الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إياكم وهجر القرآن

إياكم وهجر القرآن
إياكم وهجر القرآن





د. محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

القرآن الكريم كلام الله، المنزل على عبده محمد (صلى الله عليه وسلم) المتعبد بتلاوته، المتحدى بأقصر سورة منه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضى عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: «إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً» (الجن : 2)، وقالوا: «يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» ( الأحقاف : 31 ) .
  وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى: «وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» (هود: 44)، حتى انطلق قائلاً: هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين ، وإلا فمن ذا الذى يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع؟! ويأمر السماء أن تمسك ماءها فتقلع؟! ويأمر الماء أن يغيض فيطيع ويسمع ؟! إنّه رب العالمين ولا إله سواه .
  وهو أحسن الكلام وأجمله، وأصدق الحديث وأبلغه، وأحسن القصص وأعذبه، يقول الحق سبحانه: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ» (يوسف: 3)، ويقول سبحانه: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِى بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ» (الزمر : 23) .
 وهو عِزُّ هذه الأمة وشرفها، يقول الحق سبحانه: «لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ» ( الأنبياء : 10)، ويقول سبحانه وتعالى: «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ» (الزخرف : 44)، وهذه الأمانة وتلك المسئولية تحتم علينا خدمة كتاب الله عز وجل، والعناية به وبأهله، حفظًا، وتجويدًا، وتلاوة، وترتيلاً، وفهمًا، وتطبيقًا، سواء فى جانب المداومة على التلاوة والتحذير من هجره أو نسيانه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً» (الفرقان : 30)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فى عُقُلِهَا»، أم فى جانب المداومة على الحفظ والتذكر والحث عليه، يقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «يقال لقارئ القرآن اقرأ ورتل وارتق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».