الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصر للطيران» تستقبل الرئيس التنفيذى لتحالف ستار

«مصر للطيران» تستقبل الرئيس التنفيذى لتحالف ستار
«مصر للطيران» تستقبل الرئيس التنفيذى لتحالف ستار




تحتفل شركة مصر للطيران فى السابع من مايو بعيدها الخامس والثمانين، حيث تم تأسيسها فى عام 1932، وطوال هذه السنوات ظلت مصر للطيران جزءًا مهمًا من تاريخ الوطن يتأثر به ويؤثر فيها. «الخطوط الهوائية المصرية»، «مصر إيرورك»، «الطيران العربية المتحدة»، «مصر للطيران».. أسماء مختلفة لكيان وطنى وُلد عظيمًا، عكست على مدار تاريخه مدى ارتباط هذا الكيان بالوطن مصر، سياسيًا واقتصاديًا، فمصر للطيران ليست مجرد شركة طيران، بل هى تاريخ ومجهود مشرف لأناس شغفهم حب الوطن فحاربوا لأجل تحقيق حلم كيان معنى بالطيران المدنى يحمل اسم مصر، وحتى بعد تحقق الحلم وارتفاع مكانة مصر للطيران بين مصاف شركات الطيران العالمية، ظلت التحديات قائمة، ما بين أحداث سياسية يمر بها العالم أو مصر تتأثر بها الشركة فتعمل على تخطيها، كيف لا ومصر للطيران جزء من الوطن يحمل اسمه ويجوب به سماء العالم.
ومن تاريخ مصر للطيران الملىء بالإشراقات، نستعرض بعض اللمحات فيه، وإن أردنا إفساح المجال لذكر كل صفحة فى تاريخ هذا الصرح لاستعنا بمجلدات قد لا تكفى صفحاتها لذكر جهود بذلها بكل إخلاص أجيال وأجيال لحفر هذا الاسم فى سماء العالمية، منذ نشأته حتى عامه الخامس والثمانين الذى نحتفل به.
وفى عام 1980 أصبح المهندس محمد فهيم ريان مفوضًا عامًا لمصر للطيران ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها فى 1981 حتى عام 2002 شهدت خلالها مصر للطيران أزهى عصور النجاح والتقدم، حيث قام بوضع خطة تطوير قامت على دراسة شاملة لشبكة خطوط الشركة، ومن نتائج هذه الدراسة خلصت الشركة إلى الشكل الأمثل للشبكة، كما حددت الطرز التى تحتاجها من حيث المدى والسعة بناء على ذلك وأيضا بناء على دراسات السوق.
وقد زاد الأسطول بشكل لم تشهده مصر للطيران إلا وقتها، فتم شراء 8 طائرات إيرباص (A300-B4) لتغطية أسواق أوروبا والشرق الأوسط، ثم  3 طائرات بعيدة المدى من طراز بوينج 767/200، وتلاها شراء طائرتين من طراز بوينج 767/300 للوفاء بمتطلبات حركة النقل المتزايدة للأسواق البعيدة، تلا ذلك شراء 7 طائرات جديدة من طراز  إيرباص (A320-200) ولخدمة مناطق الجذب السياحى فى مصر ولنقل الحركة السياحية إليها من الخارج مباشرة، قامت الشركة بشراء 5 طائرات جديدة من طراز بوينج 737/500. بالإضافة إلى شراء 3 طائرات بوينج 777/200 و3 طائرات آيرباص (A340-200) فائقة المدى لتغطية متطلبات سوقى أمريكا الشمالية واليابان، وتلى ذلك شراء 4 طائرات ايرباص (A321-200) لخدمة سوق الطيران العارض الجديد والواعد. وبذلك بلغ إجمالى تكاليف عمليات الإحلال والتجديد لأسطول الشركة ما يزيد على 3,112 مليار دولار.
وفى اتجاه مواز قامت الشركة بتطوير بنيتها التحتية ففى مجال التدريب زُود مركز التدريب بمحاكيات طائرات البوينج 707 و737 ومحاكيات إيرباص، إضافة إلى محاكيات تدريب أطقم الضيافة على أعمال خدمة الركاب وإجراءات الطوارئ والإخلاء السريع، كما تم إنشاء مجمع هندسى مجهز فنياً بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الدعم الفنى للطائرات وملحقاته من هناجر وورش، ووحدات تعمير وإصلاح واختبار المحركات. أما القطاع التجارى فأصبح قطاعاً ضخماً يضم بين جنباته خمس إدارات كبيرة، هى الإدارة العامة للمبيعات، إدارة البحوث التجارية، إدارة الشئون الدولية، إدارة الخدمات السياحية، وإدارة المحطات.
كما شهدت هذه الفترة إنشاء المجمع الإدارى للعاملين بالشركة ومستشفى مصر للطيران على أعلى مستوى خدمى.
تم تشكيل أول وزارة للطيران المدنى فى 2002 وأصبحت مؤسسة مصر للطيران شركة قابضة، تتبع مباشرة وزارة الطيران المدنى وتم تحويل القطاعات التى كانت موجودة فى السابق إلى شركات تابعة بدأت بشركة الخطوط، وشركة الصيانة والأعمال الفنية، وشركة الخدمات الأرضية، وشركة الخدمات الجوية، وشركة الشحن، وشركة السياحة والأسواق الحرة، إضافة إلى شركة الخدمات الطبية، وتمثل أول النجاحات فى الثوب الجديد فى حصول الشركة على شهادة الأيوزا التى تمنحها المنظمة الدولية للنقل الجوى (أياتا) كأول شركة طيران فى أفريقيا والمنطقة والسابعة عشرة فى العالم تحصل على هذه الشهادة وذلك فى 2004، ثم أُنشأت شركتى إكسبريس للخطوط الداخلية والصناعات المكملة، يلى ذلك تلقى مصر للطيران لدعوة من اتحاد ستار العالمى للانضمام إليه وقد انضمت بالفعل فى 2008 لتصبح العضو الحادى والعشرين فى أكبر التحالفات العالمية فى مجال صناعة النقل الجوي.
ومواكبة لهذا النجاح العالمى، افتتحت مصر للطيران مبنى الركاب رقم 3 فى مطار القاهرة الدولى والذى أصبح مركزًا لرحلات مصر للطيران وباقى شركات تحالف ستار.
وفى عيد مصر للطيران الثالث والثمانين، تم افتتاح المرحلة الأولى من متحف الشركة ليخلد تاريخها ومجهودا، متضمنَا مجموعة نادرة من الصور التاريخية والنماذج المجسمة لأسطول مصر للطيران منذ نشأتها وصور تاريخية لأبرز الشخصيات فى تاريخ الطيران المدنى ومصر للطيران والمؤسسين للشركة الوطنية والذين كان لهم علامات بارزة فى النهوض بالشركة على مدى تاريخها كما يضم المعرض صورًا لسكوك عملات معدنية وطوابع بريد تحمل شعار مصر للطيران فى مراحل تاريخية مختلفة وكذلك صور لبعض القادة والزعماء والمشاهير العالميين والمصريين والذين سافروا على متن رحلات مصر للطيران.
وكركن اقتصادى ووطنى هام فى مصر مرتبط بكل ما يشهده الوطن من لحظات فرح بمشاريع عملاقة، كانت مصر للطيران الناقل الرسمى لحدثين من أهم الأحداث التى شهدتها المنطقة العربية بل والعالم أجمع، وهما المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ فى مارس 2014 وافتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015 لتحمل فرحة مصر بالتغيير الذى يشهده للعالم أجمع لمسافريها وعلى متن طائراتها.
وخلال احتفالاتها بعيدها الخامس والثمانين استقبل صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران جيفرى جو الرئيس التنفيذى الجديد لتحالف ستار العالمى وذلك فى مقر الشركة الوطنية بالقاهرة.
جاءت هذه الزيارة فى إطار الزيارات المستمرة التى تقوم بها إدارة تحالف ستار للشركات الأعضاء للتشاور فى المبادرات الجديدة ومتابعة تنفيذ المشروعات المشتركة فى مجالات خدمة الركاب والأنظمة الإلكترونية وبرامج المسافر الدائم وغيرها.. وفى هذا الصدد، أعرب مسلم عن ترحيبه بزيارة رئيس التحالف للشركة مؤكداً أهمية هذا اللقاء والذى يتم بشكل دورى تقييماً لأداء الشركة وأنشطتها.. وقال إنه تم عقد جلسة  تناولت منافشة التطورات الاستراتيجية الخاصة بالتحالف والتى تتضمن المميزات المقدمة للعملاء من قبل الشركات الأعضاء وكذلك تم طرح عدد من مشروعات التطوير الهامة وخطة العمل الخاصة بعام ٢٠١٧، والتى تصب جميعها فى مصلحة وخدمة عملاء التحالف ومصر للطيران حول العالم.
وأكد مسلم أن مصر للطيران تساهم بدور فعال فى تنفيذ استراتيجيات تحالف ستار العالمى، خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتى تنعكس بالإيجاب على خدمة عملائها  وتقديم أفضل التقنيات لسفر الركاب.  
وخلال تفقده متحف مصر للطيران بمقر الشركة قدم رئيس تحالف ستار التهنئة لمصر للطيران والعاملين بها بمناسبة مرور ٨٥ عاما على انشائها.
يذكر أن مصر للطيران انضمت رسميا لتحالف ستار فى عام  ٢٠٠٨ لتصبح العضو الحادى والعشرين فى التحالف الذى يضم حالياً ٢٨ شركة طيران  من اكبر الشركات حول العالم وتمتده شبكة خطوطه الى مايقرب من ١٣٠٠ مطار فى ١٩٠ دولة حول العالم .
وفى نفس الوقت الذى تحتفل مصر فيه بمرور خمس وثمانين عاماً على إنشاء مصر للطيران جاءت دعوات برلمانية أنه نظرًا لعدم استغلال إمكانيات شركة مصر للطيران بشكل صحيح، أعلن النائب عمرو الجوهرى، وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان أنه سوف يتقدم بمقترح للجنة الاقتراحات والشكاوى بالبرلمان بشأن إسناد شركة مصر للطيران لإدارة أجنبية، وهو ما شهد اعتراضاً من لجنة السياحة والطيران المدنى على هذا الاقتراح، مؤكدين أن شركة مصر للطيران شركة وطنية لا يمكن إدخال إدارة غير مصرية فيها، لأن ذلك سوف يؤدى إلى تخصيصها.. فى البداية رفض النائب رياض عبد الستار عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، اقتراح النائب عمرو الجوهرى وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بشأن إسناد شركة مصر للطيران لإدارة أجنبية نظرًا لسوء الإدارة الحالية للشركة، مؤكدًا أنه اقتراح مرفوض بشكل نهائى لأنها شركة وطنية مهمة.
وقال «عبدالستار» إن شركة مصر للطيران تحقق إنجازات ملموسة على أرض الواقع ومشهودا بها فى العديد من الدول، مؤكدًا أنه يوجد هناك خبراء مصريون فى مجال الطيران على مستوى عالمى فى جميع أنحاء العالم.
وأضاف عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بالبرلمان أن إسناد الإدارة لشركة وطنية كبيرة مثل شركة مصر للطيران يعد خصخصة للشركة، وهو ما يعيدنا إلى 10 سنوات من التخلف، مؤكدًا أنه لا يمكن التفريط فى شركة كبيرة مثل مصر للطيران أيًا كان السبب.
كما قال النائب أحمد إدريس وكيل لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إن اقتراح النائب عمرو الجوهرى بإسناد شركة مصر للطيران لإدارة أجنبية هو أمر غير محبب.. لأن الإدارة يكون داخل فيها سياسات الدولة، ومن الممكن أن تؤثر الإدارة الأجنبية للشركة فى الأمن القومى المصرى، وبالأخص أن شركة مصر للطيران هو أهم الشركات الوطنية.. وأوضح «إدريس» أنه يمكن الاستعانة بالخبرات الأجنبية وتغيير هيكلة الشركة فى الأقسام التى بها تقصير أهمها التسويق، مؤكدًا على أهمية الاستعانة بالخبرات الأجنبية فى عملية التسويق واستهداف هدف معين والعمل على تنفيذه ويكونوا مسئولين عن تنفيذ والوصول إلى هذا الهدف.
بينما أيد النائب سمير شاهين عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، اقتراح النائب عمرو الجوهرى وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بشأن إسناد شركة مصر للطيران لإدارة أجنبية نظرًا لسوء الإدارة الحالية للشركة، وعدم استغلال الإمكانيات الموجودة لدى الشركة.
وقال «شاهين» إن وزير الطيران المدنى الحالى يقوم بتقديم الوعظ وخطط، ولكن لا يوجد عمل حقيقى على أرض الواقع داخل الشركة مضيفًا أنه لا يوجد رقابة صارمة فى الوقت الحالى على العاملين فى الشركة، وأن هناك من العاملين على غير كفاءة كما أن هناك ضعفًا فى التسويق للشركة مقارنة بالشركات فى الدول الأخرى.