الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عمامة وإناءان» ثلاثى التسامح بالمتحف الإسلامى

«عمامة وإناءان» ثلاثى التسامح بالمتحف الإسلامى
«عمامة وإناءان» ثلاثى التسامح بالمتحف الإسلامى




كتب- علاء الدين ظاهر


وسط الكنوز التى يمتلئ بها المتحف الإسلامي، رصدت «روزاليوسف» اليومية عددا من القطع الأثرية التى تؤكد على تسامح الدين الإسلامى والحضارة الإسلامية مع أصحاب الديانات الأخرى خاصة المسيحية، وأن من ينتمون لهذه الديانات عاشوا بحرية فى ظل الحضارة الإسلامى حتى أبدعوا آثاراً مختلفة فى ظل امتزاج الفن الاسلامى والمسيحى.
ومن هذه القطع الأثرية فى القاعة 2 جزء من إناء خزفى ذى البريق المعدنى «مصر- العصر الفاطمى - القرن4 -5هـ/ 10-11م»، ويُزين التحفة رسم للسيد المسيح بحسب اعتقاد البعض وهو ملتح وذو شعر طويل ويحمل كتاباً يرجح أنه الإنجيل ويبدو أنه يعطى البركة بيده اليمنى، حيث ترمز اثنان من أصابعه إلى الطبيعة المزدوجة للسيد المسيح بينما يعتقد البعض أن الثلاثة أصابع الأخرى تشير إلى رسم علامة ألفا وأوميجا فى إشارة إلى مقطع من سفر الرؤيا للقديس يوحنا وقد تكرر هذا الموضوع فى الفن المسيحى كما فى تصاوير دير باويط بصعيد مصر الذى يعود إلى القرن الخامس الميلادى، ويعكس تمثيل مثل هذه الموضوعات التسامح الدينى الذى تمتع به غير المسلمين فى العصر الفاطمى.
وفى القاعة  6 هناك جزء من إناء من الخزف المرسوم تحت الطلاء،عليه رسمة العذراء والسيد المسيح «مصر أو سوريا - العصر الأيوبي-القرن 7هـ /13م»،و القيمة التاريخية لهذه التحفة أنها تؤكد التسامح الدينى عند المسلمين حتى فى وقت ما عُرف بالحروب الصليبية، وتعتبر أهم التحف الخزفية الأيوبية فى العالم، حيث زخرفت برسوم منظر مسيحى قوامه رسم للسيد المسيح والسيدة العذراء كما يوجد الجزء الثانى من التحفة محفوظاً بمتحف بناكى فى إثينا وقد زخرف برسوم حوارى (أصحاب) عيسى عليه السلام. وفى القاعة 20 بالمتحف والتى تضم السجاد والمنسوجات، هناك قطعة أثار اخذت منحى مختلفاً فى تأكيد التسامح بين الأديان، حيث ظهرت أسماء غير إسلامية على التحف الإسلامية،وهو ما جاء على عمامة سمويل بن مرقص والموجودة بالمتحف برقم حفظ . 10846.
والقطعة الأثرية عبارة عن نسيج من الصوف والكتان وهى عبارة عن عمامة باسم سمويل بن مرقص «مصر – العصر الأموى أو العباسي-القرن 2-3هـ / 8 -9م، وتعتبر من أهم تحف النسيج فى العالم، وترجع أهميتها أنها ربما تضم أقدم نص كتابى بالخط الكوفى على النسيج فى العصر الإسلامى ويقرأ «هذه العمامة لسمويل بن مرقص عملت فى شهر رجب من الشهور المحمدية سنت ثمان وثمانين...»، وينسبها البعض إلى صناعة مدينة سنهور بالفيوم.