الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لينين الرملى: نجاح اتحاد القوى المدنية مرهون بإنكار ذواتهم




“أكتب من أجل المتعة والفكر وأعمالى المسرحية ليست سياسية”.. هكذا يرى الكاتب والمؤلف المسرحى لينين الرملى نفسه على عكس ما يراه نقاده ومحبوه أنه كاتب مسرحى سياسى من الطراز الأول يدس آراءه وأفكاره السياسية فى أعمال كوميدية ممتعة يتلقاها المتفرج ويستمتع بها دون أن يعلم أنه تلقى وجبة فكرية دسمة ونقدا لاذعا لكل ما يعانيه المجتمع من جهل وتخلف وأوضاع سياسية متردية، كانت آخر أعماله المسرحية” فى بيتنا شبح” التى أنتجها المسرح القومى وعرضت على مسرح ميامى مؤخرا، لكنها أغلقت قبل أن تستكمل أيام عرضها بمدينة الإسكندرية فعن أزمة إغلاق عرضه وأعماله القادمة وآرائه السياسية اللاذعة حدثنا الرملى قائلا:



أغلقوا العرض بحجة الميزانية فى الوقت الذى فوجئنا فيه أنهم ينتجون عروضا أخرى غريبة لا أعلم سبب الإغلاق لكن بالطبع هم لا يريدون حاليا أعمالاً جيدة وإذا كتبت عملاً جديدًا أتوقع أنه لن ينتج أو يقبل فى الوقت الحالى رغم أننى لا أصنف نفسى كاتبا سياسيا.

■ كيف لا ترى نفسك كاتبًا سياسيًا وكل أعمالك تحمل سخرية حقيقية من أوضاع سياسية عشناها ونعيشها؟

- زملائى النقاد يرون أننى كاتب سياسى لكننى لا أصنف نفسى هكذا لأننى فى المقام الأول أكتب من أجل الفكر والمتعة أكتب لمجرد الكتابة فقط وليس لشىء معين فى ذهنى فلا أقصد الذهاب للمهرجانات ولا أقصد الكتابة حتى ينتج عملى فى وقت وميعاد محدد وعلى سبيل المثال أكتب حاليا مسرحية جديدة بعنوان “هتضحك لما تموت” هى تحمل معنى الضحك حتى الموت والضحك عندما يأتى الموت، والحقيقة أنه ليس فى ذهنى متى ستقدم وأين وكيف قد لا تقدم حاليا على الإطلاق وقد تنتج بعد سنوات وهكذا حدث مع مسرحية “بالعربى الفصيح” قدمت بعد كتابتى لها بسنوات طويلة وأعمال أخرى كثيرة.

■ أذكر أنك صرحت قبل انتخابات الرئاسة بأن الإخوان المسلمين إذا تمكنوا سيعيدوننا للقرون الوسطى فهل مصر أصبحت فى نفق القرون الوسطى حاليا؟

- سيناريو متوقع أن يأتى الإخوان بعد العسكر والاثنان قرون وسطى وكنت قد تنبأت بذلك فى “أهلا يا بكوات” منذ الثمانينيات ففى المسرحية عندما اقترحوا طباعة القرآن قال المماليك اعتراضا كيف يطبع كلام الله بهذه الطريقة هذا كفر، فقيل لهم حتى يتعلم الناس قالوا إن تعلموا فهموا وتجرأوا علينا وبالطبع من الممكن أن يحدث ذلك بسهولة أن تعود مصر للقرون الوسطى لأن الإخوان سيفعلون كل شىء وأى شىء متوقع منهم حتى أننى فى المسرحية عندما تزوج حسين فهمى أربعة توقف تفكيرى عند هذا الحد لكنه لم يتجاوز لفكرة تزويج الفتيات فى تسع وعشر سنوات فلم أنحط إلى هذه القذارة بتفكيرى، وهذا يحدث للأسف بسبب غفلة المجتمع لأنه كان من المستحيل أن يستقيم وجود حزب دينى فى منظومة ديمقراطية هم فى البداية كانوا جماعة دعوية فقط وكان لابد أن يقتصر نشاطهم عند هذا الحد لكن بعدها عملوا تنظيمًا سريًا ثم تطور الموضوع فلا يجوز أن يعمل هؤلاء بالسياسة لأنهم بذلك يفرقون الدين فمن معهم مسلم ومن ليس معهم غير مسلم، ثم يقولون كلامًا غريبًا وقديمًا ففى البداية يهاجمون الليبراليون ثم يسمون أنفسهم “الحرية والعدالة” والليبرالية بالإنجليزية هى الحرية فلماذا يكفروننا فلابد أن يتعلم الناس أولا من هؤلاء.


■ فى رأيك هل كان سيأتى الإخوان فى كل الأحوال حتى ولوكان شفيق هوالفائز؟

- عبد الناصر فى وقت حكمه لم يكن ظاهرة غريبة لأنه سبقته ثلاثة انقلابات عسكرية فى سوريا انظرى على المنطقة وقتها كان الحكم العسكرى هو الغالب على قارة أفريقيا فلم تكن مصر وحدها بل كانت المنطقة كلها ما عدا بعض الملكيات مثل دول الخليج هى الوحيدة التى احتفظت بأنظمتها، وبالتالى هذا ما يحدث حاليا سواء فى مصر أو تونس وستلحق بهم سوريا مثلما نقول على الأزياء بأن “الموضة السنة دى كده” كانت فى فترة من الفترات الميكروجيب ثم المينى جيب تلاهما البنطلون حتى وصلنا للنقاب فالمسيطر اليوم هى العمة بعد الكاب واللبس “الكاكي” وهذا واضح عسكر أو إخوان الحالتان عودة للقرون الوسطى.

■ هذا يعنى بأن فوز المرشح أحمد شفيق كان مستحيلا؟

- قيل إن هناك مؤامرة وتزويرًا ويكاد يكون هذا حقيقيًا لكن السبب الأساسى لعدم نجاحه ليسوا الإخوان أوالسلفيين فقط بل النخبة العظيمة التى أعلنت عن موقفها ضد شفيق بأنهم لن يمنحوه صوتهم سواء بمنحه لمرسى أو بالمقاطعة إلى جانب أن حمدين صباحى وغيره فتتوا الأصوات فنجح مرسى وكان غير منطقى بالنسبة لى أن من نزل التحرير يمتنع عن التصويت أو يفتتوا أصواتهم .

■ كيف ترى قرارات الدكتور محمد مرسى الأخيرة ؟

- اشمعنى عبد الناصر كان لديه حق الخطأ فى النخبة وليس لمرسى الحق فى ذلك فعندما يكون تاريخنا مزيفًا ونعتمد عليه نستحق ما يحدث والنخبة فهمت متأخرا للأسف بعد فوات الأوان فعلى سبيل المثال عبد الناصر عمل محاكمات من غير قانون بدعوى الثورة وأمثال الفلول كانوا أصحاب العهد البائد فى نظره وقتها ومثلما قال مرسى علنا فى خطابه كان “فى اتنين ثلاثة أربعة”  قال أيضا عبد الناصر بالنص اللى بيقعدوا “ينكتوا” فى نادى الجزيرة، فإذا كنا نلوم مرسى وهويتحدث على مؤامرة فماذا عن عبد الناصر الذى كان يتحدث عن “نكتة”!!
■ البعض يقول بأن عبد الناصر كان يحق له أن يكون ديكتاتورا لأنه حقق مكاسب للشعب لكن ماذا حقق مرسى؟

- هذا هو الخطأ الديكتاتورية ليس لها مبرر  فإذا كان أى شخص لديه مبرر فى فعل شىء فمن حق الأخر أن يفعل مثله، بصرف النظر إن كان قدم شيئا للشعب أولم يقدم إلى جانب أن عبد الناصر جاء بدبابة  بينما مرسى جاء بإنتخابات شرعية، وذبح عبد الناصر القضاة وكان على رأسهم السنهورى ونكل بمحمد نجيب ودمر الصحف وعمل ثلاثة دساتير وثلاثة تنظيمات فى ظرف عشر سنوات كل ذلك بادعاء الثورة ولم ينزل أحد أمامه  فعندما ينفرد مرسى بالسلطات الثلاث ولا يطعن عليه أحد ويشبه نفسه بعبد الناصر فهو معذور خاصة وهو رجل منتخب فما فعله عبد الناصر يفعله آخرون وبطرق مختلفة أسوأهم مرسى لكن الأسوأ الذى بدأ فلابد أن نعترف بأن الخطأ جاء من أيام عبد الناصر.

■ هل نزلت التحرير الأيام الماضية؟

- لم أنزل الميدان هذه المرة أوالمرة الماضية لأن المسألة كما ذكرت كانت واضحة من يوم 24 يناير فكنت أرى ما سيحدث لأن كل المعطيات كانت موجودة لذلك تنبأت بالنهاية لأننى أعلم خلفيات هذه السيناريوهات جيدا فعندما يرفع الثوار يدهم فى يد الإخوان هاتفين إيد واحدة انتهت اللعبة وظهر كل شىء كانت المعركة واضحة عسكر وإخوان اتفقوا وركب الإخوان، فيكفى أن تشتمى رائحة الحريق حتى تعلمى بوجوده .

■ إذن كيف ترى الحل للخروج من هذه الأزمة؟

- حتى نخرج من فخ القرون الوسطى لابد أن نعترف بالواقع لأن الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة لها مواصفات لم نقيمها حتى الآن كنا قبل 52 على مشارف دولة مدنية حديثة لكن لم تكتمل، المشكلة ليست فى الإخوان لكنها للأسف فى النخبة والشباب لأن الشباب لايرون الشعب المصرى خلفهم فالشباب واعا لكن قطاعا كبيرًا من الشعب المصرى يعانى من أزمة وعى، فعندما ضربت حرية البحث العلمى فى الجامعات منذ أيام عبد الناصر أصبح لدينا رؤساء جامعات جهلة أو فاسدون وهكذا نكون كسرنا عمود الجامعة والتعليم فى مصر لأن أى تعليم لابد أن يقوم على حرية التفكير وحرية البحث العلمى فلابد أن يتعلم الأطفال كيفية البحث والشك والتغيير لكن عبد الناصر ضرب عرض الحائط بكل شىء حل مجلس الشعب والشورى وكل الأحزاب ما عدا الإخوان فالحل أننا عندما نبنى بيتا لابد أن ندرس التربة مميزاتها وعيوبها حتى نبنى على أساس مظبوط.

■ كيف ترى إتحاد القوى المدنية حاليا هل سيحدث شىء إيجابى فى رأيك؟

- الاتحاد صح لكن ماذا بعد الاتحاد لابد أن يتحدوا حول شىء واحد وينكروا ذواتهم حوله ويقدموا أهدافًا واضحة فيجب أن يصروا على الليبرالية والديمقراطية ويرفضوا إقامة أحزاب دينية سواء إخوانية أو سلفية لأن الحزب الدينى لا يستقيم مع النظم الديمقراطية، كما أن شعاره دائما يكون التحدث باسم الله فهو رجل مؤمن وبالتالى لابد من تصديقه ولا يحق لأحد مراجعته ثم أنهم يتحدثون بأصوات عالية ولا يستطيع أحد التحدث معهم لذلك يجب على القوى الثورية والليبرالية أن تعترف بخطئها أولا وتبدأ من جديد كما لو أننا كنا نمشى فى طريق الغابة ووجدنا أمامنا أسودًا فهنا علينا العودة والخروج من طريق آمن.

■ هناك من يقول بأن الإخوان لن يزول نظامهم سوى بمذبحة وحرب أهلية، والبعض يرى أن غباءهم سيعجل بزوالهم؟

- أؤيد الفكرة الثانية لأنهم بالفعل أغبياء ولديهم شهوة الانتقام وحمى الانفراد بالحكم كما أرى أن كثيرين من قادتهم غير مؤمنين لأنه ليس من الممكن أن يكذب  المؤمن أو يبيع بلده ولا يمكن أن يحنث بيمينه ثلاث مرات هذا غير مؤمن ولا يخشى الله هم يرددون كلمة الله للمزايدة بمناسبة وبدون مناسبة لأنهم يبحثون عن مصالح شخصية فعلى سبيل المثال ما الذى يمنع مرسى حاليا من تطبيق الشريعة وإصدار قانون بمنع الخمور فى مصر نهائيا أو منع لعب القمار أوتطبيق حد الزنى أو السرقة فهو حاليا رجل محصن ولا يجوز لأحد الطعن على قراراته، كل ذلك  لن يستطيعوا تطبيقه لأن هذه الأشياء تؤذيهم هم يفعلون ما يحقق مصالحهم فقط والكلام بالدين كان يحقق لهم مصلحة لحد معين ثم يتراجعون بعدها وهكذا فوجود الإخوان مرهون بمدى مقاومتنا ومرهون بغبائهم هم تجبروا بسرعة وبذلك يعجلون بنهايتهم.