الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تأييد إسلامى - مسيحى لمساعى الأزهر والفاتيكان لنشر السلام

تأييد إسلامى - مسيحى لمساعى الأزهر والفاتيكان لنشر السلام
تأييد إسلامى - مسيحى لمساعى الأزهر والفاتيكان لنشر السلام




كتب - صبحى مجاهد


اتفق عدد من علماء الدين الإسلامى والمسيحى وقادة سياسيين على تأييد مساعى السلام التى اتفق فيها كل من شيخ الأزهر د.أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرانسيس، حيث أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر أن الأزهر الشَّريف يقوم بجهود مكثفة ويقود حملة عالمية لإرساء السلام العالمى ومكافحة الأفكار المتطرفة وجماعات العنف والإرهاب، موضحًا أنَّ الأزهر يبذل كل الجهود الممكنة لتأصيل مبدأ المواطنة والتنوع والتكامل بين الشعوب والحضارات والثقافات المختلفة، لأن التنوع هو أساس الوجود فى الكون ولا ينبغى أن يستغل فى زرع الصراعات والعنصرية بين الشعوب.
وأشار إلى أنَّ الأزهر له جهود كبيرة ومكثفة يقوم بها فى هذا الشأن، وذلك من خلال الجولات الخارجية لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقوافل السلام التى يوفدها الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين إلى عواصم العالم، ومبعوثى وخريجى الأزهر فى أكثر من مائة دولة، وجولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب والتى عقدت منها أربع جولات فى أربع دول، وها هى العاصمة المصرية القاهرة تحتضن الجولة الخامسة، كذلك مرصد الأزهر بإحدى عشرة لغة أجنبية فضلا عن العربية، لمواجهة الأفكار المتطرفة عبر الإنترنت، كذلك هناك جهود كبيرة داخل مصر عبر وعاظ الأزهر والقوافل الدعوية والحوار المجتمعى ومبادرات الأزهر للشباب لتحصينهم من الوقوع فى براثن الفكر المتطرف.
فيما أكدت الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطنى الاتحادى لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن السلام مطلب حيوى وأمر حتمى للعالم أجمع، وهو لن يتحقق إلا بتحملنا مسئوليتنا تجاه اختلافاتنا الإنسانية، وأن نسعى للبحث عن المشترك بيننا ونقبل المختلف بيننا.
وأكدت القبيسى أن قيام الأزهر بعقد مؤتمر عالمى فى حضور رموز وقامات دينية وسياسية وفكرية وثقافية لها جهود وأدوار واضحة فى السعى نحو السلام يوجب علينا التقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لدعوته لهذا المؤتمر، منوهةً إلى أنه من المؤشرات الإيجابية أن يناقش موضوع السلام بتنظيم من الأزهر الشريف الذى كان ولا يزال صرح عريق للاعتدال، وقلعة شامخة للدفاع عن التعايش والتسامح، على أرض مصر الشقيقة، أرض السلام، مهد الحضارة، وملتقى الأديان والثقافات.
وأوضحت القبيسى أن السلام لابد وأن يتحقق بالحوار الذى هو السبيل لبناء المشتركات وتكريس التفاهم وأسس التعايش، فالتعايش ثراء وتنوع وتفاعل حضارى بنَّاء، مشيرة إلى أن لم يعد السلام مفهوما مرتبطا بالعلاقات بين الدول، بل بات مطلوبا وبإلحاح داخل كل دولة على حدة، كونه ركيزة جوهرية للاستقرار والعيش المشترك بين المكونات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية للدول، باعتبار أن الاحترام المتبادل وقبول الآخر ثوابت تنطبق على الأفراد كما تنطبق على الدول.
بينما قال الأب فيتويو يناري، مسئول  -العلاقات الإسلامية المسيحية بجمعية سانت إيجيديو فى كلمته إن السلام منحة من الله ويجب علينا أن نشعر بالمسئولية نحو الأكثر فقرًا، كما يجب علينا أن نوقن أن الجميع ليس لديهم القدرة على مساعدة الفقراء.
وأضاف الأب ينارى يجب أن نفكر دائما فى إخواننا وأبنائنا الذين سقطوا جراء الحوادث الإرهابية التى ضربت كنيستى طنطا والإسكندرية وكانوا ضحايا مشروعات متطرفة تهدف إلى هدم السلام وضرب المواطنة بين أبناء المجتمع الواحد.
ووجه ينارى الشكر لفضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان لجهودهما الحثيثة فى ترسيخ السلام فى العالم، مضيفًا أنهما لا يخشيان التضحية بأنفسهم ضد من يريدون الانقسام والشر من أجل أن يعم السلام.
فيما قال الدكتور عبدالعزيز التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، إن آيات القرآن الكريم تدل على أن الأصل فى التعامل مع غير المسلمين هو السلام والتفاهم، لا الحرب والتخاصم، وقد وردت كلمة السلام بمشتقاتها فى القرآن الكريم مائة وأربعين مرة، بينما وردت كلمة الحرب بمشتقاتها ست مرات فقط، مذكرًا بقول الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، فى رسالته إلى مالك بن الأشتر عندما ولاّه مصر: «الناس صنفان، إما أخ لك فى الدين، أو نظير لك فى الخلق».
وأوضح التويجرى أن ثقافة السلام هى القاعدة العريضة لثقافة الحوار على مختلف الأصعدة، النابعة من الأديان السماوية، وأن السلام هو الغاية المبتغاة من جميع البشر لا فرق بين المسلمين وبين غيرهم من أتباع الأديان الأخرى، فكلهم سواسية فى الجنوح للسلم، وشركاء فى بناء أسسه والحفاظ عليه، والدفع بالعوارض التى تعوقه، وإزالة الموانع التى تحول دونه، منوها إلى أن السلام هو المظلة التى يجتمع تحتها الناس لتقيهم شر النزاعات، وتجنبهم زمهرير التوترات التى تفضى بهم إلى نشوب الحروب والصراعات.
وأكد التويجرى أن الأزهر الشريف يمثل منبر الوسطية والاعتدال ويمثل الدين الإسلامى فى أبهى صوره وتجلياته، وأن انعقاد مؤتمر الأزهر العالمى للسلام يأتى فى ظل تحولات وتطورات متلاحقة تمثل تحديات جسيمة فى واقعنا المعاصر، فجاء هذا المؤتمر لبحث هذه التحديات التى تواجه السلام العالمي، ولتدارس السبل الكفيلة بالتغلب عليها، ولوضع خريطة طريقٍ تعزز أمن الأوطان والمجتمعات، وتعمل على بناء القاعدة المتينة للسلم الأهلي، وللوئام المجتمعي، وللعيش المشترك فى ظل العدل الشامل، والأمن الوارف، والتوافق الجامع.
بينما قال الدكتور عبدالقادر على إبراهيم، وزير الأوقاف الصومالى السابق، إن تعانق الحضارات وانسجام جهود الأرواح المؤمنة تتمثل فى إمام المسلمين وأعلى رمز إسلامى وهو د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، متكاتفين لنشر السلام إلى البشرية جمعاء ونبذ العنف والتطرف فى رحاب الأزهر الشريف.
فيما أكد المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت: إن قداسة البابا فرانسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية فى العالم جاء إلى مصر أرض الكنانة، وقلب العروبة النَّابض، وإلى المرجعيَّة الإسلاميَّة العالميَّة الأولى الَّتى يُمثلها الأزهر الشَّريف ليلتقى بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، من أجل التَّقارب والتَّصافى بين أهل الأَديان ومن أجلِ تعزيز التعاون والمحبَّة فى صفوف مؤمنيها وإِقامة السَّلام المبنى على العدالة وإِيصال الحقوق إلى أصحابها، موضحًا أنَّنا خلقنا جميعًا من طينة واحدة، وأَّن لنا ربًا هو الإله الواحد الأحد الَّذى نعبده جميعًا والذى نحن إليه راجعون.
وأضاف رئيس أساقفة بيروت، أننا اليوم أمام سعى جديد يصل إلى ذروة تجليه عبر هذا التَّلاقى الكبير بين المسيحيَّة بشخص قداسة البابا فرانسيس والإسلام بشخص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يهدف إلى إزالة العوائق، والالتباسات الفكرية والعقائدية، وإعادة الحوار بين أدياننا، ويصحح التَّفاسير الخاطئة ويوضح ملابستها وينقل إلى الأجيال الجديدة فى المدارس والجامعات بصورة واضحة كل الغنى الفكرى والإِنسانى لتعاليمنا المشرقة.
وأكد المطران بولس أن السلام الحقيقى تخدمه ثقافة تنشر وتغذى بروح الإيمان بالإنسان والأخوة والتضامن البشريين من دون حدود، موضحًا أنه بناء إِنسانى يرتفع يومًا بيوم عبر الإِرادات الصالحة والمتصالحة، والملتقية على الأهداف النبيلة عبر تعدد دينى أمر الله به فكان، قائلاً: «نحن ممتلئون فخرًا واعتزازًا لاتخاذ مؤتمر الأزهر الشريف هذا البعد العالمى منطلقًا جديدًا ومتقدمًا للحوار القائم بين المسيحية والإسلام.