الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جيوب «المنايفة» لم تصمد أمام ارتفاع السلع الرمضانية

جيوب «المنايفة» لم تصمد أمام ارتفاع السلع الرمضانية
جيوب «المنايفة» لم تصمد أمام ارتفاع السلع الرمضانية




المنوفية - منال حسين


«أيام زمان».. كلمتان يرددهما جموع المواطنين بمحافظة المنوفية، خلال تلك الفترة، قبيل شهر الخير والبركة، شهر رمضان المبارك، بعد مقارنتهم بالأيام الحالية التى تقلصت فيها الأجور، وأغلقت أبواب الرزق فى وجوه الكثير منهم، فضلا عن الارتفاع الجنونى للأسعار إلى درجة مبالغ فيها، حتى أصبحت السلع الرمضانية وعلى رأسها ياميش رمضان فى متناول الطبقات رفيعة المستوى، وبات شراء الياميش لدى الأغلبية العظمى من شعب المنوفية «حلم بعيد المنال».
كان ذلك وراء حالة من الغضب سادت فى الشارع المنوفى بعد زيادة أسعار السلع الأساسية بنسبة تجاوزت الـ60%، فى الوقت الذى انعدمت فيه الرقابة على الأسعار من جانب مديرية التموين والتجارة الداخلية بالمنوفية، وتركت الساحة للتجار يتلاعبون بمصير المواطنين دون رقيب أو حسيب، حتى ظهرت دعوات لمقاطعة ياميش رمضان وعدد من السلع غير الأساسية، إلا أن هذه الدعوات لم تلق قبولا لدى الطبقات الغنية والمرفهة، على عكس أصحاب الطبقات المتوسطة والفقيرة.
لم يأت شهر رمضان بعد، ومع ذلك ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، فالسلع الوحيدة التى مازالت محتفظة بتسعيرتها هى السلع التموينية المتوفرة فى 450 منفذاً تموينياً بنطاق محافظة المنوفية، بالإضافة إلى 50 منفذاً آخر تابع لمشروع جمعيتي، وهى الزيت الذى مازال سعره 18جنيها لحجم 800 جرام، وكيلو السكر بسعر 11جنيها، وكيلو الأرز وصل سعره لـ9 جنيهات، فى الوقت الذى ارتفعت فيها باقى السلع الغذائية بشكل جنونى بنسبه تخطت 60%، حتى أصبح كيلو اللحمة المستوردة بـ70 جنيها، واللحمة البلدى تتراوح أسعارها مابين الـ120 و130 جنيها، أما عن الفراخ البيضة، فقد وصل سعرها لـ30 جنيها، وكرتونة البيض سجلت 36 جنيها.
وبالرغم من ثبات أسعار السلع التموينية الأساسية التى تدعمها الدولة، إلا أنها أصبحت أيضا عبئًا على المواطنين فى ظل مستلزمات أخري، ما جعل حلم شراء ياميش رمضان مستحيل للأغلبية العظمى بعد زيادة الأسعار، فالبلح الوحيد الذى يعتبر فى متناول المواطن الفقير والمتوسط بعد أن تراوحت أسعارة من 15جنيها وحتى 50 جنيها، والزبيب فقد وصل سعره 65 جنيهاً، وجوز الهند 68 جنيهاً، والفستق 245 جنيها، وعين الجمل 100 جنيه، وآرسيا 110 جنيهات، واللوز 90 جنيهاً، والبندق 255 جنيهاً، والكاجو 315 جنيهاً، وسودانى 85 جنيهاً، أما المشروبات فقط وصل سعر لفة قمر الدين 45 جنيهاً، والسوبيا 30 جنيهاً، والعرقسوس 37 جنيهاً، والكركدية 44 جنيهاً.
لكن وسط كل ذلك، تجد الشارع المنوفى فى انتظار افتتاح معارض «أهلا رمضان،، الذى أعلنت وزارة التموين والتجارة، افتتاحها غدا الأحد «15/5/2017»، بأسعار مخفضة لجميع السلع الأساسية، فى ظل غياب دور المجمعات الاستهلاكية، الموجودة بمراكز المحافظة، وخلوها من السلع الرمضانية حتى الآن، وانعدام الرؤية ما إذا كان سيتم تزويدها بالسلع أم لا.
فى البداية يقول محمود عبدالغفار نوفل، متعهد بيع صحف بمدينة شبين الكوم: إنه يعانى من ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل كبير، خاصة فى ظل ظروف الاقتصادية الصعبة، التى يدفع ثمنها المواطن الفقير، منوها إلى أن وجبة الغلبان «الفول المدمس» كاد أن يقترب من عدم التمكن من الحصول عليها بعد أن وصل سعره لـ12 جنيهاً، منوها إلى أنه سيقوم بشراء كميات بسيطة جدا من ياميش رمضان نظرا لارتفاع الأسعار، فضلا عن شراء المنتجات ذات الأهمية كالبلح والزبيب وجوز الهند فقط.. ويلفت عاطف محروس، بائع بأحد محلات مدينة قويسنا، إلى أن الطلب على السلع الرمضانية ضعيف للغاية مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار بشكل أثر سلبا على التجار قبل المواطنين.. لافتا الى أن سبب إحجام المواطنين عن الشراء حتى الآن هو ترقب وانتظار البعض افتتاح معارض «أهلا رمضان» التى تم الإعلان عنها من قبل مديرية التموين، الأمر الذى يعتبر «خراب بيوت مستعجل» للتجار.
ويشير محمود حسين، صاحب محل تجاري، إلى أن الياميش من أهم مظاهر الشهر الكريم، لكن قلة الحيلة وضعف الإمكانات المادية تحرم الأغلبية منه، لافتا إلى أن هناك بعض التجار يقومون ببيع الياميش حتى لو بالخسارة، وذلك بسبب ضعف الإقبال عليه مقارنة بالسنوات الماضية، منوها إلى أن المجمعات الاستهلاكية بشبين الكوم تؤكد أن المديرية حتى الآن لم ترسل لهم السلع الرمضانية أو الياميش لبيعها للمواطنين، مشيرا إلى أنه فى حالة عدم دعم المحافظة للمجمعات الاستهلاكية بالسلع الرمضانية سيقومون بشرائها من الخارج وبيعها للمواطنين بالأسعار الخارجية.
من جانبه أعلن الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، أنه سيتم توفير سيارات متنقلة كمنافذ للسلع الأساسية لمحاربة جشع التجار وارتفاع الأسعار ورفع العبء عن الأسر محدودة الدخل، مكلفا جميع العاملين بمديريات التموين والطب البيطرى والصحة، بضرورة المرور اليومي، وعمل غرفة عمليات لتلقى شكاوى المواطنين أثناء شهر رمضان المبارك، مشددا على وكيل وزارة التموين بضرورة شن حملات بشكل يومى على الأسواق بجميع مراكز المحافظة لضبط الأسعار والرقابة على جودة وسلامة المنتجات الغذائية.
جدير بالذكر أن ممدوح رمضان، المتحدث باسم وزارة التموين، كان قد أعلن فى وقت سابق، أنه لن يتم رفع أسعار السلع الغذائية قبل شهر رمضان المبارك، قائلا، «أسعار السلع الأساسية لن ترتفع قبل رمضان وهذا تعهد والتزام»، منوها إلى أن هناك إتاحة كبيرة للسلع الرئيسية والاستراتيجية فى الأسواق، موضحًا أن الوزارة تعمل على حصر الفجوة عن طريق الاستيراد، وإقامة المعارض.