الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» تكشف بيزنس تجميد البويضات لغير المتزوجات

«روزاليوسف» تكشف بيزنس تجميد البويضات لغير المتزوجات
«روزاليوسف» تكشف بيزنس تجميد البويضات لغير المتزوجات




كتبت - مروة عمارة

«قررى بنفسك الوقت الذى ترغبين فيه أن تكونى أما» إعلان عرض علينا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ولغرابته قمنا بالتواصل مع جهة العرض لمعرفة ما معنى تلك العبارة، وكانت المفاجأة كون تلك الجهة «مركز طبى لتقنية أطفال الأنابيب والحقن المجهرى بدولة قبرص، ومعنى أيضا بعمليات تجميد الأجنة والبويضات والحيوانات المنوية وأيضا تلقى متبرعين للبويضات والحيوانات المنوية».
دشن الموقع الالكترونى باللغة العربية، لمخاطبة المرضى من الدول العربية، وتم وضع عنوانه بدولة قبرص وأرقام الهاتف، وشعاره «نحن الاختيار الأفضل بأن نمنحكم السعادة وتحقيق أحلامكم وامنياتكم،  لدينا مركز به طاقم واخصائيون ذوو خبرة ومهارة واحتراف حققوا 98% من النتائج المرضية لمرضانا».
عمليات تجميد البويضات أو الحيوانات المنوية، مجرمة طبقاً للائحة آداب المهنة التى تجرم تجميد الأجنة فى مصر، وبالمثل تجميد البويضات والحيوانات المنوية، ولكن يشترط وجود عقد زواج رسمى عندما يتم إجراء عملية تجميد الأجنة لفترة زمنية محددة طبقا لشروط وإجراءات عمليات طفل الأنابيب أو الحقن المجهرى، ويُغلق أى مركز طبى يثبت تورطه فى إجراء مثل تلك العمليات، لكونها مخالفة أيضا  للشريعة الاسلامية ولا يوجد قانون لها، وهو ما سنعرضه خلال التحقيق.

تواصلت «روزاليوسف» مع إدارة المركز الطبى بقبرص، عبر الموقع الالكترونى لهم، لسؤالهم حول عمليات تجميد البويضات التى يعلن المركز عنها بالاضافة لعمليات تجميد الحيوانات المنوية وتجميد الأجنة أيضاً. وكان الرد من قبل الطاقم الطبى أن تجميد البويضات (vitrification) تقنية جديدة تساعد النساء على منحهن فرصة الحمل فى الوقت الذى يرغبنه، ونجحت نساء كثيرات فى أوروبا فى أن ينجبن أطفالا بهذه الطريقة على غرار النساء اللواتى أنجبن أطفالا بالشكل الطبيعى، وهذه الطريقة تحقق لها المحافظة على قدرة الحمل، وتساعدها فيما بعد بالحمل فى سن متقدمة، مع المحافظة على التركيب الجينى لبويضاتها.
ماهية تجميد البويضات
وعرفت العملية «عملية تجميد البويضات»التى يتم القيام بها فى اماكن معروفة قليلة فى العالم، والآن الكثير من النساء يفضلن الإنجاب فى عمر متأخر احيانا بسبب المخطط المهنى أو تأخر الزواج، يعتبر عمر المرأة عاملا مهما جدا لحصول الحمل فى كل من الطرق الطبيعية أو علاجات التلقيح الاصطناعى، وكلما كانت المرأة أكبر عمرا قلت نسبة حصول الحمل لديها، ونقوم بسحب البويضات بعد تحفيز المبيضين الذى تم فى خلال فترة قصيرة،  والحفاظ على هذه البويضات لفترة طويلة وعندما تقرر المرأة بالحصول على الحمل،  يمكن إذابة البويضات للقيام بعملية التلقيح الاصطناعى، مهما كان عمر المرأة، يبقى عمر البويضات تماما فى نفس الجودة من يوم تجميدها، ويتم جمع البويضات بمساعدة التخطيط فوق الصوتى للجهاز التناسلى تحت تأثير التخدير الموضعى وبدون ألم».
وتابع الطبيب المسئول عن الرد: «العملية متاحة لغير المتزوجين، وبشكل ملخص،  ونحن نستعمل اجهزة الحفظ بالتبريد الرائدة من اجل برامج التجميد الخاصة بنا، وقد تم تدريب اخصائى الاجنة من خلال المنتجين لتقنية التجميد التى يتم استعمالها فى عيادتنا».
تكلفة تجميد البويضات بالمراكز الدولية
وحول التكلفة شرح «يمكنك التواصل مع قسم المحاسبة فى مركزنا للحصول على معلومات مفصّلة اعتمادا على نوعية الاجراءات والعلاجات المختارة، وتكاليف العلاج محددة باليورو،  ويتم الدفع نقدا وفى اليوم الأول من العلاج، ويمكن تلقّى التكلفة بالليرة التركيّة،  الدولار الأمريكى أو الجنيه الاسترلينى بناء على سعر الصرف الدارج والدفع بالتقسيط غير متوافّر، ويتم تحديد تاريخ وصولك الى قبرص بعد اكتمال التحضيرات الاوليّة والفحوصات فى بلدك، ومدّة المكوث فى قبرص تتراوح من يومين الى سبعة أيام، والأسعار هى 6500 يورو لسحب البويضات وألفا يورو للحفظ سنويا، بالاضافة لتكلفة الكشف 200 يورو لكل مرة، وتكلفة التحاليل قرابة 1500 يورو».
مركز «إمبو» باليونان
مئات المراكز المتخصصة فى علاج العقم وإجراء عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهرى، تعمل أيضا فى مجالات تجميد البويضات، ومنها مركز يدعى «أمبو» بدولة اليونان أيضاً، ويعلن عن عرض تجميد البويضات من ضمن خدمات تجميد الأجنة وغيرها» يسعد طاقمنا المختص بإعلامك عن كل خيارات تجميد البويضات والحيوانات المنوية، اتصل بنا فورا لتحقيق حلمك، من خلال طاقم من الاخصائيين ذوى الخبرة العالية وتتخصص عيادتنا فى مجال العقم وخدمات الطب التناسلى، ولدينا شهادة ISO 9001:2008».
وعند التواصل عبر الرسائل بالموقع الالكترونى وبالادعاء بأننا حالة ترغب فى إجراء عملية تجميد البويضات بالمركز، أكد على سلامة عملية تجميد البويضات « المرأة تولد وهى تملك احتياطيا معينا من البويضات، حيث يتم طرح 1000 بويضة تقريبا فى كل دورة طمث، وينخفض احتياطى البويضات إلى نسبة 10% فى سن 35 سنة، وبالإضافة إلى انخفاض جودة البويضات بمرور السنوات، فإن نسبة إنجاب الأطفال الأصحاء لدى النساء من عمر 38-40 سنة وتنخفض بشكل كبير بالمقارنة والأمهات فى سن الشباب؛ وذلك بسبب انخفاض جودة البويضات، وهذا هو سبب وقوع حالات الإجهاض، والاختلال الكروموسومى الولادى مثل متلازمة داون»، حسبما قال لنا باللغة العربية فى محاولة لإقناعنا بأهمية تلك العملية.
شرح الخطوات للراغبين
تتم العملية من خلال تحفيز المبيض على إفراز البويضة، والحصول عليها، وبعد الحصول على البويضة تبدأ عملية التجميد (vitrification) عبر تصليب البويضة بشكل سريع جدا فى حرارة منخفضة؛ للحيلولة دون تشكُّل الثلج. ويجرى استخدام العديد من مقاومات الصقيع الخلوية (Cryoprotector) منعا لحدوث التصدع فى غشاء الخلية، وتجرى إذابة ثلج البويضة وتخصيبها فى فترات لاحقة عندما ترغب المرأة بالإنجاب. حيث يتم نقل الجنين بعد 2 أو 3 أيام دون الحاجة إلى العلاج الهورمونى. حسبما شرح الطبيب التابع لمركز امبو اليونانى لتجميد البويضات والحيوانات المنوية.
وحول التكلفة والإجراءات  «الفحوصات الطبية الإجبارية هى الالتهاب الكبدى B وC وفيروس HIV، وهذا الفحص يعد إلزاميا بموجب القانون اليونانى، ويجب القيام به قبل بدء أى علاج، والتكلفة لعملية السحب 8500 يورو مقابل سحب البويضات، و1500 تكلفة الحفظ سنويا بالاضافة الى الاستشارة المبدئية150يورو، واستشارة المراجعة150يورو، وفحوص الهرمونات 100يورو، والأشعة فوق الصوتية 50 يورو، ومنظار البطن، والليزر1، 300 يورو، والتهاب الكبد B، C وHIV 80يورو، واختبارات المسح 150يورو، وتجميد وتخزين البويضات (حتى 3 سنوات)  2، 600 تجميد البويضات».
وعن آلية الوصول «هناك خدمة نقل يتم ترتيبها مسبقا من القادمين من المطار نحو «EmBIO» مع سيارة أجرة من المطار، وهناك خدمة الاستقبال من خط مترو 3 من «مطار أثينا الدولى، والسكك الحديدية خولارغو، ولدينا طاقم متعدد اللغات يدريها الدكتور برك وهو رائع ومحترف ويسمع للمرضى ويعتنى بهم مع الكثير من الاهتمام».
مركز دوغوش
تواصلنا أيضا مع مركز «دوغوش» بدولة قبرص، لخدمات تجميد البويضات والحيوانات المنوية «بقّى القليل لتحقيق حلمك فى أن تصبحى أماً وقتما تريدين مهما تأخر القرار، كل ما عليك فعله هو تعبئة النموذج حتى يتصل بك خبراؤنا فى أقصر وقت».
وقمنا بتعبئة النموذج وهو عبارة عن البريد الالكترونى ورقم الهاتف وبيانات السن والاسم والحالة الاجتماعية والرغبة فى إجراء تجميد بويضات.
وطلبنا تجميد البويضات، ورد علينا المسئول بأن العملية متاحة وتستغرق أسبوعا لإجراء تحاليل والسحب والحفظ، وتتكلف قرابة 7 آلاف يورو ومتاحة لغير المتزوجات، و1500 جنيه رسوم للحفظ السنوى ببنك الاجنة، بالاضافة لتكاليف الاقامة بالفندق 3 آلاف يورو، وتجميد الحيوانات المنوية 1200 يورو والحفظ 200 يورو عن كل عام».
والتواصل تم عن طريق زينا محارب «Zeina Muhare» منسّق المرضى الدوليين، وذكرت «يتم العمل وفق البرنامج العلاجى، وتطبيق متابعة الطبيب والخضوع لتنشيط المبيض لتوفير الحصول على أعداد كبيرة من البويضات خلال الدورة الشهرية، ومع اكتمال تطوّر البويضات يتم منح المريض ميعاد جمع البويضات حتى يحضر إلى قبرص، ويكون من الكافى البقاء فى قبرص فترة يومين لإكمال عملية تجميد البويضات، ولا حاجة لفيزا لقبرص الشمالية، استقبال فى المطار،  حجز فندق،  تامين موصلات،  مترجم خاص».
لم يكن الامر يتم داخل تلك المراكز الدولية فقط، ولكن هناك بعض مراكز أطفال الأنابيب داخل مصر، تتاجر بأزمة تأخر سن الزواج لدى الفتيات، ورغبتهن فى الحفاظ على قدرة الإنجاب، وتقوم بإجراء تلك العمليات، رغم كونها غير مؤهلة لذلك وأيضا مجرمة داخل مصر.
 تجميد البويضات داخل مصر
مركز بجسر السويس يعلن عبر موقع التواصل الاجتماعى، ويتبع أحد اشهر أطباء علاج العقم (محمد. م) عن توفير عمليات تجميد البويضات للفتيات «إذا كنت تعانين من مشكلة قد تعيق حدوث الحمل سواء قبل أو بعد الزواج، فإليك أخبار سارة لكى تساعدك فى الحصول على الحمل وتحققين رغبتك فى كونك أم، ويتم اللجوء لهذه العملية للمرأة التى لم تتزوج ويكون لديها مشكلة شخصية أو مرضية كالإصابة بالسرطان، أو تتعاطى بعض أنواع من الأدوية التى تؤثر على البويضات والخصوبة مثل العلاج بالكيماوى أو الإشعاعى».
التكلفة داخل مصر
وعند التواصل ذكر المسئول عن المركز «تكلفة السحب 15 ألف جنيه لو مرة واحدة وتكلفة الحفظ 3 آلاف عن كل عام، والادوية تتكلف 5 آلاف لتنشيط المبايض، ولا تستغرق سوى اسبوع للتجهيز والعملية تستغرق نصف ساعة، ويتم سحب البويضات بأمان وسلاسة والحفظ داخل بنك البويضات، من خلال ملف يتضمن بطاقة الرقم القومى واستمارة ووثيقة ورقم كودى ببيانات الفتاة التى تقوم بالتجميد».
مركز آخر بمحافظة قنا ذكر لنا عبر الاتصال الهاتفى أن « تتكلف الأنبوبة الواحدة لحفظ البويضات 5 آلاف جنيه، والأنبوبتين 10 آلاف جنيه، ويتم دفع رسوم الحفظ والتجديد كل 6 أشهر بـ500 جنيه، ومن الأفضل ألا يزيد عمر الفتاة على 43 عامًا، حتى لا يكون التبويض منعدمًا، ويتم السحب بعد أسبوعين من الدواء، والعملية سهلة وسلسة والحفظ فى بنوك لدينا بالمركز، ولا خوف من مسألة تعرضها للتلف أو الاختلاط، لأنها محفوظة ببيانات ومضمونة للغاية والمركز خاضع للرقابة».
موقف الأطباء بمصر
وحول مدى سلامة تلك العمليات سواء داخل مصر أو خارجها، أفاد الدكتور مدحت صادق، استشارى أمراض العقم، أن هناك خطورة من تعاقد المصريين مع المراكز الدولية لتجميد البويضات والحيوانات المنوية، لأنه ورغم وجود قانون بالخارج يسمح بعمليات تجميد البويضات والحيوانات المنوية لغير المتزوجين، لكن تلك المراكز بها بنوك للحفظ، وتعمل أيضا فى مجال بيزنس بيع البويضات والحيوانات المنوية للراغبين ممن ليس لديهم القدرة على ذلك، وبحاجة لمواصفات معينة للبويضة أو الحيوان المنوى، وهو ما يعنى وقوع المريض المصرى فى خطر سحب وبيع حيوانات منوية أو بويضات دون علمه للغير.
ويضيف: «وتقوم الفتاة بدفع مبلغ قد يتعدى 10 آلاف دولار مقابل السحب والتجميد ما بين 1000 و1200 دولار أمريكى لكل عام إضافى من الاحتفاظ بالبويضات فى مخازن التجميد».  
وحول وجود مراكز فى مصر كشف «للاسف هناك مراكز مصرية تعمل فى مجال تجميد البويضات رغم تجريم الشرع والقانون لها وعدم وجود بروتوكول طبى يحكم تلك العمليات ويضع لها سعرا محددا وإجراءات معينة، كما أنه حتى الآن لا توجد كوادر طبية لديها القدرة على إنجاب طفل من بويضة مجمدة لسنوات كما يحدث بالخارج، وبالتالى فى حال قيام فتاة بتجميد البويضات داخل مصر، فإن علينا إجراء التلقيح الصناعى خارج مصر، لعدم وجود كوادر، ومن ثم ما يحدث متاجرة بأحلام الفتيات ونصب عليهن خاصة وأن الأسعار تتعدى 50 ألف جنيه لتلك العمليات داخل مصر والحفظ ألف جنيه سنويا».
تاريخ التقنية
بدأت تلك التقنية فى الظهور عندما أعلنت شركتا آبل والفيسبوك تغطية عملية تجميد البويضات للسيدات العاملات بها، حتى تتمكن المرأة العاملة أن تبذل قصارى جهدها فى عملها وللمحافظة على قدرتها الإنجابية عندما تجد شريك حياتها المناسب. وانتشرت هذه الطريقة من العلاج بين السيدات اللاتى هن فى الثلاثينيات من عمرهن بعد تأخرهن فى الزواج والإنجاب وتهدف إلى منحهن فرصة أفضل للنجاح فى الحمل فى وقت لاحق فى حياتهن. نوعية وعدد البويضات يقل مع التقدم فى السن.
وكشف الدكتور مدحت «العملية تتم على مراحل، المرحلة الاولى تستلزم تنشيط المبايض عن طريق حقن تنشيط التبويض بالادوية لمدة 10 أيام، والمرحلة الثانية هى استخراج البويضات من البطن، حفاظا على سلامة غشاء البكارة، لان سحبها من المهبل قد يؤدى لتهتكه، ثم يتم تجميدها بطرق معينة للحفاظ عليها، وربما تم السحب على مدار دورتين شهريتين لضمان الحصول على أكبر عدد من البويضات لحفظها داخل غاز النيتروجين وتخزينها تحت تأثير درجة حرارة تصل إلى -147 درجة مئوية، وليس هناك فترة محددة لعملية الحفظ، فعند استخدام البويضة المجمدة يتم إخراجها وفكها ثم يتم الكشف عنها وعن مدى صلاحيتها للاستخدام، لانه من الممكن أن تتعرض البويضة للضمور وتصبح تالفة».
 واستكمل «المرحلة الثالثة هى فك التجميد وتخصيب البويضات عن طريق الحقن المجهرى بالحيوانات المنوية من الزوج أو شريك الحياة فى المستقبل، وأخيرا يتم إرجاع البويضات المخصبة الى رحم السيدة حتى تكون الجنين، وكلما كان السن أقل كان أفضل بالنسبة لتجميد البويضة، لأن الفرص تكون أفضل للحمل فى حال استخدام بويضات أصغر سنا، خاصة خلال الفترة ما بين الـ20 والـ30، وتسمح هذه البويضات المجمدة لولادة أفضل للسيدة فى سن ما بين الـ30 و الـ40 عاما».
موافقة بعض الأطباء
فى حين اعترض الدكتور عصام عبد النبى، استشارى أمراض العقم، على عدم تطبيقها داخل مصر، قائلًا «لابد أن يقوم بإجراء هذه العملية طبيب ذو خبرة فى هذا المجال، وأن يكون متحليا بالأخلاق الحميدة التى تمنعه من إساءة استخدام هذه العينات.
وحسب حديثه «طبيب أمراض العقم، بحاجة لتشريع دقيق يتضمن موادّ فى حالة الوفاة أو عدم الزواج لصاحبة البويضات أو لصاحب الحيوانات المنوية المجمدة، بحيث يشترط استخدام البويضات والحيوانات المنوية المجمدة فى حالة زواج صاحبها فقط وإعدامها فى حالة الوفاة، ويحتاج الامر تكاتف نقابة الأطباء والوزارة ومجلس الشعب ودار الافتاء والكنيسة لسن قانون بدلا من ترك الأمر بلا ضابط.
«لا داعى لشكوك خلط البويضات أو بيعها أو التصرف فيها دون الرجوع للحالة، لأن كل أنبوب به بيانات وهناك عقود موقعة ما بين المركز والمريض، وتلك التقنية توفر أملا لمريض السرطان، وأيضا من الرجال الذين لديهم مشكلة فى الخصوبة وبحاجة لتجميد حيواناتهم المنوية لاستخدامها مستقبلا».. يقول الطبيب المؤيد لعمليات تجميد البويضات للفتيات اللاتى لم يسبق لهن الزواج.
مبررا  ذلك «خصوبة الفتاة تبدأ فى الهبوط من سن الـ24، أما بعد الـ35 عاما فيبدأ مخزون المبيض فى الانخفاض».
دراسات دولية
وتضاربت نتائج الدراسات والأبحاث الطبية الدولية بشأن تأثيرات تجميد الحيوانات المنوية والبويضات، والتى يتم حفظها فى البنوك المخصصة، لذلك كى يتم تخصيبها معاً بعد ذلك، حيث أشارت ثلاث دراسات إلى أن الأطفال الذين ولدوا باستخدام نطف تم تجميدها تعرضوا لحدوث مستويات عالية من التشوهات والعيوب الخلقية، بينما لم تكشف الدراسات الأخرى، والتى بلغ عددها 14 دراسة، عن حدوث أى مشاكل للأجنة، وارتفع لدى أجنة البويضات المجمدة معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة والسرطانات ومشاكل نمو الجهاز العصبى.
وحذرت خبيرة خصوبة بريطانية من أن تجميد بويضات المرأة ليس خاليا من المخاطر، ولا أمرا مضمونا، وقالت الدكتورة جين ستيورات، أمينة جمعية الخصوبة البريطانية رغم أن تجميد البويضات يعتبر الآن إجراء فعالا إكلينكيا، لكن هذا لا يعنى أنه خال من المخاطر أو مضمون. كما أنه حتما لا يضمن إنجاب طفل.
 نقابة الأطباء
وحسبما أشار، مسئول لجنة آداب المهنة، الدكتور رشوان شعبان، إلى أن تلك العمليات الخاصة بتجميد الأجنة تتم داخل مراكز أطفال الأنابيب وعلاج العقم والحقن المجهرى، ووجود عمليات تجميد البويضات لفتيات غير متزوجات أمر غير قانونى، وإذا ثبت تورط احد المراكز، يتم غلق المركز وإحالة صاحبه للتحقيق من قبل وزارة الصحة ولجنة آداب المهنة، ومعرض للشطب.
قطاع العلاج الحر
وكشف بالمثل دكتور على محروس، رئيس قطاع العلاج الحر، أن هناك قرابة 121 مركزًا لعلاج عقم الزوجين وأطفال الأنابيب فى مصر، والقانون يجرم حفظ أو تجميد الأجنة، وبالمثل تجميد البويضات أو الحيوانات المنوية، ولا يسمح إلا فى حالة وجود قسيمة للزواج، وفى حال وجود بويضات مجمدة بدون بيانات للزوجين، يتم سحب الترخيص الممنوح لها وإحالة المركز إلى النيابة العامة.
يقول مسئول العلاج الحر بوزارة الصحة يحكم العمل داخل تلك المراكز لائحة آداب المهنة وتراقب عليها قطاع العلاج الحر شأنها شأن أى منشأة علاج خاصة وتشمل الرقابة جميع الإجراءات ومنها التأكد من وجود ملفات لمن يقومون بإجراء تجميد أجنة ووجود الشهادات الصحية والبطاقات وعقد الزواج، والرقابة على بنوك الحفظ وعوامل الأمان والسلامة وعدم الخلط.
الشريعة
الدكتور عصا السنباطى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أفاد بأنه لا يجوز للمرأة التى لم تتزوج أن يؤخذ منها بويضات لتجميدها لان به مفاسدة عدة منها أحتمالية اختلاط الأنساب، ومإذا سيحدث لو قامت باستخدامها دون زواج، ومصير ما تم تجميده لو توفيت قبل الزواج، وهو ما يتنافى مع مقصود الشرع الحنيف فى الحفاظ على الأنساب والأعراض.
«سمح الإسلام بتجميد الأجنة لحين إتمام عمليات أطفال الأنابيب للمتزوجين، ولكن حُرم حفظ الأجنة لفترات طويلة خشية اختلاط الأنساب وضياع المواريث، وبالمثل تطبق على تقنية تجميد البويضات أو الحيوانات المنوية طالما لم تكن هناك علاقة زواج قائمة حينها كما يحدث خلال عملية طفل الأنابيب».. يؤكد «السنباطى» تجريمه لتقنية تجميد البويضات.