الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صدور «تغير العقل» عن المجلس الوطنى للثقافة بالكويت

صدور «تغير العقل» عن المجلس الوطنى للثقافة بالكويت
صدور «تغير العقل» عن المجلس الوطنى للثقافة بالكويت




كتب - إسلام أنور


صدر حديثًا الترجمة العربية لكتاب «تغير العقل.. كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا» لـ«سوزان غرينفيلد»، ترجمة إيهاب عبد الرحيم على.
الكتاب صادر عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، ضمن سلسلة عالم المعرفة، ويتناول قضية استكشاف الطرق المختلفة التى يمكن أن تؤثر بها التقنيات الرقمية ليس فقط فى أنماط التفكير والمهارات المعرفية الأخرى، ولكن أيضا فى نمط الحياة والثقافة والتطلعات الشخصية.
تعمدت المؤلفة وهى متخصصة فى العلوم العصبية وتشتهر فى بريطانيا بتحديها للآراء التقليدية الراسخة حول العلوم العصبية إلى الدمج بين مجموعة من الدراسات العلمية والفعاليات الأخبارية والنقد الثقافى، لصنع نقطة شاملة «الآن العالمى»، ومن خلال تحدى افتراض أن تقنياتنا الحديثة ما هى إلا أدوات غير مؤذية.
يستكشف الكتاب ما إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعى ومحركات البحث وألعاب الفيديو قادرة على تغيير بنية أدمغتنا، وما أن كانت أدمغة الأشخاص المولودين قبل الإنترنت وبعدها تختلف بدرجة كبيرة.
ومن خلال التشديد على تأثير «المواطنين الرقميين» أى الذين لم يعرفوا العالم من دون الإنترنت، وتكشف المؤلفة كيف يمكن أن تتأثر شبكات العصبونات بالقصف غير المسبوق من المحفزات السمعية والبصرية، وكيف يمكن لممارسة ألعاب الفيديو صياغة مشهد كيميائى فى الدماغ والذى يشبه ما يحدث لدى المدمنين على المقامرة وكيف أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى يقلل من نضج التعاطف والهوية ذاتها.
وفى عالم يقضى فيه البالغون عشر ساعات يوميًا على الأقل متصلين بالإنترنت، والذى تمثل فيه الحواسيب اللوحية الوسائل الشائعة للعب وتعلم الأطفال يكشف الكتاب بصورة لم تحدث من قبل التأثيرات الفسيولوجية والاجتماعية والثقافية المعقدة للعيش فى العصر الرقمى.
وفى هذا السياق تقول الكاتبة: «ظلت الخصوصية تمثل الجانب الآخر لعملة هويتنا، لقد كنا ننظر إلى أنفسنا باعتبارنا كيانات فردية، تتواصل مع العالم الخارجى، ولكنها منفصلة عنه، نحن نتفاعل مع هذا العالم الخارجى، ولكن من خلال الطرق التى نختارها وفى الأوقات التى نحددها، لدينا أسرار وذكريات، وآمال لا يمتلك أحد حق الوصول التلقائى إليها، وهذه الحياة السرية هى هويتنا، أنها نوع من السرد الداخلى الذى يمنح كل فرد منا طريقته الخاصة للربط بين الحاضر والماضى والمستقبل، أما الآن وللمرة الأولى يتم فتح هذا الخط القصصى السرى على العالم الخارجى، على جمهور قد يكون غير مبال، وردود أفعاله متسرعة ولديه قدرة فائقة على إصدار الأحكام، وبالتالى فإن الهوية الإنسانية المرتبطة بالخبرة الذاتية بالأساس تلاشت، وصارت تتشكل من الخارج، وبالتالى صارت أقل قوة وأكثر تقلبًا، لقد تحول البشر من الاستمتاع بالحياة وتجاربهم الشخصية إلى الحرص على تسجيل هذه اللحظات ونشرها على الإنترنت، وصار الشعور بالسعادة والابتهاج مرتبط بالحياة الافتراضية وليس بواقعنا وحياتنا الحقيقية».