الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جشع التجار يحرم الغلابة من «شنطة رمضان»

جشع التجار يحرم الغلابة من «شنطة رمضان»
جشع التجار يحرم الغلابة من «شنطة رمضان»




تحقيق - سمر حسن – محمد السيد

فى مثل هذه الأيام المباركات من كل عام، وخاصة فى الأيام الأخيرة من شعبان، يُقبل عدد كبير من المصريين على شراء الأطعمة والمشروبات، من أجل تجهيز الشنط الرمضانية، وتوزيعها على الفقراء، فبالرغم من غلاء المعيشة، واكتواء المواطنين بداء الغلاء، الذى لم يعد مقتصرًا على فئة دون الأخرى، ولم يجد له علاجًا حتى الآن، لا زالت «شنطة الخير»، من عادات الشعب المصرى التى لا تنقطع .. ولكن فى ظل موجة الغلاء، وتعويم الجنيه، يعانون من غلاء مكونات الشنطة، بشكل هو الأقسى على مدار سنوات..
فسعر كيلو السكر بـ 10.50 جنيه، والسمن 15جنيهًا، والزيت 20 جنيهًا، والمكرونة بـ 8 جنيهات، واللوبيا 23 جنيهًا، والعدس 17 جنيهًا، والفول بـ 8 جنيهات، والصلصة بـ 5 جنيهات.
أما كيلو المشمشية 96 جنيهًا، والبلح يتراوح بين 18 و 45 جنيهًا، والزبيب فوصل لـ 50 جنيهًا، وقمر الدين فيتراوح بين 35 و 45 جنيهًا، وأصبح العبء كبيرًا.
بدايةً قال تامر الشافعى – مهندس – أنه اعتاد على تجهيز «شنطة رمضان» منذ 4 سنوات، ويقوم بتوزيعها على الأشخاص الأكثر احتياجًا، كنوع من أنواع التكافل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه اعتاد سنويًا على تجهير 150 شنطة تقريبًا، يبدأ تحضيرها فى منتصف شهر شعبان، وتوزع على مستحقيها قبيل رمضان بأيام قلائل، مضيفًا إلى أن الشنطة الرمضانية هذا العام، ارتفعت تكلفتها بشكل مبالغ فيه، وتحتوى على كل ما لذ وطاب، وهى عبارة عن كيلوات من «السكر، والسمن، والزيت، والمكرونة، والصلصة، والملح، وقمر الدين، والتمر، والأرز، والعدس، واللوبيا، والفاصوليا، وغير ذلك.
«لا يمكن أن يتوقع أحدٌ مدى سعادة زوجتى وأبنائى أثناء تعبئة شنطة رمضان»، بهذه الكلمات عبّر مدحت مرزوق – 53 عاماً - عن بالغ سعادته قائلا: إنه لا يمكن أن يتخيل رمضان بدون «شنطة الخير»، مشيرًا إلى أنه يحرص على تجهزها فى كل عام، وذلك منذ 10 سنوات، ويكون أشد حرصًا على أن تصل لأصحابها فى وقتها المناسب.
وأوضح أنه يذهب للتُجار فى منتصف شهر شعبان، ويبدأ فى جمع المعلومات عن الأسعار، حيث أنه يقوم بإعداد 200 شنطة سنويًا، مشيرًا إلى أنها ليست كلها للفقراء، لكن تذهب على شكل هدايا للأقارب والجيران، كنوع من أنواع المودة وصلة الأرحام فى الشهر الكريم، وأكد أن تكلفتها هذا العام تخطت أضعاف الأعوام السابقة، لكنه كان أشد حرصًا على أن يشترىِ كل المتطلبات، دون أن يقلل الكميات، أو أن يتنازل عن بعض الأشياء.
أما طارق سعيد 55 عامًا – فأوضح أنه فى مثل هذه الأيام من كل عام يقف وإخوته على قدم وساق، استعدادًا لتجهيز الشنط الرمضانية، من أجل توزيعها على مستحقيها وجميع الأهل، مشيرًا إلى أنه اعتاد على توزيع ما يقرب من الـ 600 شنطة كل عام، مشيرًا إلى أن جزءا منها يذهب إلى أقارب والدته فى محافظة الدقهلية، وآخر يذهب لأقارب والده فى محافظة المنوفية، برًا بوالديهم، ومن أجل صلة الأرحام، والجزء الآخر يذهب إلى مستحقيه.
وأضاف أن العام الماضى كانت الشنطة الواحدة تتكلف حوالى 120 جنيهًا، أما هذا العام فتكلفتها تخطت الـ250 جنيها، مواصلا أنه بسبب زيادة الأسعار، فكر فى تقليل مكونات الشنطة، إضافة إلى خفض الكميات، لكن قبيل اللحظات الأخيرة للشراء، أكرمنا الله واستطعنا أن نقوم بشراء جميع المتطلبات، دون إلغاء أحد الأصناف، منوهُا بأن من تعوّد على شيء لا يستطيع أن يتجاهله، أو أن يقلل من مكوناته، أو أعداد الشُنط، فمن الممكن أن تزداد الكميات، متابعًا أنه لا يمكن أن تتخيل كم السعادة التى تدخلها على الأُسر، ومعظمهم يكونون فى انتظارها، فأحب الأعمال إلى الله، «سرور تدخله على قلب مسلم».
والتقطت أطراف الحوار أم هدير الخلاوى – قائلة إنها تشارك فى إعداد الشنطة الرمضانية، منذ 4 أعوام، لكن ما تشهده مصر من ارتفاع جنونى، وغلاء فاحش فى الأسعار أثر بالسلب علينا، مضيفة إلى أنها تشعر بفرح أثناء تجهيزها للشنطة.