السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صدور الطبعة العربية من كتاب «الدين والسياسة فى الشرق الأوسط»

صدور الطبعة العربية من كتاب «الدين والسياسة فى الشرق الأوسط»
صدور الطبعة العربية من كتاب «الدين والسياسة فى الشرق الأوسط»




عن القومى للترجمة صدر حديثًا الطبعة العربية من كتاب برنارد لويس المثير للجدل (الإيمان والقوة... الدين والسياسة فى الشرق الأوسط)، بترجمة أشرف محمد كيلانى.
يُعد هذا الكتاب هو أحد أهم وأخطر كتابات المستشرق اليهودى الامريكى برنارد لويس، المستشار والمرجع الفكرى الأول للإدارات الأمريكية المتعاقبة حول شئون الشرق الأوسط وصاحب النظرية التى تتبناها واشنطن وتقول: الطريق إلى الديمقراطية فى الشرق الأوسط لابد وأن تمر عبر التقسيم.
وتكمن أهمية الكتاب فى ضوء حقيقة كون قراءته أشبه بعملية استكشاف للطريقة التى تفكر بها النخبة السياسية فى أمريكا، والآلية التى تعمل بها الإدارات فى واشنطن وكذلك تقدم الإطار النظرى للمخططات المؤامرات الصهيو– أمريكية التى جرت أو لاتزال تجرى عملية نسج خيوطها لإحكام الخناق على دول الشرق الأوسط، بهدف إخضاعها لهيمنة واشنطن وحليفتها تل أبيب. يقدم لويس فى هذا الكتاب، ليس للقارئ فقط وإنما للإدارات الأمريكية رؤية – يدرك تماما أنها ستأخذ بها – لتركيع دول الشرق الأوسط وإخضاعها، من خلال تصنيفه لأنظمة الحكم فى المنطقة وتناوله لقضايا الإسلام والديمقراطية الليبرالية والعالم العربى فى القرن الواحد والعشرين والسلام والحرية فى الشرق الأوسط، والديمقراطية والشرعية والخلافة فى الشرق الأوسط، والحرية والعدالة فى الشرق الأوسط الحديث. ويحرض لويس فى الكتاب على تغيير الأنظمة وتنصيب أنظمة موالية، بعد تقسيمها إلى كيانات صغيرة، بعد إذكاء نار الطائفية والمذهبية، وإطلاق الرصاصة الأخيرة على الدولة الوطنية، لكى تبدأ حقبة الانقسام المذهبى، وهنا تكمن خطورة برنارد لويس وكتابه هذا. ويكفى القول انه منذ إعلانه عن وجوب انتهاء الدولة الوطنية، وبدء حقبة الانقسام المذهبى، اتجهت أمريكا بالشرق الأوسط إلى هذا الطريق، وما يحدث فى المنطقة الآن هو نتيجة الأخذ بما جاء فى هذا الكتاب.
يتعرض الكتاب إلى فكرة الديمقراطية ومفهومها فى العالم العربى، وهل تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامى أم لا. فينفى عن تلك الدولة التى نشأت فى كنف الدين مبدأ الطبقية، ومُسمى السلطات الزمنية. فلا فضل لأحد إلا بالتقوى، ولكن يظل دوماً الفارق ما بين التعاليم والنصوص وما بين الوقائع، فبداية من الخليفة وأمير المؤمنين وصولاً إلى جلالة الملك والأمير والسيد الرئيس، لم يتغير الأمر إلا بتغير المُسميات فقط، وما شهده التاريخ من حالات تحققت العدالة والمساواة خلالها، تبدو قاصرة على طبيعة الشخصيات الحاكمة، دون أدنى استناد إلى فكرة أو قواعد قانونية أو أعراف تنتظم من خلالها طريقة عمل وأداء السلطة الحاكمة. ويذكر لويس مفهومه لطبيعة نظم المنطقة السياسية، ويصفها بأنها «الديكتاتوريات الشرق أوسطية»، التى تحتاج دوماً إلى الحروب من أجل تبرير وجودها واستمرارها. لكن المؤلف لا يذكر كيفية نشوء وتعاظم دور هذه الديكتاتوريات وقمعها لشعوبها، وكيف ساعد الغرب هذه الأنظمة. غير أن فى المقابل يؤكد إيمانه بديمقراطيات الغرب وضرورة مساعدة هذه الدول الموبوءة بالتسلط حتى تتنفس نسائم الديمقراطية، وإلا لن ينجو الغرب من تبعات هذا القمع الشرقى. وفى الأخير يطرح تساؤلاته حول إمكانية تحرير هذه الشعوب، وهل من الممكن نقل الحرية الغربية إليها؟ ورغم اعتراف برنارد لويس بالوضع الشائك والمضطرب الآن، لأن هذه الحرية المستوردة محفوفة بمخاطر عدة، فهناك الشعور المتأصل بمعاداة الغرب، لأنه مؤيد للنظم الديكتاتورية الشرقية، ويشير مثلا إلى المفارقة فى تأييد الشعوب لأمريكا فى حال معاداة نظامها السياسى، ويذكر إيران كمثال. ويعتقد أن الحل وإن كان صعباً ويستغرق وقتاً طويلاً، فيبقى الاستمرار والمساعدة فى تطوير المؤسسات الحرة، رغم القوى الداخلية التى تعمل بكل طاقتها ضد هذه المؤسسات، فالمحاولة صعبة، حسب رأيه، ونتيجتها غير مؤكدة، ويختتم بعبارته الدالة: «إما أن نأتى إليهم بالحرية أو أن يدمرونا». المؤلف برنارد لويس، مواليد 31 مايو 1916، كان يعمل أستاذا فخريا لدراسات الشرق الأوسط فى جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية، يلقب بشيخ المستشرقين، تخصص فى تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب، من أشهر مؤلفاته :(العرب فى التاريخ)، (الإسلام والغرب)، (تشكيل الشرق الأوسط الحديث)، (مستقبل الشرق الأوسط) و(أزمة الإسلام). المترجم، أشرف محمد كيلانى، عمل مترجما بالعديد من الجهات داخل جمهورية مصر العربية وخارجها، له عدد كبير من الترجمات نذكر منها، (تاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين)، (الولاء والقيادة فى المجتمع الاسلامى الأول ) و(من سقراط الى سارتر:البحث الفلسفى).