الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبير أثرى: الحضارة الفرعونية الأكثر تديناً فى العالم

خبير أثرى: الحضارة الفرعونية الأكثر تديناً فى العالم
خبير أثرى: الحضارة الفرعونية الأكثر تديناً فى العالم




كتب - علاء الدين ظاهر

قال على أبودشيش خبير الآثار المصرية عضو اتحاد الأثاريين المصريين إنه منذ أكثر من قرن مضى كان ماضى مصر كتابا مغلقا ولم يكن أحد يستطيع أن يفك سر الرموز الموجودة على الآثار والتماثيل المصرية، ولم تكن الحفائر قد بدأت بعد وكان كل ما نعرفه أو نملكه عن الحضارة والديانة والعادات المصرية القديمة من كتابات المؤرخين والرحالة أمثال هيرودوت وديودور وسترابون الذين زاروا مصر فى فترة انحلالها.
وتابع: ولم يروا منها سواء نهاية حضارتها العريقة ولم تكن لديهم المعدات والآليات حينئذ للقيام بعملهم وترجمة النصوص المصرية القديمة لأنهم كانوا يجهلون قراءة الوثائق القديمة للبلاد فكان اعتمادهم على روايات قاموا بسماعها من المواطنين فدونوا ما سمعوا وما رأوا ومن هنا كانت المعلومات التى توصلوا إلى جمعها من أنحاء مصر.
وقال إنه على الرغم من طرافة تلك المعلومات وأهميتها أيضا لنا فى معرفة ولو القليل عن تاريخنا، فإنها لم تكن قادرة على أن تجعل هؤلاء يكونون صورة حقيقية عن مصر القديمة، فقد كان المصريون بالنسبة لهم أكثر الناس تدينا، إذ إن المعابد الضخمة دلت على أن الكهنة مشغولون دائما فى الأعمال المقدسة والعقيدة التى سادت عن الحياة والعالم الآخر والاستعدادات القوية لبناء وتشيد المقبرة والاهتمام بالآخرة عن الحياة الدنيا، كل هذه الأشياء دفعت المؤرخين والرحالة للاعتقاد أن المصريين القدماء تتركز أفكارهم فى أسرار الوجود واهتمامهم بالحياة الأخرى وعدم الاهتمام بالدنيا.
وتابع: آثار الأسرة الرابعة خاصة أهرامات الجيزة وتمثال أبى الهول وما يحيط به من مقابر، تكشف لنا عن حياة المصريين وتقدمهم أثناء جهل معظم جموع العالم فى كل العلوم والفنون، وظن الجميع أن تقدم المصرون وتطور الحضارة كان من الأسرة الثالثة إلى الرابعة تطور مفاجئ، لكن الكشوف المحيطة بهرم زوسر فى سقارة أثبتت أن الفن والعمارة فى الأسرة الثالثة وصلت الى قمة عالية، ورغم ذلك فأن اثأر الجيزة لا تزال تحدد الذروة واستطاعت الحضارة ان تصل إليها فى تلك الفترة البعيدة والتى بدأ الاضمحلال فى إعقابها، ويمكن اعتبار الهرم وما حوله من مقابر كرمز مادى متماسك يدل على عظمة هذه الفترة من الحضارة المصرية.
وقال: هكذا نجد ان الدولة القديمة عاشت فترات التقدم والنمو، وفى الداخل تمتعت البلاد بحكومة وطيدة الدعائم قادرة على تسيير الأمور داخليا، وفى الخارج كانت علاقة مصر بجيرانها جيدة للغاية، فقد أرسلت البعوث الدائمة إلى بلاد بونت عبر وداى الحمامات الى الشاطئ، ووجهت الحملات الى سيناء من اجل مناجم الفيروز، والى فلسطين ومنذ عصر الدولة الثالثة كان الخشب الذى يستعمل فى بناء السفن والمراكب يستورد من سوريا، وبداية من الأسرة السادسة امتد الضعف إلى السلطة المركزية وأصبح الملك غير قادر على مباشرة حكمة وانتهت الأسرة فى فوضى وارتباك وعاشت مصر فى فترات ضعف ووهن.
وأستطرد: بعد حوالى مائة عام وصراعات وحشية مع حكام هراقليوبوليس وهى مدينة فى مصر الوسطى، إستعادت مصر قوتها ان عرش مصر وتأسست الأسرة الحادية عشرة، ومن هذا البيت الجديد تظهر الفترة الثانية من عظمة مصر ويطلق عليها علماء المصريات الدولة الوسطى، وقد وصلت إلى القمة فى عهد ملوك الأسرة الثانية عشر، لكن ظلت سلطة الاقتطاع تهدد العرش إلى إن قضى عليها نهائيا الملك سنوسرت الثالث الذى اشتهر بروحة الحربية العنيفة، واستطاع بفضلها أن يقضى على ثورة القبائل الزنجية فى السودان ويوجه حملة ضد فلسطين وقد خلفه أمنمحات الثالث.
وأضاف: وقد وصلت الدولة الوسطى فى ملكه إلى ذروة مجدها وكان من أهم أعمالة تنظيم بحيرة موريس فى الفيوم، واستطاع بفضل القناطر أن يستطير على فيضان المياه إلى النيل كما استطاع بواسطة إقامة سد من خلاله انقاذ رقعة من الأرض الزراعية، وبموت الملك أمنمحات الثالث ليبدأ الانهيار الذى انتهى كذلك بفوضى وتسقط مصر الشمالية مرة أخرى عام 1700 ق.م فريسة لغزو ضخم لشعوب من الشمال الذين عرفوا بإسم حقا خاسوت (الهكسوس) او ملوك الرعاة.