الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الكنيسى يسرد ذكرياته عن عمله كمراسل حربى أثناء حرب العاشر من رمضان

الكنيسى يسرد ذكرياته عن عمله كمراسل حربى أثناء حرب العاشر من رمضان
الكنيسى يسرد ذكرياته عن عمله كمراسل حربى أثناء حرب العاشر من رمضان




تقرير - مريم الشريف

أكد الاعلامى حمدى الكنيسى عضو الهيئة الوطنية للإعلام ، أن نكسة 1967 كان يوم صدمة مروعة للمصريين، لأننا كنا نعيش فى إنجازات مختلفة ولدينا توقع كبير بالانتصار، ولم ننتبه بأننا نتعرض إلى مؤامرة على مستوى كبير جدًا من أمريكا وإسرائيل ودول أوروبية أخرى.

عن أهم ذكرياته فى حرب اكتوبر علق الكنيسى قائلًا: «بدأت دورى كمراسل حربى أثناء حرب الاستنزاف حينما كان هناك اشتباكات مع العدو الإسرائيلى، قواتنا فى غرب القناة والقوات الإسرائيلية فى الشرق، وحرب الاستنزاف كانت تعد هزيمة بشكل أو آخر لإسرائيل لأنها حطمت الهدف الإسرائيلى بأن يكسر معنوياتنا، وحطمنا الدعاية الإسرائيلية الغربية لجيش الدفاع الإسرائيلى والذى كانوا يقولون إنه لا يقهر وأن الجندى الإسرائيلى سوبر مان، بالعكس نحن واجهنا فى حرب الاستنزاف وأبطالنا من رجال الصاعقة كانوا يعبرونالقناة ويأسرون الضباط الإسرائيليين، بالإضافة لتدمير المواقع الإسرائيلية.
وأشار إلى أن دوره بدأ بشكل أوسع مع حرب السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان، ومازال يتذكر أنه فى أول يوم كان يعتقد أنه يمكنه أن يفطر فى رمضان انما حينما عبر القناة وبدأ يسجل لقاءات مع المقاتلين اكتشف أنه لا أحد فيهم فكر فى هذا الأمر لأن كان هناك هدف أكبر يتمثل فى ضرب العدو الإسرائيلى، موضحًا أنه عاش أيام لا يمكن أن ينسى لحظة منها لسبب أنه خلال هذه الأيام شاهد  كيف الإنسان المصرى وقت الخطر تخرج منه إمكانيات تفوق الخيال، وهذا ظهر فى التخطيط نفسه، أى فريق العقول المصرى الذى خطط للحرب سواء بالتمويه والخداع أو تضليل العدو، وأيضًا خطة التدريب والتى لا ينسى فيها دور الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان، ومعه المشير الجمسى رئيس العمليات والمشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع ورؤساء الأفرع كلهم، والرئيس الأسبق حسنى مبارك والذى كان رئيس القوات الجوية ولا يمكن لأحد إنكار هذا الامر، بالإضافة إلى قائد البحرية وقائد مدفعية الجيش الثانى والذى أجرى معه حوار وهو المشير أبوغزالة وكان وقتها عميد، والذى قام بدور كبير وساهم بالمدفعية فى تدمير للواء مدرع اسرائيلى وأسر قائده «عساف ياجورى».
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»  انها أيام من خلالها استطاع الجيش المصرى محو نكسة 67 واسترداد الكرامة وأثبت أن الجيش المصرى أقوى من أى محاولات ومؤامرات.
وكشف أنه قام بلقاء مع أحد الابطال الذى أطلق عليهم صائدو الدبابات، وهما عبدالعاطى ومحمد المصرى، حيث كان كلا منهما يستخدم صاروخًا صغيرًا وينتظر حتى تقترب الدبابة الإسرائيلية منه فى حدود ألف متر ويقوم بالتصويب عليها بصاروخ «مولوتيكا» ويدمر الدبابة، وكانت هذة من المفاجآت التى سببت حالة رعب  فى القوات الإسرائيلية.
وأكد ان المؤامرة نجحت بأن نرى النكسة والهزيمة فى 67، وهذا الأمر كان خارج كل الحسابات، ولكن لأننا مصر ولدينا الجيش المصرى العظيم لن نستسلم للهزيمة كما توقع العدو وبالعكس بدأنا الرد على الهزيمة بعد أيام قليلة جدًا، وبدأت حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة، حيث تم ضرب قوة إسرائيلية حاولت دخول رأس العش، وبدأت عمليات الكمائن التى تدخل قناة السويس وتدمر الدبابات الإسرائيلية.
وتابع قائلًا: 5 يونيو 1967كان فى تصور إسرائيل وأمريكا وحلفائها أنها كسرت إرادة المصريين وأنهتها، إلا ان المفاجأة العظيمة أنه خلال أيام قليلة جدًا أثبتنا أن الإرادة المصرية والجيش لا ينكسر ولا ينهزم، وبدأنا فى الاستعداد لحرب الاستنزاف بأشكال مختلفة، حيث قمنا ببناء حائط الصواريخ بعد زيارة سريعة من الزعيم جمال عبدالناصر إلى الاتحاد السوفيتى، وبدأ ان الاتحاد يمدنا بالأسلحة المختلفة والصواريخ لأن هذه كانت وسيلتنا لمواجهة السلاح الجوى الاسرائيلى الذى كان يتم مده ودعمه من أمريكا بكل الوسائل.
واستكمل حديثه قائلًا: أوقفنا نكسة 67 عند حدودها فقط مع حرب الاستنزاف ولم نسمح بأن تكون سببًا فى انهيار المعنويات المصرية، وبالتالى فإن مع حرب الاستنزاف كان التمهيد الرائع للعاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، حينما تم رد «الصاع صاعين» لإسرائيل وقمنا باستعادة الأرض والكرامة.