الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آية الله «تميم»

آية الله «تميم»
آية الله «تميم»




كتبت - مروة سلامة


فيما استقبلت الدول العربية تصريحات أمير قطر تميم بن حمد، كالصاعقة بعد دفاعه عن إيران، كان رد فعل الإعلام الإيرانى على النقيض تماما، فلم يصبه الدهشة، وكأن ما جاء على لسان « تميم» نتيجة طبيعية لشبكة العلاقات « العسكرية- الاقتصادية- الثقافية» الوطيدة بين بلاده وطهران.
وأكد الإعلام الفارسى أن قطر لم تغلق يوما بابها فى وجه إيران وأنها بوابتها الثقافية لغزو المنطقة العربية، من خلال القوة الناعمة، حيث تستعد البلدان لإنتاج أعمال سينمائية تحت إشراف وزارة الثقافة الإيرانية لتلميع التجربة الخومينية، ليكون بذلك تميم سفير قطر بالمنطقة.
وذكرت وكالة أنباء «تسنيم» أن قطر من أوائل الدول الخليجية الداعمة لـ«طهران» باعترافها بإتفاقية «الجزائر»، التى وقعت بين إيران والعراق عام 1975، لترسيم الحدود بين البلدين والتى تم إلغاؤها فيما بعد عام 1980 من قبل الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، مشيرة إلى أن العلاقات تطورت بين البلدين، حيث أصبحت إيران سنداً لقطر فى مواجهة السعودية، مدللة على ذلك بموقف أمير قطر الأسبق الذى بعث رسالة شكر إلى الرئيس الإيرانى عام 1992 لموقفه الداعم لبلاده إبان ما عرف إعلامياً بـ«حرب الخفوس» التى وقعت بين قطر والسعودية بسبب الخلاف الحدودى بين البلدين.
ارتفع سقف العلاقات قطر وإيران فى عهد الرئيس السابق أحمدى نجاد، ففى 2007 دعت «الدوحة» الرئيس الإيرانى لحضور مؤتمر مجلس التعاون الخليجى، رغم قلق الدول المشاركة من التواجد الإيرانى وأهدافه التوسعية بالمنطقة.
فى الوقت نفسه صارت قناة الجزيرة القطرية منبراً لإيران وأذرعها فى المنطقة، من خلال تلميع «حزب الله» فى حرب 2006 وتصوير «طهران» بأنها الراعية لحركات المقاومة فى المنطقة، وكانت نتيجة ذلك الزواج الرسمى الذى جمع بينهما أن تغض «الجزيرة» الطرف عن كل ما يحدث داخل «إيران» من حركات ثورية ضد النظام، رغم وجود مكتب إعلامى لها داخل العاصمة، فكانت النتيجة إجهاض الثورة الخضراء 2009، والتى اندلعت بسبب تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح «نجاد»، رغم خروج الآلاف وسقوط الضحايا على أيدى قوات الأمن وميليشيا الحرس الثورى.
 اختار أمراء قطر الاستقواء بإيران لحماية حدودها مع المملكة السعودية، ففى عام2010 شهدت السواحل القطرية دخول أسطول إيرانى، يضم ثلاث سفن حربية رفعت عليها صورة لكل من «الخومينى» و«خامنئى» تحت إشراف عدد من القيادات العسكرية التابعة لقوات الأمن الإيرانى والحرس الثورى، جاءت تلك الخطوة بعد عدد من اللقاءات التى جمعت بين أمير قطر وآية الله خامنئى، المرشد الأعلى للثورة، وهو ما وصفه عبد الله سهرابى، سفير إيران بقطر آنذاك بأنه: فأل خير.
 اعتبرت «طهران» هذا التاريخ بداية حقيقية فى التعاون العسكرى بين البلدين، حيث أعقبه الإعلان عن مراكز تدريب عسكرى تحت إشراف قيادات عسكرية تتولى تأهيل الضباط الإيرانيين للعب دور حيوى فى المنطقة، لتواصل البلدين الجهود العسكرية المشتركة لممارسة مزيد من الضغط على السعودية بتوقيع إتفاقية تعاون لحماية الحدود عام 2015، ليكون التواجد الإيرانى مبرراً وشرعياً.
 «الدوحة» فى طريقها لإنتاج أفلام لتلميع «الخومينى»، كعادتها لم تترك إيران باباً يفتح لها الطريق لتمكينها من تحقيق حلمها إلا وطرقته، ولعل أقصر الطرق للوصول للشعوب هى القوة الناعمة، والدخول من منطلق نشر الثقافة والفنون، فالتطبيع الثقافى القطرى مع إيران تم بتوقيع اتفاقية منذ أكثر من 13 عاماً، بيد أن مكتب الاستشارية الثقافية الإيرانى بالدوحة، التابع للسفارة يقوم بممارسة أنشطته الدعوية والفكرية ونشر رسائل «الخومينى» بحرية تامة، وكأنها اتخذت من قطر مركزاً ثقافياً لبث سمومها فى عقول الأجيال الجديدة. حيث يعرض الموقع الرسمى العديد من المجلات والكتب والمراجع الداعمة لفكرهم دون مواربة فـ«الدوحة» فتحت الباب على مصراعيه أمام الغزو الثقافى الإيرانى، فى حين أن مصر فطنت لخطر تلك المكاتب وأغراضها الخبيثة فلم تسمح لمكتب لمكتب رعاية المصالح فى ممارسة ذلك أنشطته تحت ستار ثقافى. من ناحية أخرى سعت «الدوحة» لإرسال وفود سينمائية لإيران وتوقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين للتعاون السينمائى المشترك، وبحسب ما جاء بالموقع الرسمى لمؤسسة الثقافة الإسلامية الإيرانى فإن عبد الرحمن نجدي، المدير العام لمؤسسة قطر السينمائية أشاد بالسينما الإيرانية بعد ثورة «الخومينى»، وإنه سيتم إنتاج أعمال سينمائية مشتركة تحت إشراف وزارة الثقافة الإيرانية، التى تحمل توجهات ايديولوجية تهدف لتمجيد وإعلاء «الخومينى» وثورته وتكفير من يعارضها.
كما شهدت الأشهر القليلة الماضية عدداً من الجلسات والمؤتمرات التى تجمع بين القائمين على السينما فى قطر وبعض المخرجين الإيرانيين لإنتاج أعمال سينمائية مشتركة وعرض الأفلام الإيرانية فى قطر.