الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مساجد أثرية فى البحيرة غير مسجلة يحاصرها الإهمال والتعديات

مساجد أثرية فى البحيرة غير مسجلة يحاصرها الإهمال والتعديات
مساجد أثرية فى البحيرة غير مسجلة يحاصرها الإهمال والتعديات




كتب - علاء الدين ظاهر


كشفت مصادر بالأُثارعن وجود عدد من المبانى ذات قيمة تاريخية وطرز معمارية فريدة ومميزة فى البحيرة، لكنها لم تسجل بوزارة الآثار حتى الآن نظرا لكثرة المشكلات التى تواجهها الوزارة، من قلة الموارد المالية اللازمة للصيانة والترميم وأيضا لتسجيل المزيد من المبانى والمواقع الأثرية، وذلك لاعتماد الوزارة على التمويل الذاتى ونقص التدفق السياحى على المواقع الأثرية بعد ثورة يناير، الأمر الذى صعب وجود ميزانيات لضم مزيد من المبانى الأثرية التى تزخر بها مصر فى جميع أنحائها وفى محافظة البحيرة بشكل خاص.
وقال عادل أحمد الدفراوى مفتش آثار بمنطقة البحيرة، انه من أبرز المساجد غير المسجلة مسجد السلطان حسين الذى أمر بإنشائه السلطان حسين كامل عام 1333/1335هجريا فى إيتاى البارود، وكان بجانبه قصر السلطان الذى اندثر الآن، والمسجد بنى بالحجر الجيرى ويتميز بأسقفه البديعة التى تغطيها زخارف نباتية متنوعة وألوان رائعة وتعد من أجمل أسقف العمائر الدينية بالبحيرة، ومئذنته ذات الزخارف الهندسية المتشابكة والأطباق النجمية المنحوتة ببراع على بدن المئذنة، التى تزدان أيضا بزخارف معمارية تضاهى الطراز المملوكى وتنتهى بشكل «القلة» فى قمته.
وتابع: هناك أيضا مسجد المرادنى بشارع صلاح الدين بدمنهور والذى تعرض كثيرا للإهمال والنسيان ويرجع تاريخ بنائه الأول إلى قبل عام 854 هجرى/1450ميلادى، حيث تم تجديده فى العصر العثمانى استنادا لنقش كتابى موجود على باب المقدم بالمنبر مؤرخ بعام 930هجرى/1524ميلادى ثم جدده محمد على باشا مرة أخرى عام 1240هجرى/ 1824ميلادى، وحينها تم بناء المئذنة الموجودة حاليا بالمسجد، وقد ذكر ذلك بنقش كتابى سجل بخط الثلث على العتب الخشبى الذى يعلو المدخل الجنوبى الغربى، والمئذنة والمدخل هما الجزءان المتبقيان من وقت تجديد محمد على وقد بنيا من الآجر الأحمر ومونة القصرمل، وطراز المئذنة عثمانى وقمتها قلمية من الخشب مثمنة الأضلاع وبدنها مثمن أيضا به تجويفات معقودة بعقد منكسر.
وأشار إلى أنه بجوار المرادنى يقع أيضا مسجد «الخراشى» بشارع صلاح الدين بدمنهور ويرجع تاريخه لعام 1300هجرى/ 1882ميلادى نسبة للتاريخ المنقوش على باب المقدم بالمنبر، وان كان مرجحا بنائه قبل ذلك التاريخ، حيث ذكره فى وثيقة بسجلات محكمة البحيرة عام 1217هجرى/ 1802ميلادى، كما ذكره أيضا على باشا مبارك فى خططه، وينسب للشيخ عبدالمتعال الخراشى وضريحه فى القبة الملحقة بالمسجد وكان من أعلام الصوفية بدمنهور، والمسجد له واجهتان، الشمالسة الشرقية ذات طراز فريد يتوسطها مدخل بارز يتوج كتلته عقد على شكل ثلاثة أرباع دائرة، والشمالية الغربية تتوسطها كتلة المدخل حيث توجد داخل حنية يتوجها من أعلى عقد مصمت أسفله ثلاث نوافذ صغيرة متجاورة، ويتوج الجدران شرافات على هيئة عقد نصف دائرى تشبه شرافات القلاع والحصون.
ومنبر المسجد به حشوات وزخارف مائلة ومتدرجة ومزين بخشب الخرط الصهريجى والميمونى وله جوسق مفتوح الجوانب يعلوه قبة مخروطية، والمئذنة فى الركن الشمالى الشرقى للمسجد ولم يتبق منها للأسف سوى القاعدة وجزء من البدن المثمن، والذى كانت تزخرفه عقود مدببة ترتكز على أعمدة بها زخارف حلزونية، وبنيت من الآجر الأحمر، وهذا المسجد تعرض لإهمال جسيم والتعديات عليه مازالت مستمرة حتى الآن، لأن هناك مساجد ثبتت آثريتها ولم تسجل بعد، رغم جهود لجان وإدارة التسجيل الآثرى وبعض تلك المساجد يقع تحت تصرف وزارة الأوقاف لإقامة الشعائر بها مثل مسجد «العمرى» بقرية صفط الحرية بإيتاى البارود، ويرجع تاريخه لنهاية القرن 13 هجرى، الهجرى ويرجح بنائه على يد عائلة أبوالفضل الأندلسية الأصل وهى الآن من أشهر عائلات صفط الحرية.
والمسجد ذو طراز معمارى فريد يحتوى على عناصر معمارية وفنية ذات طابع أندلسى ومغربى ويتضح هذا فى تخطيطه، وأجمل ما تراه العين تلك المئذنة الضخمة الرائعة المتفردة بطرازها الأندلسى الجميل كواحدة من أجمل المآذن فى إقليم الدلتا أجمع، وتشبه صوامع المغرب والأندلس وتبرز كتلة القاعدة عن واجهة المسجد وببدنها دخلات معقودة بعقود مدببة، وتتضح عليها بعض التأثيرات المملوكية مثل زخرفة الجفت اللاعب، إضافة لقمريات وميمات بها ويزين بدنها زخارف نباتية جصية وأشكال أطباق نجمية، وهى بحق مئذنة رائعة لم تطلها يد التجديد أو الترميم حتى الآن وعناصرها باقية عدا درابزين شرفة المؤذن، والمنبر خشبى به زخارف هندسية استخدم فيه خشب الخرط والبرامق الخشبية وشرافات ثلاثية الورقات إضافة لدكة المقرئ متقنة الصنع وبها زخارف عديدة ومتنوعة.
وأضاف: المسجد والمئذنة من أندر طرز المساجد بالوجه البحرى، ورغم ذلك يسعى بعض أرباب المصالح من أهالى القرية بالضغط على الجهات المختصة مثل المحليات والأوقاف لهدم المسجد وإعادة بنائه على مساحة أقل، حتى يقوموا بتوسعة الطريق على حساب المسجد وبالفعل نجحوا فى ذلك ورصدت الأوقاف مبلغًا كبيرًا من المال لإعادة بناء المسجد على قرار الهدم الصادر، لولا إدراجه ضمن كشوف الحصر من لجنة الحفاظ على الثراث المعمارى المميز والمبانى التاريخية بمحافظة البحيرة، مع وقف الهدم بناء على جهود إدارة تسجيل آثار الوجه البحرى وسيناء برئاسة الدكتور عبدالله الطحان واللجنة المشكلة بعضوية الزميل عادل المصرى وآخرين، مما يمكن استغلال هذا المبلغ فى عمليات ترميم وصيانة المسجد توفيرا لميزانية الدولة، وحفاظا على أثر يعد إضافة يجب أن تسجل فى عداد الآثار الإسلامية.