السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المصرى: الفاطميون أحيوا رمضان بموائد الفقراء.. والأيوبيون بالتراويح وغلق المقاهى

المصرى: الفاطميون أحيوا رمضان بموائد الفقراء.. والأيوبيون بالتراويح وغلق المقاهى
المصرى: الفاطميون أحيوا رمضان بموائد الفقراء.. والأيوبيون بالتراويح وغلق المقاهى




كتب - علاء الدين ظاهر

شهد العصر الفاطمى اهتمامًا كبيرًا بالاحتفال بشهر رمضان، واشتهر الخلفاء الفاطميون بإقامة الولائم الكبيرة التى تمد فيها الموائد الضخمة والفخمة طوال رمضان، وكان يضرب بها المثل فى التاريخ بما تحويه من كميات ضخمة من الأطعمة، ومنها على سبيل المثال مئات الخراف والطيور فى المائدة الواحدة، هذا غير الفطائر والحلوى حيث كان الناس يأكلون ملء بطونهم ويسمح لهم بأخذ ما تبقى، فيما أكد عادل حمدى المصرى الباحث فى الآثار الإسلامية بمنطقة البحيرة، أن الدولة الفاطمية اتخذت من المناسبات الدينية والأعياد سبيلا للدعاية والنفاذ للمصريين بمذهبهم الجديد.
وتابع: كثير من التقاليد الفاطمية من احتفالات ومواسم وإقامة الموائد خاصة فى رمضان يرجع الفضل فى وضعها للخليفة الفاطمى المعز لدين الله، الذى كان يسعى للتقرب من أهل مصر ببذل العطايا والهبات والهدايا للأطفال كالقناديل التى يطوفون بها الشوارع (الفوانيس) حتى إنهم استقبلوه بها يوم قدومه مصر.
وحرص الفاطميون فى عهد المعز ومن خلفوه بالاحتفال بغرة شهر رمضان من خلال تشكيل وفد من القضاة يجوبون الشوارع قبل الشهر الكريم بثلاثة أيام ليتفقدوا الإضاءة بالمساجد وإنارة الشوارع وتزيينها، وتعليق المسارج والفوانيس (القناديل)، وكانت الدولة تشترى البخور الهندى والمسك والكافور الذى يصرف لتلك المساجد فى شهر رمضان.
وخلف المعز ابنه العزيز بالله وفى عهده عمُّ السخاء والبذخ وتحول الأزهر فى عصره من جامع إلى جامعة، وكان يقيم الموائد لأهل الجامع العتيق (عمرو بن العاص)، ويقدم الطعام لمن يحضر شهور رجب وشعبان ورمضان فى الجامع الأزهر، كما اهتم الحاكم بأمر الله بشهر رمضان وأهدى جامع عمرو بن العاص ثريا فضية ضخمة لإنارة المسجد، وتردد عنه أنه منع إقامة صلاة التراويح لمدة عشر سنوات ثم أجازها بعد ذلك، وقد هدم الفاطميون عندما دخلوا مصر  (دكة القضاة) الخشبية أعلى سفح المقطم والتى كان يتم منها تحرى رؤية هلال رمضان، وبنوا مكانها مسجدا صغيرا لأمير الجيوش «بدر الجمالى».
واقتصرت الاحتفالات بالدولة الأيوبية على رؤية الهلال وصلاة التراويح والاحتفال بليلة القدر وقراءة القرآن وإقامة الشعائر الدينية، ومجالس العلم وحلقات الذكر وإلقاء الدروس بالمساجد وحث الناس على الجهاد لنصرة بيت المقدس وحماية المسجد الأقصى، وحث الأغنياء على فتح ديارهم لإطعام الفقراء والجنود القادمين من الحرب، وكان الملك الكامل يأمر بغلق الخمارات والمقاهى فى رمضان، وكان المحتسب يقوم بالمرور للتأكد من جودة السلع ونظافة السقايين.