الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فاتن حمامة.. شخصية جديرة بالاحترام

فاتن حمامة.. شخصية جديرة بالاحترام
فاتن حمامة.. شخصية جديرة بالاحترام




كمال عبد النبى يكتب:

فى ذكرى تلك الفنانة الكبيرة التى بدأت ولعها بالسينما فى سن مبكرة، وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة فى مصر قام والد فاتن حمامة بإرسال صورة لها إلى المخرج «محمد كريم» الذى كان يبحث عن طفلة للتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فى فيلم «يوم سعيد» عام 1940م، وبالفعل اقتنع المخرج محمد كريم بموهبتها وقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها فى أعماله السينمائية المستقبلية.عقب 4 سنوات استدعاها محمد كريم لمشاركة الفنان محمد عبد الوهاب للمرة الثانية فى فيلم «رصاصة فى القلب» عام 1944م. ومع فيلمها الثالث «دنيا» عام 1946م استطاعت أن تحجز مكانتها فى السينما المصرية، ولاحظ الفنان يوسف وهبى موهبتها فطلب منها تمثيل دور ابنته فى فيلم «ملاك الرحمة» عام 1946م، لتدخل بذلك مرحلة جديدة فى حياتها حيث بدأ تزايد اهتمام النقاد والمخرجين حتى أصبحت سيدة الشاشة العربية.
خلال حياتها وضعت الفنانة فاتن حمامة حاجزا بين حياتها الشخصية، والعملية، فعلى الرغم أنها تزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف وأنجبت منه ابنا يُدعى «طارق» وانتهى ذلك الزواج أيضاً بالطلاق عام 1974، وذلك بعد أن طلقت من الفنان عز الدين ذو الفقار والذى تزوجته عام 1947، وهو نفس العام الذى حصلت فيه سيدة الشاشة العربية على بكالوريوس من المعهد العالى للتمثيل.
ثم تزوجت بعد ذلك من الطبيب «محمد عبد الوهاب» إلا أنها كانت تهتم بشكل أكبر بإظهار ما يتعلق بأعمالها التى أثرت الفن المصرى والعربي، لذلك فهناك الكثير من الأسرار التى لا يعرفها أحد عن الفنانة الراحلة.
ومما يخفى من أسرار حياة الفقيدة ستة أسرار كشفتها صديقة العائلة المقربة الفنانة سميرة عبدالعزيز حيث قالت إنها كانت تحب النباتات جدًا، خاصة الورود، وكانت حريصة على زراعتها فى منزلها.
ومما استعرضته عبدالعزيز إن إحساس فاتن الأم كان ناقصًا إلى حد ما لأنها حُرمت من أبنائها بسبب ظروف عملها، لكنها عوضته فى أحفادها لابنتها نادية لأنها كانت تحبهم ومتعلقة بهم جدًا، وكانت تظهر حنانا بالغا بأحفادها، حيث كانت تضعهم على حجرها وتقبلهم طول الوقت.
وكانت تحب المشى، وأكثر ما كان يسعدها فى سكنها الجديد بالقطامية أنه كان يحتوى على حديقة تمشى فيها كل يوم، حتى إنها كانت تقول إن زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب كان يعد مشيه بها بالخطوة لكنها كانت تقوم بلفها من ثلاث إلى أربع مرات إضافة إلى حبها الاستماع إلى الموسيقى والقراءة.
من المفارقات إنه بعد انتهاء الكوافير من تسريح شعرها كانت تضع يديها وتسرحه مرة أخرى، وعندما سألتها الفنانة سميرة عبد العزيز عن الأمر قالت: «علشان أكون طبيعية»، ونفس الشىء فى الماكياج حيث كانت تمسك بمنديلها وتخفف تمامًا من المواد الموضوعة على وجهها شكلًا وموضوعًا، ولم تكن تضع الماكياج أبدا أثناء وجودها فى المنزل.
كان تمتلك طباخة مغربية تشرف عليها، وكانت تدخل المطبخ لكى تطمئن على نسبة الدهون فى الأكل لأنها كانت تكره الأكل الدسم، ودائمًا كان أكلها المفضل السوتيه والمشويات.
وأن زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب كان يحبها جدًا، وكان يجلس تحت أقدامها خلال أزمتها الصحية، وكان يقبل يدها ويسألها عن صحتها، وكانت هى ترد دائما: «أنا كويسة، انتوا بس اللى بتعيونى»، ولكن الدكتور محمد كان يعلم ما تعانيه من ألم، وهو الأمر الذى انتهى بوفاتها.
رحمها الله وغفر لنا ولها، ولكن لى تعقيب على آخر سطر فى السيرة الذاتية «لتشكل وفاتها صدمة كبيرة لجمهورها العريض» رحم الله الفنانه فاتن حمامه، فرضت للفن الراقى مكانته من خلال سيرتها، أرجو من أهل الفن عدم نسيان هذه الفنانة الموهوبة.
الله يرحمها ولكن نتذكر الجنازة التى غابت عنها الدولة كان أمرًا مخزيًا بحق فنانة كبيرة جديرة بالاحترام.