الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«معاقو المنيا»: نسبة الـ%5 «حبر على ورق» ومحرومون من المناصب القيادية

«معاقو المنيا»: نسبة الـ%5 «حبر على ورق» ومحرومون من المناصب القيادية
«معاقو المنيا»: نسبة الـ%5 «حبر على ورق» ومحرومون من المناصب القيادية




المنيا - علا الحينى


مشاكل المعاشات الضمانية والدمج ونسبة الـ5% فى الوظائف، لا حصر لها فى محافظة المنيا، حيث إن هناك عددًا من المشكلات التى عرضها المهتمون بالملف وأولياء الأمور صادر لها قرارات وزارية لا يعلمها المعاقون وغير مفعلة، وهو أمر يرجع لوجود حلقة مفقودة فى الاتصال بين الوزارات المعنية بتقديم الخدمة والمعاقين أنفسهم.
من بين الحالات المتضررة، وأصحاب الصرخات المدوية، أسماء محمد، لها 3 أبناء توأم، مصابين بمرض التوحد، حيث إنها تقدمت للحصول على معاش ضمانى لهؤلاء الأطفال، خاصة أنهم يحتاجون شهريا ما يقرب من 3 آلاف جنيه، وأصبحت تعيش فى عزلة بسبب رفض المجتمع لهم، منوهة إلى أن الموظف المسئول عن تلك المعاشات أكد لها أنها لا تستحق معاشًا لكونها موظفة وتتقاضى 1200 جنيه.
كما طالب عدد من المعاقين بالمنيا ضرورة وجود دور رعاية طبية متخصصة لاستقبال حالات أطفال التوحد، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية للمدرسين بمدارس الدمج لكيفية التعامل، فضلا عن ضرورة تفعيل الدولة لنسبة الـ5% سواء فى الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص، خاصة أن القطاع الخاص يرفض تعيين معاقين.
لم يكن هذا فحسب بل أكد المعاقون أنهم مهما وصلوا لتعليم فهم محرومون من وظائف قيادية مثل وظائف النيابة العامة، رغم أنهم بالفعل ذوو قدرات خاصة، والمشكلة الأخرى أن المعاق يجهل حقوقه القانونية ولا يعلم شيئا عن بعض القرارات التى تصدر لصالح المعاقين، ناهيك عن مشاكلهم التى لا تنتهى مع المجتمع، التى رسخت أن المجتمع يهمشهم ورغم أنهم من عائلات إلا أن الدولة تتجاهلهم فى التوظيف.
كل ذلك جعلهم يتساءلون: كيف نعيش دون عمل؟ هل نتسول لكى نعيش؟ فأى وظيفة تفضل أى إعاقة أخرى عن معاقى الصم؟ ولا يجد هؤلاء سوى وظيفة الخدمات المعاونة فقط رغم ما يحصل عليه من تعليم مطالبين بدمجهم أو حتى إنشاء كليات «تعليم عالى» يستطيعون استكمال دراستهم بها لأنهم محرومون من استكمال دراستهم الجامعية وأقصى تعليم يحصلون عليه هو الدبلوم المهنى فقط من خلال مدارس الصم والبكم.
وطالبت سمية بهاء، الفائزة ببطولة ألعاب قوى معاقين، بأن يتم عقد دورات تدريبية لتصحيح بعض المصطلحات فى التعامل الإعلامى والخطاب الدينى فيما يخص النظرة لهؤلاء الأشخاص وعرض الاتفاقيات التى وقعتها مصر فى هذا الشأن.
لكن من المؤكد أن الندوة الإعلامية التى نظمها مركز إعلام المنيا التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع إدارة الاتصال السياسى بديوان عام محافظة المنيا تحت عنوان «الإعلام وقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة»، التى حاضر فيها مدحت يحيى، رئيس قناة الصعيد، وأدار الحوار وليد الحيني، الإعلامى بالمركز، نجحت فى تجسيد معاناة المعاقين بالإقليم.
وتعتزم محافظة المنيا عقد ندوات مستمرة فى محاولة منها لإنهاء مشاكل المعاقين، حيث إنه بناء على قرار مجلس الوزراء يتم عقد لقاء شهرى بلجنة ذوى الإعاقة، التى يرأسها محافظ الإقليم ووكلاء الوزارات ومديرى مديريات الخدمات، ويتم طرح كل مشاكل المعاقين، فضلا عن أنه يتم مناقشة مشاكل أطفال التوحد مع عدد من أولياء الأمور ومدير إدارة التربية الخاصة مع المحافظ فيما يخص أسئلة الاختبارات.
ومن هذا المنطلق قالت الدكتورة هبة أبوزيد، مسئول ملف ذوى الإعاقة بالمنيا: إنه تم الاتفاق على تنفيذ فكرة بنك الأسئلة لأطفال التوحد حتى المرحلة الابتدائية ويتم اختبارهم من خلالها، وقرر المحافظ تخصيص 6 مدارس بكل مركز لدمج أطفال التوحد، ناهيك عن أن هناك برنامجا كبيرا يضم ندوات التوعية بقضايا ذوى الإعاقة بالمركز مستمرة حتى نهاية العام الجاري.
وحول وصف ذوى الإعاقة بأنهم مهمشون، رفض مدحت يحيى، رئيس قناة الصعيد، ذلك اللفظ شكلا ومضمونا، منوها إلى أن لكل شخص فى المجتمع دورًا وله حق أيضا، والإعاقة هى إعاقة الفكر وليس الجسد، مؤكدا أن الدولة احتضنت ذوى الإعاقة وترى أنهم كنوز داخل المجتمع، ورغم أن هناك قصورًا فى التعامل مع قضايا ذوى الإعاقة، لكن علينا أن تفادى ذلك مستقبلا.
وأضاف: إنه من خلال قناة الصعيد الفضائية وإيمانا بأهمية القضية وقعت القناة برتوكول تعاون مع الاتحاد النوعى لجمعيات الصم لنقل عدد من البرامج بلغة الإشارة من خلال مترجم إشارة بشاشة صغيرة، فضلا عن اختيار 3 برامج سيتم وضعها بالخريطة البرامجية الجديدة، مصحوبين بالترجمة بالإشارة وهى نشرة الأخبار كبرنامج إخبارى ينقل ما يحدث بالإقليم.
ولفت إلى أن هناك أيضا برنامج عيون الشعب كبرنامج جماهيري، وبرنامج الحق فى الحياة وهو برنامج أسبوعى يختص بقضايا ذوى الإعاقة ومدته 45 دقيقة، وسيدخل البروتوكول حيز التنفيذ ليتم التواصل مع معاقى الصم وتعريفهم بكل ما يدور على الساحة  مع عدد من الحملات التوعوية والبروموهات الخاصة بقضايا ذوى الإعاقة وتأكيد سلوكيات التعامل معهم.