الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فقهاء: إفطار مسلمى دول النهار الممتد على توقيت مكة غير جائز

فقهاء: إفطار  مسلمى دول النهار الممتد على توقيت مكة غير جائز
فقهاء: إفطار مسلمى دول النهار الممتد على توقيت مكة غير جائز




رفض عدد من  الفقهاء والعلماء إفطار المسلمين فى الغرب بتوقيت مكة إذا زاد على 18، وأكدوا أن الأصل هو صوم الإنسان يبدأ من  الشروق إلى الغروب وأنه إذا امتد النهار فى دولة  يكون الصوم مع توقيت أقرب دولة تغرب فيها الشمس... وتشير فتوى سابقة للدكتور الراحل  عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه لا يمكن القياس على مكة فى الدول التى لا يكون بها نهار أو زاد فيها عدد الصيام زيادة غير محتملة. وأن نهار الصيام  إذا زاد زيادة كبيرة بحيث يشق عليهم الصيام كأن يكون الليل ساعتين أو أقل، فإن المسلم  يصوم على أقرب بلد إليه أما إذا كان الليل لا يطول أكثر من ذلك فيصوم على توقيت بلده، لأن الأصل توقيت البلد الذى يصوم فيه الإنسان فإن لم يكن فأقرب البلاد إلى البلد الذى يصوم فيه ولا يكون على مكة المكرمة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «صوموا  لرؤيته وافطروا لرؤيته»، والصائم فى دول التى يزيد بها عدد ساعات الصوم على 18 ساعة  لا يمكن أن يرى فجر مكة أو مغرب مكة.
فمن جانبه يرفض الدكتور عبد الحميد العبيدى أستاذ الفقه المقارن بكلية الأحقاف بالعراق القول بجواز إفطار مسلمى الغرب الذين تمتد بهم ساعات الصوم أكثر من 18 ساعة على توقيت مكة.
وقال: «إن تلك الدول التى لا تغرب فيها الشمس أو يكون فيها الليل ساعتين مثلا ينبغى أن تصوم على أقرب بلد لها يحدث فيه الغروب العادي، ولا تقاس على مكة،  فأهل القطب الشمالى يصومون على فنلندا لأنها أقرب بلد لهم به غروب، وهكذا».
ويضيف: إنه من عظمة الإسلام أنه دين عالمى والمسلمون منتشرون فى كل بقاع الأرض شمال وجنوب خط الاستواء، ولذلك يعتمد الصوم على الرؤية القمرية حيث يتقدم  الصيام 11 يوما كل عام وهذا يجعل هناك عدالة فى الصوم فمن صام فى الحر فى أقصى الشمال هذا العام مثلا يصومون فى الربيع العام القادم، حيث يكرر رمضان  فى نفس التوقيت كل 30 عاما».
وأوضح أنه إذا كان التوقيت بين مكة وبين البلد الذى يقع غربى مكة من الدول الأوروبية والأمريكية ما يقل عن 18 ساعة فهم ملزمون بالصيام  فإن زاد فى التوقيت على 18 ساعة فمعنى ذلك أنهم يقعون فى جهة أخرى من الكرة الأرضية ولا يلزمهم رؤية مكة.
وشدد على أنه لا يمكن أن تتحد كل بلاد الدنيا على رؤية واحدة لأنه من المعلوم  يقينا أنه إذا كان عندنا فى البلاد العربية نهار فهى فى الجهة المقابلة ليل، فيصومون فى اليوم التالى ولذا من الأمور المسلمة أن المسلمين لا يمكن أن يصوموا فى يوم واحد، أو يفطروا على توقيت واحد.
الدكتور أحمد محمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يؤكد أيضا أن الصيام محدد على الفجر شروقا والمغرب غروبا، ولا يمكن أن يفطر ويصوم مسلمو الغرب الذين يمتد لديهم النهار على توقيت مكة، خاصة وإن الأمر سيتعلق بالصلاة أيضا وليس بالصوم.
وأوضح أنه لو وجد مرصد إسلامى فى مكة المكرمة يجتمع عليه المسلمون ويكون فيه إجماع من الفقهاء مع علماء الفلك يمكن أن نعتمد على الاحداثيات  التى تصدرها مكة فى الصوم وهذا ليس بحاصل.
واستطرد: «وبناء على ذلك فالقاعدة الشرعية تقتضى بأن من يصوم فى دول النهار الممتد يصوم ويفطر على أقرب بلد له لأن بداية الصيام ونهايته تتعلق بالفجر الصادق وغروب الشمس وليس ببيئة مكانية.
واستدل الدكتور كريمة بقوله تعالى: «كلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل»، وأوضح أن  الشارع الحكيم علق الصيام بداية ونهاية على طلوع الفجر ومغيب الشمس، وليس بالتوجه إلى مكان بعينه كمكة.
وحول ما إذا كانت الدول القريب ممتدة فى النهار كذلك قال كريمة أن «الصوم يكون على الأقرب فالأقرب ولا يشترط البلد الملاصق للحدود، ولنفرض أنه فى شمال أوروبا هذه المشكلة فإنه من الممكن أن يأخذوا بالشمال الأفريقى بحيث يخرجون من المشكلة لكن على أن تكون عدد الساعات نصف ضعف ساعات نهار البلد الأصل».
وشدد على انه لا يوجد فى الشرع تحديد ساعات صيام تحديدا محددا فالصيام يأتى فى كل أوقات السنة فتارة يأتى فى الصيف وساعات الصيام طويلة، وزيادة ساعة أو ساعتين لا يعنى أن يترك المسلم غروب الشمس فى بلده ويفطر على البلد القريب،  حيث لابد من الضرورة الملجئة التى تجعل الإنسان يجتهد ويذهب إلى أقرب بلد».
أما د. سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فترى أن الأولى عند طول النهار وعدم وجود ليل أن يصوم المسلم على أقرب غروب شمس له فى أقرب بلد.
وأوضحت أنه إذا وجدت نفس المشكلة فى البلاد القريبة كلها  وتعانى من نفس الوضع فلابد وأن نأخذ بتوقيت مكة المكرمة وهذا ما يفتى به دائما.