الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدولار ينتصر على «التموين».. ويقرر: الفقراء ممنوعون من السلع الرمضانية

الدولار ينتصر على «التموين».. ويقرر: الفقراء ممنوعون من السلع الرمضانية
الدولار ينتصر على «التموين».. ويقرر: الفقراء ممنوعون من السلع الرمضانية




كتب ـ إبراهيم المنشاوى

المحافظات ـ حسين فتحى وشهيرة ونيس

«يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار».. عبارة تتردد على لسان جموع المواطنين فى المحافظات، حيث إن الارتفاع الجنونى للأسعار يقتل فرحة الأهالى باقتراب موعد شهر رمضان المبارك، ففى تلك الأوقات من كل عام يتوافد المواطنون على شراء السلع الرمضانية والياميش، إلا أن الغلاء الفاحش والأزمات الاقتصادية منعت تلك العادة وحرمت الأغلبية العظمى من «لوازم رمضان».
لكن حاولت وزارة التموين تهدئة الأوضاع، فأعلنت أنه سيتم توفير كميات كبيرة من اللحوم والسلع خلال شهر رمضان، حيث اتفقت مع شركات الدواجن لضخ 20 ألف طن لتغطية احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان بما يعادل 20 مليون فرخة.
إلا أن هناك توقعات بحدوث ارتفاعات فى أسعار الفراخ من 10: 15%، رغم وجود انخفاضات فى الوقت الحالى للفراخ والبيض، حيث يصل سعر كيلو الفراخ بالمزرعة لـ26 جنيها ويباع بـ30 جنيها للمستهلك، إلا أن التموين ما زالت تصرح بأن سيارات بيع السلع الغذائية المدعمة ستصل جميع القرى والنجوع، ولم تكتف بالمدن فقط.
ففى محافظة الجيزة، أعلنت شعبة البقالة بالمحافظة، أنه سيتم تنظيم 5 معارض للسلع الغذائية ومستلزمات رمضان قابلة للزيادة خلال شهر رمضان المبارك بسعر الجملة، 10 جنيهات لكيلو السكر بدلا من 10.5 جنيه، والأرز بسعر الجملة، واللحوم السودانية بـ75 جنيها للكيلو واللحوم الحية بسعر الجملة.
أما الإسماعيلية فتجد حالة من الترقب والاندهاش انتابت الأهالى،  عقب الارتفاع الجنونى غير المقبول على جميع السلع والمواد الغذائية الخاصة بهذا الشهر المبارك، حيث اختلت الشوارع والأسواق من المارة، خاصة أننا فى موسم سنوى للإقبال على شراء السلع والمنتجات الرمضانية.
يقول محمد عبدالسلام، موظف بالشركة القابضة لمياه الشرب: إننى اعتدت فى هذا الوقت من كل عام على شراء السلع والمنتجات الرمضانية الخاصة بالاحتياجات المنزلية، فضلا عن شراء الفوانيس لأبنائى الثلاثة، إلا أننى تفاجأت بالارتفاع الشديد فى معدلات الأسعار بطريقة لا يستوعبها عقل المواطن البسيط، فمع أول محل لبيع «ياميش رمضان» خرجت ضاربا «كف على كف» بعد أن علمت أن كيلو الفسدق بــ430 جنيها، والكاجو 385 جنيها، الأمر الذى أجبرنى على عودتى إلى المنزل بـ«خفى حنين».
ويضيف محمود مرسي، موظف بشركة مصر للتأمين، الذى التقيناه داخل إحدى الأسواق، وأكد أنه توافد إلى ذلك المكان وفى نيته ألا يشترى أى شيء بعدما سمع عن الارتفاع الجنونى فى الأسعار، مؤكدا أن تواجده فى السوق لا يتعدى فكرة «بتفرج انهاردة لأنى استحالة أشترى بكره»!
ويقول محمود رضا، أحد تجار ياميش رمضان: ارتفع سعر كيلو اللوز الأمريكى 110 جنيهات، والبندق الجولد 115 جنيهاً، وعين الجمل الأمريكى وصلت إلى 115 جنيهاً، والخروب أصبح بـ45 جنيها، والقرصية 85 جنيهاً للكيلو، والمشمشية 65 جنيهاً، وجوز الهند بـ70 جنيها، والزبيب الإيرانى 60 جنيهاً، والجولد المصرى بـ50 جنيهاً، والقمر الدين السورى بـ35 جنيهاً، أما المصرى فيتراوح من 10: 12 جنيها.
ويؤكد أن البلح ارتفاع العام الجارى ارتفاعاً غير منطقى، حيث وصل بلح غزال الأسوانى إلى 25 جنيها للكيلو، وبلح السد العالى إلى 30 جنيها، وبلح الشيخ فقد وصل إلى 27 جنيها، أما عن بلح «ع.ج.ر» فوصل سعره إلى 29 جنيهاً للكيلو، وبلح عين الجحش إلى 40 جنيها، منوها إلى أنه لابد من تعاون الأمن والتموين والتنسيق فيما بينهم لوقف مهزلة ارتفاع الأسعار.
إلى ذلك أعلن عماد حجازي، المتحدث الإعلامى باسم تموين الإسماعيلية، تخفيض أسعار السلع والمسلتزمات الغذائية لشهر رمضان فقط داخل معرض المنتزة، التى تقوم الدولة بالإنفاق عليه وتحمل تكاليفه متمثلة فى «الغرفة التجارية بمحافظة الإسماعيلية» التى تقوم بإجبار العارضين والتجار داخل المعرض بتخفيض الأسعار والبيع بسعر الجملة مقابل عدم إلزامهم بأى من النفقات أو الالتزامات المادية لعرض منتجاتهم داخل المعرض.
ويتابع: كما أن هناك إشرافاً كاملاً من مديرية الصحة، ومديرية الطب البيطرى، ومحافظ الإسماعيلية، على المعرض، فضلا عن تواجد مفتش تموين بصفة دائمة داخله، وذلك لضمان جودة وقيمة المنتجات والسلع المعروضة والمباعة لأهالى محافظة الإسماعيلية.
يشار إلى أن اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، قام بتفقد المعرض الدائم للسلع الغذائية بنادى المنتزه للوقوف على استعدادات المعرض لشهر رمضان المبارك، حيث أثنى على جميع المعروضات من السلع الغذائية وياميش رمضان، مطالبا الالتزام بتخفيض الأسعار إلى أقصى حد، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسى بضرورة محاربة غلاء الأسعار وجشع التجار.
وفى الفيوم تحدى أهالى مركز طامية, جزارى اللحوم، بعد رفعهم سعر الكيلو من 90 جنيها إلى 110 جنيهات خلال الأيام الماضية, ما جعل نحو نصف مليون مواطن ـ سكان المركز ـ يتفقون فيما بينهم على منع شراء اللحوم من الجزارين إلى أن يتم خفضها إلى 70 جنيها للكيلو, وهو التصرف الذى دفع بعض مواطنى المراكز الأخرى إلى اتخاذ نفس الموقف.
محمد بخيت، مدرس، يرى، أن جشع الجزارين زاد عن الحد، خاصة أن سعر الكيلو وصل إلى 110 جنيهات وهو سعر مغال فيه ولا يتناسب مع دخول البسطاء من أبناء مركز طامية، مؤكدا أن هناك العشرات من مربى الماشية الذين يقومون بتربية آلاف القطع فى مزارعهم الكبيرة من الفيوم، ما يجعل أسعار اللحوم منخفضة عن باقى مدن الجمهورية وليس الفيوم وحدها.
ويلفت مؤمن العمدة، مربى ماشية، إلى أن بعض الجزارين فى مراكز المحافظة يستغلون عدم وجود متابعة ومراقبة لهؤلاء المبتزين الذين يقومون بذبح «الأبقار الكبيرة» و«إناث الماشية» وبيعها على أساس أنها «عجول لبانى» بالمخالفة لشروط الذبح وقرارات محافظ الفيوم، التى تقضى بمنع ذبح إناث الحيوانات بمختلف أنواعها.
وتقول فتحية على سعداوى، ربة منزل: إنها قررت مقاطعة اللحوم والاعتماد على ما تربيه من الدواجن والبط, خاصة أن شهر رمضان على الأبواب، ولولا قرار المقاطعة الذى اتخذه أبناء المركز لوصل سعر كيلو اللحوم إلى 150 جنيها، لافتة إلى أنه فى حالة نفاد مخزونها من الدواجن والطيور سيكون البديل «الفول المدمس» و«الجبن القريش» بدلا من ذل الجزارين.
ويؤكد روبى مختار، موظف، أن سعر كيلو اللحوم فى وضعه الحالى يجب ألا يزيد على 90 جنيها بعد تعويم الجنيه واستقراره فى السوق المصرفية وتحديد سعر جمركى له، مشيرا إلى أن أبناء طامية امتنعوا بشكل رسمى عن شراء اللحوم، ما دفع الجزارون إلى حفظها فى الثلاجات وهى فى طريقها للعفن وإلقائها للكلاب والقطط بعد امتناع بنى الإنسان فى مركز طامية عن شرائها.