الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محصول الأرز بـ«دسوق» يموت عطشاً

محصول الأرز بـ«دسوق» يموت عطشاً
محصول الأرز بـ«دسوق» يموت عطشاً




كفرالشيخ ـ محمود هيكل


يعيش الكثير من الفلاحين التابعين لجمعية فرمون الزراعية التابعة للإدارة الزراعية بمدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ، حالة من اليأس والإحباط الشديد بسبب انقطاع مياه الرى بعدد من الترع والمراوي، على رأسها ترعة «جريدة»، خاصة فى موسم نقل مشتل الأرز الذى هم بصدده الآن، وطفى الأرض تمهيدا لشتلتها، الأمر الذى يجعل الفلاحين القاطنين على هذه الترعة يذوقون «الأمرين»، خوفا من تبوير أراضيهم الزراعية وتشريد أسرهم، بالإضافة إلى تراكم الديون عليهم بشكل غير طبيعى.
«روزاليوسف» تلقت العديد من شكاوى واستغاثات الفلاحين، وتعاملت معها على الفور، حيث انتقلت إليهم وتعايشت معهم واستمعت إلى شكواهم..
فى البداية يقول عبدالله كمال، أحد الفلاحين: إن مشتل الأرز الذى قمنا بتربيته هذا العام فات أوان نقله لشتلة الأرض به بسبب النقص الشديد فى مياه الرى بترعة «جريدة»، قائلا: «بنترك بيوتنا وننام على الترعة كل ليلة بجوار مكنة الرى منتظرين وصول المياه عشان نقوم بطفى الأرض وشتلتها»، لكن دون جدوي، وفى بعض الأيام تكون المياه موجودة لمدة قصيرة ولا تكفينا جميعا.
ويستنكر محمد فتحي، أحد المتضررين، النقص الشديد فى مياه الري، خاصة فى موسم نقل الأرز، منوها إلى أن الأرض الذى سيتم نقل المشتل بها قمنا بحرثها وتجهيزها منذ فطرة طويلة، وبسبب تأخير المياه ضربتها الشمس وحجّرت مرة ثانية وبحاجة إلى الحرث من جديد، مضيفا أنه يقوم بزراعة المشتل قبل ميعاده كل عام حتى يتم نقله إلى الأرض، لتفادى هذه الأزمة التى تتكرر سنويا، ومع ذلك تدركنا الأزمة أيضا.
وينوه محمد علي، مزارع، إلى أنه كان رافضا تماما زراعة الأرز بسبب أزمة نقص المياه المتكررة، لكن الدورة التى تفرضها الجمعية الزراعية هى التى تجبرهم على زراعة الأرز، متسائلا: كيف لوزارة الزراعة أن تجبر الفلاحين على الالتزام بالدورة الزراعية للأرض دون توفير مياه الري؟، خاصة فى هذه الأيام التى هى صلب موسم زراعة الأرز ونقل المشتل، ناهيك أن نقص المياه يعوقنا فى رى المشتل يوميا قبل نقله إلى الأرض، ما يسبب له العديد من الأمراض مثل الحمراء وغيرها من الأمراض الأخرى التى تؤثر عليه بشكل مباشر.
ويضيف محسن رمضان، فلاح: «إننا كفلاحين لم نعد نتحمل هذا العبء الشديد التى يوثر علينا ماديا ومعنويا مثل نقص مياه الرى وارتفاع أسعار البزور والأسمدة الزراعية التى فاقت الحد، بالإضافة إلى أن أسعار المبيدات الزراعية تعتبر من أساسيات مقومات الزراعة، ناهيك عن المواد البترولية التى نستخدمها لماكينات الرى،  والأيدى العاملة على طوال فترة زراعة المحصول.
ويقول رضا محمد، أحد المتضررين:  إن محصول الأرز الوحيد الذى يعد من الزراعات ذات الثقل على الفلاح بشكل عام، وذلك لأنه يأخذ الكثير من الوقت والمجهود، بالإضافة إلى المشاكل التى تسبب فيها نقص مياه الرى، خاصة أن محصول الأرز من المحاصيل التى تحتاج إلى المياه على مدار 24 ساعة حتى  يتم بناء عنصر النعمة داخل حبة الأرز لأن نقص المياه يوثر عليها بشكل مباشر.
ويضيف صبحى راضي، فلاح: «إننا نذوق الأمرين فى محصول الأرز منذ عمل المشتل مرورا بتجهيز الأرض ونقل المشتل، بالإضافة إلى أزمة مياه الري، وانتهاء بحصاد محصول الأرز من الأرض، حيث نرى فيه الكثير من المعاناة التى ترهقنا جميعا، وبعد كل هذه المأساة التى نتعرض لها تتركنا الحكومة للتجار ليمتصوا دماءنا ويأخذوا منا المحصول بسعر متدن، وليس أمامنا أى خيار آخر غير بيع المحصول، فضلا عن أن الأرز يأخذ «مصاريف» كثيرة، وكل ذلك يكون بالأجل «بالدين» لذلك نضطر للبيع لهؤلاء التجار.
ويؤكد سعد علي، من أبناء القرية، أن ترعة «جريدة»  تخدم ما يقرب من 7 آلاف فدان على جانبيها تابعين لجمعية فرمون الزراعية، بالإضافة إلى عدد كبير من أراضى التابعة لجمعية القن الزراعية أيضا، حيث إن هذه الترعة تعد من أطول الترع التى تربط عددًا من الجمعيات بها لأنها ذات أهمية كبيرة، ومع ذلك مهمشة فى سواء كان فى التطهير السنوى أو فى نوبات مياه الرى.
ويطالب الفلاحين بضرورة عمل نوبات مياه بين الترع والمراوى حتى يتسنى لهم توفير مياه الرى فى أيام تكون معلومة للجميع، لتجنب الكارثة التى قد تضرب الأخضر واليابس، وتتسبب فى تبوير الأراضى الزراعية وضياع زراعة الأرز التى تحتاج إلى مياه رى على مدار الساعة.