السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. أمانى الشريف نائب مدير مكتب التميز الدولى: سبع خطوات منهجية لتطوير الخطاب الدينى

د. أمانى الشريف نائب مدير مكتب التميز الدولى: سبع خطوات منهجية لتطوير الخطاب الدينى
د. أمانى الشريف نائب مدير مكتب التميز الدولى: سبع خطوات منهجية لتطوير الخطاب الدينى




تعالت الأصوات مؤخرا بضرورة تجديد الخطاب الدينى، ونطرح هنا عدة تساؤلات لعلها تساعدنا فى تحديد ملامح المشكلة وحلولها المقترحة، وفى البداية يجب أن نسأل هل يوجد تعريف متفق عليه للخطاب الدينى؟ وما المقصود بتجديده؟ ولماذا؟ هل نحتاج لتغيير المضمون والمحتوى أم الأساليب المستخدمة؟ أم الاثنين معا؟ وما مؤشر نجاح تجديد الخطاب الدينى؟ أى ما الذى لو حدث فى مجتمعنا سنشعر أن الخطاب الدينى يؤدى دوره بنجاح؟
وفى هذا السياق أكدت الدكتورة أمانى عبد الله الشريف نائب مدير مكتب جامعة الأزهر للتميز الدولى، فى الدراسة العلمية المنهجية التى حملت عنوان  (تجديد الخطاب الدينى بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم)، أن هناك سبع خطوات منهجية لازمة لتطوير الخطاب الدينى وتجديده، وقالت لا بد من الاعتراف أن الخطاب الدينى فقد جوهره وبعد عن الجدوى العليا منه، ومن ثم يجب أن يصب الخطاب الدينى فى خدمة المجتمع، قال الله تعالى «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ» (الجمعة: 2) والتزكية هى تطهير القلب من الشرك وتطهير الأقوال والأفعال من الاخلاق والعادات السيئة. وقد أخبرنا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ومما سبق نجد أن جوهر الدين نشر الأخلاق الحميدة وحسن المعاملة بها.  وقد قال أمير الشعراء «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا» وبالتالى يجب أن يسهم الخطاب الدينى فى خدمة المجتمع وتنمية وعى المواطنين بما ينعكس على حسن تسيير حياتهم وحسن تدبر أمورهم والاستخدام الرشيد والأمين لموارد الدولة المختلفة من ماء وكهرباء وعربات مترو وقطار وغيرها من المال العام. واحترام الحقوق والواجبات والمعاملات الطيبة، والعجب كل العجب أن نجد تلك القيم الاسلامية الرفيعة مبجلة ومحترمة فى الدول الغربية وقد صدق الشيخ محمد عبده فى قوله عند زيارته لتلك الدول غير الإسلامية «وجدت إسلاما بلا مسلمين»!
وقالت الدكتورة أمانى الشريف: ليس كافيا أن تكون الأفكار جيدة لضمان انتشارها. وبدون توجيه الاتهامات فبطبيعة  الاشياء ما كان يصلح بالأمس لا يتناسب اليوم، فالطرق المستخدمة قديما لنشر الأفكار أصبحت غير ذات جدوى فى الوقت الراهن. والتجديد والتطوير هو سنة الحياة التى نراها فى خلق الله وقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».
وطالبت بأن يكون تطوير الخطاب الدينى أحد مشروعات مصر القومية من خلال اتباع طرق ومنهج علمى وليس مجرد مؤتمرات وندوات لا تؤتى النتائج المرجوة. كما يجب أن نهتم بشريك النجاح الأكبر وفى هذه الحالة «المرأة» هى الشريك الفاعل لنجاح الخطاب الدينى فى إحداث الأثر الايجابى فى المجتمع.
وعن المنهجية العلمية التى اقترحتها قالت الدكتورة أمانى عبد الله الشريف نائب مدير مكتب جامعة الأزهر للتميز الدولى والأستاذة بكلية الصيدلة جامعة الأزهر: هناك منهج لنشر الفكر يجب اتباعه، والخطوات السبع المقترحة لتنفيذ مشروع تطوير الخطاب الدينى أولاها تحديد الأولويات: فمن الواضح تدنى الأخلاق والتى تنعكس فى الكثير من الممارسات اليومية مثل عدم احترام المرور، ضعف انتاجية الفرد، زيادة نسبة الطلاق.. غياب النظافة والكثير من السلبيات التى يمكن أن تعالج بزيادة الوعى الدينى والشعور بالمسئولية والعودة إلى مكارم الأخلاق. فهل نريد من الخطاب الدينى الرقى بالمجتمع أخلاقيا أم نظل نتحدث عن إرضاع الكبير والصلاة بالخف وعدم جواز تهنئة المسيحى؟ وغيرها من المواضيع التى تزيد الفرقة بيننا! فالمشترك بيننا كثير ويجب أن يهتم الخطاب الدينى بالمشتركات بيننا كما أمرنا الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» لذا فالسؤال الأهم هو ما هى أولوياتنا التى يجب أن نركز عليها فى الخطاب الدينى؟
ولفتت إلى أن الخطوة  الثانية هى دراسة اتجاهات وطبيعة المتلقي، حيث يجب تحديد الفئات المراد مخاطبتها. ودراسة اتجاهات كل فئة واحتياجاتها. فليس مقبولا أن نخاطب جيل الغد بلغة الأمس! فلكل فئة عمرية احتياجاتها الدينية، لذا يجب دراسة طبيعة الفئات المختلفة لتحديد احتياجاتها، موضحة أن الخطوة  الثالثة هى تحليل البيئة المناسبة لكل فكرة لتعزيز انتشارها فكما يقال لكل مقام مقال، فالخطبة التى تلقى بالجامع لا يليق أن تقال كما هى فى النوادى أو المنتديات الشبابية. كما أنه لا يليق أن نجد إماما يناقش أمورا تتعلق بالعلاقة الزوجية فى خطبة الجمعة مما يصيب الآباء بالاحراج والنفور. كما يمكن أن تستخدم الدراما فى ترسيخ الكثير من القيم الدينية والاخلاق الحميدة مثلما كان فى الماضى.
أضافت أن الخطوة الرابعة هى   تحديد مواصفات للمحتوى المناسب لكل فئة: فشباب الفيس بوك لا يناسبه إلا الجرعات البسيطة والرسائل القصيرة التى يجب أن تكتب بعناية شديدة لتترك التأثير المطلوب. كما يجب العمل على تجديد اللغة ومفرداتها لتتناسب مع متطلبات العصر وتغيير الأسلوب المعمم القديم.
كما أكدت أنه لا بد من اختيار شركاء النجاح لضمان نجاح المشروع، وقالت إن المرأة هى الشريك الأكبر التى يمكن من خلالها رفع وعى الأسرة بأكملها، فيجب الاهتمام بدورها كداعية وكفئة مستهدفة للخطاب الدينى. فالمرأة الواعية المدركة لأهمية القيم الدينية تكون أكثر قدرة على تنمية وتطوير المجتمع. فالمرأة مخلوق حباها الله القدرة على الصبر والمثابرة والإبداع فكما يقال، المرأة إذا أعطيتها سلة بقالة تهديك وجبة لذيدة وإذا أعطيتها طفلا تهدى للمجتمع رجلا صالحا لذا وجب الاهتمام بتثقيف المرأة وعدم تركها فريسة للحلقات العشوائية المنتشرة فى الكثير من مساجد القرى أو حتى فى بعض النوادى والتى تعتبر إحدى بؤر زراعة التطرف.
أضافت أنه  لا بد من  الاستخدام الأمثل للوسائل المتاحة حيث يجب الاعتراف بمتغيرات العصر والتطور التكنولوجى وعدم الجمود، بل يجب الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الفيس بوك وتويتر والهواتف الذكية لإعداد برامج ومواقع تفاعلية لتلبية الاحتياجات والاستفسارات المختلفة. كما ينبغى الاهتمام بالتعليم والإعلام والدراما للقيام بدورهم فى كل ما سبق.