الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

موائد الرحمن «ملاذ الفقراء» تعانى من مطرقة الغلاء

موائد الرحمن «ملاذ الفقراء» تعانى من مطرقة الغلاء
موائد الرحمن «ملاذ الفقراء» تعانى من مطرقة الغلاء




تحقيق - محمود ضاحى


بدأت موائد الرحمن فى مصر قبل مئات السنين، عندما قام الأمير أحمد بن طولون مؤسّس الدولة الطولونية، وجمع التجار والأعيان على مائدة عريضة فى أول يوم من شهر رمضان وخطب فيهم: «إنى جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس».. وفى مصر.
مازالت موائد الرحمن  ينظمها القادرون من الأهالى للفقراء والمساكين وعابرى السبيل، ويتحملون نفقاتها من مأكولات ومشروبات ولحوم، فيسعى من خلالها الأغنياء إلى اكتساب الحسنات ورضا ربهم.
موائد الرحمن، ملاذ الفقراء، وهذا العام تختلف كثيرا عن الأعوام الماضية، فمع ارتفاع الأسعار وارتفاع سعر الدولار وتطبيق سياسة تعويم الجنيه فى المعاملات التجارية والاقتصادية، أصبحت الأسعار أضعافاً مضاعفة عن العام الماضى، الأمر الذى يضع سؤالا أمام أصحاب الموائد هل الغلاء سيقلص من عدد الموائد فى شهر رمضان، وهل سيمنع الكثير من منظمى الموائد إلى خفض التكلفة بعينات مختلفة من الطعام.
أسامة حسين - 55 عاما - اعتاد على إقامة مائدة رحمن فى بولاق الدكرور بالجيزة، يقول إنه مهما ارتفعت الأسعار فالمائدة عادة رمضانية لن تمنع وتكلفتها من أجل الثواب من الله عز وجل، وقال إن الإقبال يتزايد كل عام بسبب الفقر والغلاء، وهو أمر ملحوظ بسبب الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد.
ويضيف حسين، أن الأسعار تضاعفت عن العام الماضي، وسيكون يوميا فى المائدة وجبات لحوم وفراخ وأرز وخضار وخلافه.
ويقول سعد محمد – يقيم مائدة رحمن فى الجيزة - إنه استعد للمائدة بمجموعة مبدئية من المشتريات شملت وهى 182 كيلو أرز ، 200 كيلو بلح، 235 مكرونة، 48 علبة صلصة، 100 كيلو عدس، 50 كيلو فول،182 كيلو سكر، 8 كيلو شاي،182 علبة سمن الكيلو تقريبا 50 زجاجة زيت 1 لتر، قدرت بمبلغ 50 ألف جنيه مشتريات حتى الآن.
ويوضح، أنه مهما بلغت تكلفة موائد الرحمن فهى تقام لمدة شهر فى العام، يتميز عن غيره بكثير فهو شهر الصيام والصدقات والاستغفار والحسنات، وواجب علينا أن نقدم أطباق إفطار تتنوع ما بين مائدة وأخرى بإفطار يناسب صائمًا طوال يوم شديد الحرارة، ويضيف غالبية الحشد على الموائد من المسافرين والمغتربين والفقراء وأطفال الشوارع، الذين لا يستطيعون الحصول على الطعام .
ويقول الحاج عبدالحكيم حسن – 56 عامًا - إنه لن ينظم مائدة هذا العام لأنه تاجر بسيط، ولا يستطيع توفير طلبات المائدة بسبب ارتفاع الأسعار مضاعفة عن العام الماضي، مشيرا إلى أن سعر كيلو اللحمة فقط 120 جنيها، وأضاف أن الأسعار خيبت آماله بفرحة رمضان هذا العام بسبب ارتفاعها بصورة مبالغة، خاصة الزيادة التى يشنها التجار على جميع السلع ولا أمل فى شيء، وانعدام الموائد واختفاؤها ستؤثر كثيرا على المواطن المصرى البسيط ومحدودى الدخل، لكن هناك رجال الخير يوزعون الشنطة الرمضانية على الأهالى والفقراء.
أما محمد عبدالله - 54 عاما – فقال إن المائدة التى سينظمها هذا العام ستخفض تكلفتها للنصف وستحتوى فقط على وجبة تتكون من لحم أو دجاج مع مكرونة أو أرز وخضروات وسلطة، وبلح ومياه، وأشار إلى أن أغلب المناطق الشعبية  تراجعت فيها أعداد الموائد بسبب الغلاء، وقال إن الإقبال يختلف عن اليوم الأول والثانى لكن بقية الأيام يزداد الإقبال على المائدة من الفقراء والمحتاجين والبسطاء بجانب عابرى السبيل.