطمى كثيرا، وفى العصر الفاطمى كان الصانع يستعمل لونين من البريق فى القطعة الواحدة أو ما يسمى بالبريق المعدنى، وتنوعت الأشكال والزخارف مثل قطع الشطرنج والزهريات والقماقم وتماثيل الطيور، وكانت مراكز صناعة الزجاج قديما فى الفيوم والإسكندرية والفسطاط وجبل المقطم كانت به أفران لصناعة الزجاج، وفى العصر الأيوبى اتسمت الصناعة بالرشاقة والإنسيابية.
وإذا كانت المشكاوات من منتجات صناعة الزجاج، إلا أنها تعد فناناً قائما بذاته، وكثير ما كانت تزين وتلون بمختلف الرسوم والمواد، وعادة ما كانت تأتى على هيئة بدن انسيابى يشبه الزهرية ينتهى بقاعدة وتعلوه رقبة على شكل قمع متسع بها آذان ذات سلاسل تجتمع أسفل كرة دائرية أو بيضاوية تعلق بواسطتها فى سقف المكان، وتزخرف بالمينا أو اكاسيد المينا المعدنية لتصبح أكثر جمالا ويساعد على بروز الكتابة وسهولة قراءتها عليها، ويعد صلاح مصطفى أروع مصممى المشكاوات حاليا.
أما «الفخار والخزف» يرتبطان معا فى التصنيف كفن واحد كونهما يرجعان لنفس الأصل، حيث إن الفخار هو أى شىء صنع من الصلصال (الطين) ثم احرق فى النار بعد جفافه، ليتغير لونه، وإذا قمنا بطلاء هذا المنتج الفخارى بطبقة رقيقة من مادة زجاجية تسمى الطلاء الزجاجى (الجليز)، ثم أحرق مرة ثانية فإن الجليز ينصهر ويلتصق بالجسم الفخارى فتغلق المسام به ويصير لامعا ويكتسب المنتج بريقا وجمالا، وفى هذه الحالة يطلق عليه مسمى «خزف»، وخلال فعاليات المهرجان سيتابع الحضور محمد عادل زهدى أحد أمهر الخزافين فى مصر.
وفى المهرجان أيضا سيتعرف الحضور على «التكفيت والطرق على النحاس» الذى عرفه البعض من الناحية الصناعية على انه حفر رسوم وزخارف على سطوح المعادن المراد زخرفتها، بعدها تمتلئ هذه الحفر بمعدن آخر يكون عادة اغلى من المادة الأصلية، ويكون مختلفا فى اللون ويظهر الزخارف والرسوم، وقد تم استخدام الكتابة العربية أيضا على التحف المعدنية كعنصر زخرفى، ومن أشهر الأوانى التى تم تكفيتها المباخر والمشكاوات والشماعد والطسوت والأباريق والصوانى وحوامل الصوانى والدوى والمحابر.