الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فخورون باستشهاده بعد 50 عاما من البحث

فخورون باستشهاده بعد 50 عاما من البحث
فخورون باستشهاده بعد 50 عاما من البحث




الفيوم - حسين فتحى


50 عاما بالتمام والكمال انتظرتها أسرة المجند عبدالحميد طه عبدالحميد ابن قرية التوفيقية التابعة لمركز سنورس بالفيوم، منذ استدعائه للقوات المسلحة فى شهر فبراير من عام 1967 بعد قضائه سنوات أثناء حرب اليمن والذى عثر بجوار رفاته على 3 رصاصات و35 قرشا وبطاقة هوية وخطاب الاستدعاء.
أهالى الشهيد والدته وشقيقيه انتظر عودته لأحضان أسرته، ربما يكون أسيرا لدى جيش العدو، وربما تكون جرفته قدماه صوب نهر الأردن، كلها كانت أمنيات وتوقعات حسب  تأكيدات العرافين وضاربى الودع الذين خدعوا الأسرة وسلبوا أموالها لسنوات طوال  بزعم أن الفقيد على قيد الحياه.
ظلت أسرته لمدة 18 ألفا و250 يوما والعائلة تبحث عنه، وتتصارع داخل آذهانهم الأمنيات والهواجس ما بين  ربما يكون فى سجون الأسرائيليين، أو فى بلاد الشام والحجاز، لكن هيهات والأنتظار قد طال، ماتت الأم بعد 5 أعوام من اختفائه، رحلت شقيقته الكبرى آمنة بعد عام من اختفائه، ومات الشقيق الأصغر حسن بعد 46 عاما من الانتظار.
وكان الشهيد عبدالحميد مرتبطا بإحدى فتيات قريته خاصة أنه كان معلما بمدرسة التوفيقية الابتدائية، وقبل ذهابه لمهمته العسكرية الثانية، قدم لخطيبته «شبكة»  فى شهر ديسمبر من عام 1966، على أمل قضاء مهمته الوطنية والعودة للزواج.
نجاح عبدالسميع عبدالحميد ابنة عم الشهيد وزوجة شقيقه حسن الذى توفى قبل 4 سنوات، تقول: اليوم فقط تأكدت أن أبن عمى  قد استشهد، خاصة أن أختفاءه قد قارب على الخمسين عاما، إلا أننا نعتقد أنه ما زال حيا.
وقالت نجاح: تركت مدرستى بعد اختفاء ابن عمى الذى كان يعلمنى أسس الكتابة والقراءة، وكان يحسنى على حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية.
ويضيف محمد عبد السميع ابن عم الشهيد قائلا: عدت من العمرة أمس، لأجد أسعد خبر فى حياتى وهى العثور على رفات أبن عمى البطل الذى ترك مدرسته، رافضا الذهاب لوداع والدته، ملبيا نداء الوطن للمرة الثانية بعد حرب اليمن.
وأشارت إلى أن  قريتها ودعت شهيدين خلال حرب الاستنزاف، لكن ابن عمها لم تعرف هى وأهلها مصيره، إلا بعد 4 سنوات من اختفائه، حيث صدرت له شهادة «فقد» من القوات المسلحة، وهوما أصاب أم الشهيد «بالحزن» فرحلت عن الدنيا حزنا على فقدان نجلها، خاصة أنها قد جهزت منزل الزوجية وهو عبارة عن 3 «مقاعد»  بالدور الثانى والاسم الذى كان يطلق على الحجرات حاليا.
ومرت الأيام والسنين والدجالين والعرفاين وضاربى الودع يؤكدون أن عبدالحميد حيا ويعيش فى إسرائيل تارة، وفى بلاد الشام والحجاز تارة أخرى.
يشار إلى أن طبيعة أهل الريف فى فترة الستينيات والسبعينيات، كانوا يصدقون هذه الرويات والخرافات على أمل العودة، لكن المفاجأة  أن رفات ابن عمة تم العثور عليها أمس الأول وسط رمال سيناء الطاهرة، وبجوارها متعلقاته وهى عبارة عن خطاب الاستدعاء وبطاقته الشخصية و3 رصاصات، والغريب أن بيادته العسكرية وجدت كما هى وكأنه متوفيا منذ شهر.
وفى غضون ذلك يطالب طه عبد السميع ابن عم الشهيد ووالد لاعب الأنتاج الحربى «طارق» بإطلاق اسم الشهيد على مدرسة التوفيقية الأبتدائية التى قضى فيها حياته تلميذا صغيرا ثم مدرسا حتى عام 1967وابن عمه ولد فى 1942 وحاصل على دبلوم المعلمين.
يذكر أن بعض العاملين بمشروع الطريق الدولى بمحافظة سيناء قد عثروا على رفات الشهيد وبجواره على خزنتين لسلاح آلى وبطاقته الشخصية ومبلغ 35 قرشا وخطاب الاستدعاء وآخر من شقيقه بالفيوم وورقة مدون بها اسم الوحدة التابع لها ورقمه العسكرى.