السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزهريون إطالة التراويح غير مستحب ويعتبرونها مغالاة وتشدداً

أزهريون إطالة التراويح غير مستحب ويعتبرونها مغالاة وتشدداً
أزهريون إطالة التراويح غير مستحب ويعتبرونها مغالاة وتشدداً




كتب ـ إبراهيم جاب الله

 

أكد علماء الأزهر الشريف أن الإطالة فى صلاة التراويح من العشاء للفجر أمر غير مستحب وبه نوع من المغالاة والتشدد،  وقال د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: «ان إصرار الإمم على الإطالة فى التراويح وجعلها من العشاء لقرب صلاة الفجر مغالاة وتشدد وأولى به الصلاة بالاعتدال.
أضاف إن الأصل فى التراويح مندوبة والمندوب يفعل باعتدال بمعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلاها مرتين فقط جماعة فى المسجد، ولم يصلها أبوبكر الصديق فى جماعة، ولذلك فالعلماء قالوا تقليل القراءة فى التراويح مستحب.  وأشار كريمة إلى أن التراويح تجزأ ولو بركعتين حتى نستطيع الجمع بين الدين والدنيا ولكن الصلاة طوال الليل تشدد ومغالاة، وغير منقول أو وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته الكرام.
من جهته يوضح د.على جمعة مفتى الجمهورية الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء  ان الإطالة فى التراويح  من العشاء للفجر لم يقل به أحد العلماء، إذ إن صلاة التراويح  سنة صلاها النبى صلى الله عليه وسلم   ثلاث ليال ثم تركها بعد ذلك، رحمة بأمته ومخافة أن تفرض فتشقَّ عليهم، وفى ذلك تقول السيدة عائشة رضى الله عنها «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى فى المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثرُ منهم فصلى فصلَّوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا،  فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى فصلَّوا بصلاته،  فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف عليّ مكانكم، ولكنى خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك»، والثابت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى بهم فى كل مرة من المرات الثلاث ثمانى ركعات ثم كانوا يكملون صلاتهم فى بيوتهم.
أضاف إنه فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه صلاها الصحابة عشرين ركعة واستمر الأمر على هذه السنة التى استنها الخلفاء الراشدون إلى عهد عمر بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن التمسك بما كان عليه الصحابة من صلاة عشرين ركعة هو مذهب الأئمة الأربعة وهو أولى وينبغى تأخير الوتر بعدها، ويندب ختم القرآن كاملاً فى صلاة التراويح بحيث يوزع جزء فى كل ليلة.
 من جهة أخرى انتقد الشيخ سامح عبدالحميد الداعية السلفى، إطالة الأئمة فى دعاء القنوت- الدعاء فى الركعة الأخيرة من صلاة التراويح- مؤكدا أن هذا الأمر يخالف نهج النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال عبدالحميد: «هناك أخطاء فى دعاء القنوت، فعلينا أن ندعو بالأدعية المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم، فهى أدعية جامعة لخيرى الدنيا والآخرة، والدعاء يكون بصفة التضرع والخضوع لله».
وأضاف: «بعض الأئمة يُطيل الدعاء وكأنه استعراض لصوته وسجعه وحفظه للأدعية الطويلة حتى يُرْهِق المصلين خلفه، والشيخ محمد إسماعيل المقدم يقول إن دعاء القنوت يكون فى حجم سورة الغاشية، ودعاء الشيخ ياسر برهامى حوالى دقيقة فقط».
فيما قال عضو هيئة كبار العلماء  بالسعودية  الدكتور سعد بن تركى الخثلان إن إطالة دعاء القنوت فى صلاة التراويح خلاف السنة مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أيكم أمّ الناس فليخفف فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة فإذا صلى وحده فليطول ما شاء) والنبى صلى الله عليه وسلم لم يحفظ أنه دعا فى القنوت فى صلاة الوتر أصلاً، وقد ائتم به عدد من الصحابة كابن مسعود وحذيفة وابن عباس رضى الله عنهم لكنه علم الحسن كلمات يسيرة (اللهم اهدنى فيمن هديت...) فينبغى للإمام عدم الإطالة فى الدعاء والاقتصار على المأثور وجوامع الدعاء والبعد عن التكلف.
وأوضح الشيخ الخثلان أن الترتيل والتغنى مشروع فى تلاوة القرآن، أما الدعاء - سواء فى دعاء القنوت أم غيره – فالمشروع أن يؤتى به بتضرع وخضوع من غير تغن ولا ترتيل، ولهذا فإن المضطر عندما يدعو لا يتغنى فى دعائه، ثم إن الدعاء مقام سؤال وطلب حاجة ولا يناسبه التغنى والتلحين، ولذا لو أتاك فقير يسألك حاجة وهو يتغنى بسؤاله ويلحنه لربما اعتبرت ذلك سوء أدب منه، والمسلمون بفطرتهم فى غير الصلاة يفرقون بين تلاوة القرآن فيتغنون بها وبين الدعاء، فلا يتغنون به ولا يلحنونه فينبغى أن يكون التفريق كذلك فى الصلاة، وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (..على الداعى ألا يشبه الدعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التجويد والتغنى بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدى النبى صلى الله عليه وسلم ولا من هدى أصحابه رضى الله عنهم) وقال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله: (إن التلحين والتطريب والتغنى والتقعر والتمطيط فى أداء الدعاء منكر عظيم ينافى الضراعة والابتهال والعبودية، وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به، وقد أنكر أهل العلم من يفعل ذلك فى القديم والحديث.