الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تأثير الدراما أقوى من محاضرات التوعية

تأثير الدراما أقوى من محاضرات التوعية
تأثير الدراما أقوى من محاضرات التوعية




كتبت- علياء أبوشهبة


مع تصاعد معدلات الإدمان وظهور هذه المشكلة بين السيدات لنسبة يقدرها دكتور تامر حسنى أخصائى العلاج النفسى فى صندوق مكافحة الإدمان بمجلس الوزراء، بحوالى 27% من إجمالى أعداد المدمنين فى مصر، وهو ما تناولته الأعمال الدرامية، وتستعرض روزاليوسف مدى قدرة الدراما فى نقل صورة حقيقية للمشكلة.
أفلام الثمانينيات والتسعينيات
بدأت الدراما تقدم شخصية مدمنة المخدرات من بداية الثمانينيات أدت الممثلة نبيلة عبيد شخصية السيدة المدمنة فى فيلم «الوحل» إنتاج عام 1987، وقامت بدور زوجة ضابط تسقط فى دائرة الإدمان بتدبير من عصابة تتاجر فى المخدرات.
«الضائعة» من أشهر الأفلام التى قدمتها الممثلة نادية الجندى، وهو من قصة الكاتبة حسن شاه، ويحكى قصة ممرضة سافرت للعمل فى دولة عربية وعادت لتجد زوجها طلقها غيابيا وتزوج من سيدة أخرى مستغلا مدخراتها ويمنعها من رؤية طفليها؛ فتتجه للإدمان، وهو من إنتاج عام 1986.
الممثلة مديحة كامل قدمت شخصية المدمنة فى فيلم «المزاج» إنتاج عام 1991، وقدمت فيه شخصية «جميلة» التى يتم سجنها وتدخل فى نزاع مع تاجرة مخدرات تدفعها إلى الإدمان، وبعد خروجها من السجن تتعافى ثم تقتل تاجرة المخدرات انتقاما منها.
قدمت الممثلة منى زكى شخصية الفتاة المدمنة من خلال دورها فى فيلم «القتل اللذيذ» إنتاج عام 1998، وقامت بدور الفتاة الجميلة البريئة التى تدفع ثمن دفاع والدتها المحامية عن متهمة بالقتل ضد تاجر مخدرات فينتقم منها بدفع ابنتها للإدمان.
تحت السيطرة
أروى جودة قدمت دور المدمنة فى فيلم «زى النهاردة» وظهرت من خلاله فى دور سيدة مدمنة انتحرت أثناء حملها خوفا من إدمان رضيعها، والفيلم إنتاج عام 2008.
ومن أبرز الأعمال الفنية التى رصدت مشكلة الإدمان لدى السيدات كان مسلسل «تحت السيطرة» الذى عرض عام 2015 وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه، وهو من بطولة نيللى كريم التى جسدت شخصية سيدة تعافت من الإدمان ودفعتها مشاكلها للعودة مرة أخرى ثم تعافت بعد سنوات عديدة.. وكانت شخصية «هانيا» الفتاة الصغيرة التى أدمنت فى سن مبكرة من أكثر شخصيات مسلسل «تحت السيطرة» تأثيرا فى الجمهور، وأدت دورها الممثلة جميلة عوض، وكان أول أعمالها الفنية.
قدمت الممثلة عفاف شعيب دور أم أدمنت مخدر الترامادول فى مسلسل «الكيف»، وهو النسخة التليفزيونية من الفيلم الشهير، وعرض عام 2016.
الدراما أكثر تأثيرا
يعتبر دكتور عبدالرحمن حماد، مدير وحدة علاج الإدمان سابقا فى مستشفى العباسية مسلسل «تحت السيطرة» بأنه أفضل الأعمال الدرامية التى عبرت بصدق عن واقع المدمنات، موضحا أنه ساهم فى زيادة الإقبال على العلاج؛ لأن الدراما مؤثرة وتصل للناس كما أنها أكثر تأثيرا من آلاف المحاضرات.
وعلق حماد على أفلام التسعينيات التى تناولت المرأة المدمنة بصورة لم تكن مبنية على حقائق علمية كثيرة، لكن اتسم التناول الفنى بالتركيز على ارتباط المخدرات بالجنس؛ وهى حقيقة لكن التناول يغفل صورًا أخرى من الإدمان، يمكن أن تكون مريضة إدمان سيدة منزل محترمة، أو موظفة محترمة تتعاطى الترامادول لكى تزيد طاقتها الإنتاجية وتتمكن من إعالة أبنائها، بالتالى يدخل دائرة الإدمان شخصيات ملتزمة ومتدينة، مضيفًا: إنه رغم تنوع شرائح المدمنين لكن تظهر بنسبة أكبر لدى الشريحة العمرية الأصغر سنا.
فيما اعتبرت «فاتن» اسمًا مستعارًا لمرشدة نفسية، متعافية من الإدمان، طلبت حجب هويتها، أن مسلسل «تحت السيطرة» نقل صورة حقيقية عن المدمنين وعرض وجهة نظر المعالجين، لكن لم يعرض الصورة من الناحية الطبية وتجاهل دور الطب بخلاف أفلام التسعينيات التى أظهرت دور الطبيب فى الحديث عن أعراض الانسحاب وتجاهلوا إلقاء الضوء على علاجه.